الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلمان الفارسي (المعلم الثاني)

داود السلمان

2017 / 8 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قبل اكثر من 22 سنة تقريبا قرأت رواية "الباحث عن الحقيقة" للروائي محمد عبد الحليم عبد الله، وفيها يتحدث الكاتب عن قصة سلمان الفارسي وكيف انه تنقل من دين الى دين ومن بلد الى بلد حتى وصل الى الجزيرة العربية التي انبعث فيها نبي جديد يدعو للإيمان، ووصف الكاتب كيف أن سلمان كان يبحث عن ذلك النبي المبعوث للامة أسمه "احمد" أو "محمد". والكاتب، بطبيعة الحال، قد اضاف اشياء من عندياته، تلطيفا لما يناسب الكتابة الادبية- الروائية، فأضاف اشياء ونسي اشياء.
قلت أن سلمان المعلم الثاني، ولابد أذن من معلم أول، كما يتطلبه السياق، كقولنا أن الفارابي المعلم الاول على اعتبار أن ارسطو الفيلسوف اليوناني الذي هو اشهر من نار على علم؛ وهنا سوف اترك الاجابة للقارئ الكريم، اذ لم اذكر من هو المعلم الذي سبق سلمان لاعتبارات كثيرة، ربما سنذكرها في مكان آخر.
الدكتور عبد الرحمن بدوي ذكر في كتابه" شخصيات قلقة في الاسلام" سلمان الفارسي على اعتبار أنه شخصية قلقة، والكتاب قد قرأته قبل عشرون عاما على ما اذكر فلا اتذكر منه الا القليل؛ واحيل القاري الكريم الى الاطلاع على هذا الكتاب لأهميته.
الشيعة ترفض قول "سلمان الفارسي" وتسميه" سلمان المحمدي" لأن النبي قال فيه مقولته المشهورة" سلمان من اهل البيت"!؛ والسؤال: كيف صار سلمان من اهل البيت وهو رجل جاء من ايران والتحق بالنبي حاله حال غيره؟، فأنت لو كان لك اعز صديقا وصاحبا على الاطلاق هل تعتبره من اهل بيتك، أو تنزله بهذه المنزلة، فالنبي لم يسم سلمان بهذه التسمية الا لاعتبارات، اما ما هذه الاعتبارات؟، فنحن نبحث عنها في مكان آخر وليس في هذا المكان الذي نسير فيه على عجالة.
تقول السيدة عائشة زوج النبي وهي تذكر سلمان، كما في "الاستيعاب لأبن عبد البر ما هذا نصه: " عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
و"عن علي- كما في الاستيعاب ايضا- : أنه سئل عن سلمان. فقال: علم العلم الأول والآخر بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت".
وعن النبي قال: "أمرني ربي بحب أربعة وأخبرني أنه سبحانه يحبهم علي وأبو ذر والمقداد وسلمان".
واما الشيعة فقد اعطوه اكثر من هذه المنزلة حيث يروون ما يأتي:
روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال فيه: (كان عبداً صالحاً، حنيفا ، مسلما، وما كان من المشركين)، وفي حديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تغلطن في سلمان، فان الله تبارك وتعالى أمرني أن اطلعه على علم البلايا والمنايا والأنساب، وفصل الخطاب.
وقد أدرك العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزف، وقد أخبر عن مصارع الشهداء في كربلاء ، وعن أمر الخوارج.
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجوه، أنه قال : لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان.
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقه: (سلمان منا أهل البيت).
وللحديث بقية؛ حيث سنذكر كيف انه كان المعلم الثاني، كما كان الفارابي المعلم الثاني بعد ارسطو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي