الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم عراقي في صيف ساخن

عبدالكريم ابراهيم

2017 / 8 / 6
كتابات ساخرة


عبد الكريم ابراهيم
لمْ يجد بُداً من السير مسافة كليو مترين تحت أشعة الظهيرة اللاهبة باحثاً عن ( قايش ) المبردة المقطوع ،وما أن حصل على ضالته أسرع على جناح الريح كي ينعم بقيلولة تحت هواء المبردة المنعش ، وبعد محاولة استغرقت ربع ساعة تكللت عملية نصب ( القايش ) بنجاح ، وعادت المياه إلى مجاريها ،ولكن عندما ضغط على زر التشغيل لمْ يجد استجابة تذكر من كهرباء (السحب ) ، كأنها انتقلت إلى العالم الآخر. أسرع الرجل وهو يضع المنشفة على رأسه نحو مولدة الأهلية وصاحبها السمج الذي دائماً يختلق الأعذار من اجل اقتناص ساعات من حصة المواطن المسكين ،وكان عليه أن يمد حبل الود المقطوع مع صاحب المولدة ، ويتقبله على مضضٍ ،وكل شيء يهون في سبيل الكهرباء . المصيبة كانت كبيرة ،عندما اخبرهُ صاحب المولدة أن الكهرباء موجودة ،وربما يكون السبب انقطاع سلك الموصل إلى البيت . اِستَشاطَ غضباً من هذا النحس ، وكان عليه أن يتقبل الواقع بمرارته ، ويحضر سُلماً ،وفريق عمل لمثل هذه المهمة مكون من أبنائه للوقوف على العلة ،وإيجاد القطع . كل محاولات الفريق باءت بالفشل لعدم تمييز سلك الكهرباء الخاص بالبيت عن بقية الأسلاك التي غدت كشبكة العنكبوت ، وهنا لابد من شراء سلك جديد ، ومده بدل السابق ، وبعد ساعة من العمل الشاق تحت أشعة الشمس نجح الفريق في أعادة نصب السلك الجديد ،عندها كانت مدة كهرباء السحب قد انتهت ، وما على الرجل وفريقه انتظار (الوطنية ) كأنها هلال العيد ،ومعها ذهبت قيلولة الظهيرة من عيون الجميع . طال الانتظار أكثر من السابق حتى ركبت الوساوس والأفكار الرجل ما دفعه إلى تحري الامر، فكانت طامة اكبر من أختها هي أن (فيز ) بعض الدور ، ومنها بيته قد أصابه التلف ، ويتطلب الأمر الاتصال بالصيانة ، واتصل بالرقم المطلوب وكان الجواب غداً سيتوجه فرق الصيانة إلى المنطقة لتعاين الموضوع،وجاء الغد ، لم تحضر سيارة الكهرباء التي تصول وتجول باحثاً عن عطل يسيل له اللعاب ،واتصل مرة أخرى ،وكان الجواب نفسه واستمر الحال لمدة خمسة عشر يوما عندها انقطع الرجاء والأمل من الصيانة الحكومية فكان عليه الاستعانة بأحد عمال الكهرباء من أهل الخبرة في تحويل (الفيز) إلى آخر ،وقلدته بقية بيوت الجيران ، ولكن المشكلة هي أن الكهرباء (الوطنية ) بـ( فيزها) الجديد أصبحت رياضية بامتياز ، فهي تصاب بنوبات الجنون التي تجعل "ماطور" المبردة يطير من سرعة الدوران ثم تنخفض لدرجة السكينة والسبات ،وهكذا أصبحت الكهرباء الوطنية وجودها عدمه سيان !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81