الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان غير المباشر

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 8 / 6
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


قد لا يعتدي البعضُ عليك بالضربِ أو بالصراخِ ، فقط تشعر أنّه يعتدي عليك . تشعرُ بالتوتر . ترغبُ في مغادرة المكان ، وتشعرُ بأنّ من يقابلك يريدُ امتلاكك والسيطرة عليك ، ولا يعني ما يقول، ويحاول إيذاءك فعلاً .
للعدوانية أسبابٌ كثيرة، قد تبدأ منذُ الطفولة بسبب العنف الأسري أو الاعتداء الجنسي ، أو ربما أسباب أخرى تتسبّب بالكبت حيث يخفي الإنسان مشاعره ويظهرها بطريقة أخرى . وهذا هو السلوك العدواني السلبي أي الغير مترافق بإيذاء جسدي أو لفظي .
تتمثّل العدوانية بالاعتداء الجسدي ، أو المعنوي اللفظي على الآخر، وفي هذه الحالة على الإنسان أن يدافع عن نفسه ، ويردّ العدوان . كي لا يصبح مستضعفاً من قبل الآخرين . الكثير من الناس يكونون ضحايا للتنمّر لأنّهم لم يستطيعوا ردّ العدوان ، وقد يتحولون في المستقبل إلى العدوان الصامت . أي السلوك العدواني الغير ظاهر . تكونُ أحياناً أمام شخصٍ هادئ غير غاضب ، وتشعرُ أنّه اعتدى عليك رغم أنه لم يفعل شيئاً . هذا النمط من السلوك العدواني الصامت ينبع من عدم القدرة عن التعبير عن الغضب بطريقة سليمة ، أو ربما يكون الأمر أحياناً أنّ الشخص يحملُ في داخله مشاعر مكبوتة ، لا تجعله يشعر أنّه غاضب، وينفّث تلك المشاعر بالاعتداء على الآخر بشكل صامت ، أو غير مباشر .
الشخص العدواني هو شخصية تبدو طيبة ومسالمة ، ولكنّها في الحقيقة تحمل عدوانا هائلا في داخلها يخرج بطريقة غير مباشرة ، و غير معلنة في الخفاء. لا تعتمد أسلوب المواجهة و التعبير عن رأيها والدفاع عن نفسها. تخاف الناس ولا تصارحهم بمشاعرها الحقيقية، قد يُبدي الشخص السلبي العدواني اتفاقه مع رأي ما، أو موافقته على طلب شخص ما،وقد يبدي حماسةً ودفاعاً عنه، لكن لسان حاله يُظهر مع الوقت أنه لم يكن صادقاً فيما أبداه، وبدل إتمام المهمة التي وعد بإنجازها، يتراخى ، ويلجأ إلى التسويف والمماطلة ،وإلى الإكثار من تقديم الأعذار عند التأخر في حضور اجتماع أو القيام بشيء وعد به.
حصر بعض علماء النفس مجموعةً من الصفات، والأعراض التي تتسم بها شخصية الفرد السلبي والعدواني وهي: الميل الدائم إلى الاستياء مما يقوله الآخرون، ومعارضة طلباتهم، كثرة الشكوى والتذمر من كونه يشعر بقلة الاحترام ، والعناد ، وتكرار الوقوع في أخطاء بسبب السهو والنسيان، وسرعة الغضب والقابلية للاستفزاز، وإبداء مواقف عدوانية أو ساخرة تُجاه الآخرين قد تؤذيهم .

لا يعتبر العدوان الصامت مرضاً نفسياً، لكنّ من يجد ميلاً إلى السلبية والعدوانية ، بشكلٍ يرى انهيار علاقاته كلّها . عليه بتغيير سلوكه وجعل تصريحاته واضحة ، وكذلك غضبه- أي -يفسح المجال لنفسه لمناقشة الآخرين بصدق عن الأمور التي هو غاضبٌ بشأنها وتفهم وجهة نظرهم ، وقبولها .
قد لا تعرف أن شخصاً تصادقه أو تعيش معه عدوانياً ، لكن كلما تقاربت معه يدفعك إلى الجنون ومع هذا يتهمّك بأنّك لم تفهمه ، ربما تكون قد فهمته من أفعاله وليس من كلماته ، ويكون قد سبّب لك نوعاً من التوتر من خلال طريقته الغامضة في التواصل ، ومن خلال تأكيده على صحة رأيه . العدواني يشعر أنّه لا يخطئ . وكل من حوله هم مخطئون ولا يفهمون قصده . ويحاول أن يسيطرُ كي لا يقع في فخّ التبعية . بإمكانك أن تعرفَ إن كنتَ تتصرّفُ بعدوانية أحياناً تجاه الأشخاص الذين لا تريد أن تظهر أمامهم غضبك منهم . وليس هناك عدوانية مطلقة . يمكن أن تكون هناك حالات ، ويمكن السيطرة على هذه الحالات بإفساح المجال للتعبير الصادق عن المشاعر كلّها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى