الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة تهشيم العظم بين الاخوة الاعداء

سمير عادل

2017 / 8 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تجف بعد دماء الابرياء في الموصل بعد اختلاطها مع دماء عناصر عصابات داعش، ولم يسدل الستار بعد على الحرب على داعش، ولم تكمل مراسيم الزهو بالنصر، حتى بدأ الصفيح الساخن الذي ترقد عليه العملية السياسية، يزداد سخونة. صحيفة "الاخبار اللبنانية" المقربة من حزب الله، الاداة الفعالة للنفوذ الايراني في العراق وسورية ولبنان تشن حملة لاذعة ضد زيارة الصدر الى السعودية.
مقتدى الصدر الذي عاد توا من السعودية العدو الاستراتيجي واللدود لنفوذ الجمهورية الاسلامية لإيران في المنطقة، بدء يستعرض عضلاته ويطالب بلجم جماح "الحشد الشعبي" ووضع نهاية له عن طريق حله او احتوائه من قبل الدولة، عبر كلمة له، متزامنا مع تظاهرة لتياره وسط بغداد يوم الجمعة الفائت، مما سارع رئيس الوزراء حيدر العبادي بالرد، بأنه لن يحل "الحشد الشعبي"، وانه جزء من المؤسسة العسكرية.
ان المطالبة المستمرة لمقتدى الصدر بحل مليشيات الحشد الشعبي، يعكس حالة الرعب لمستقبل تياره ونفوذه ومكانته في المعادلة السياسية من الحشد الشعبي. اذ يدرك تماما بأن الحشد الشعبي يمتلك اليوم اساسا قانونيا في استمراره، بينما لا تمتلك مليشياته "سرايا السلام" التي تهدد بين الحين والاخر مثل بقية المليشيات السلم الاهلي اي سند قانوني.
ان الصراع على مستقبل الحشد الشعبي هو صراع على كيفية والية حسم السلطة السياسية في العراق. فالعبادي الذي سارع بالدفاع عن الحشد الشعبي، فهو بالقدر الذي لا يثق به بسبب موالاة واجندة قادته، بنفس القدر بحاجه اليه لتصفية معارضي ومخالفي سلطة الاسلام السياسي الشيعي بزي مدني يقوده نفس شخص العبادي حتى ولو دون لحية الدعوة الخفيفة. فهو على دراية اي العبادي بان بناء الة الدولة وتبني هوية معينة ما زالت بعيدة المنال، وان مسالة الحفاظ على السلطة ما زال يقررها من يمتلك مليشيات.
تياران سياسيان يتبلوران داخل الطبقة الحاكمة في العراق وبدعم من القوى الاقليمية والاقطاب الدولية الذي بدء يصك اسنانه أحدهما تجاه الاخر. التيار الاول يتمثل بالتيار الصدري والقوميين العروبيين بزعامة علاوي والتحالف المدني الذي هو خليط من الحزب الشيوعي العراقي وعدد من الشخصيات الليبرالية، وجناح العبادي في حزب الدعوة وخارجه، وهذا التيار مدعوم من قبل الادارة الامريكية والسعودية وتركيا. والتيار الاخر يتمثل بالتحالف الشيعي الذي يقوده جناح المالكي في حزب الدعوة ويستند على مليشيا الحشد الشعبي الذي عماده عصائب اهل الحق وقوات بدر ومدعوم من قبل إيران وحلفائها. فيما يقف بقية اجنحة القوميين العروبيين مثل تيار المطلك والكربولي وسليم الجبوري في مؤخرة الصف بانتظار توزيع الحصة التموينية عليها.
وفي خضم هذا التنافس يبرز الصراع على مستقبل بقاء الحشد الشعبي من عدم بقائه. فجميع الدول الاقليمية التي تدعم التيار الاول تطالب بحل الحشد الشعبي، فيما تدافع الجمهورية الاسلامية في إيران بأيدها واسنانها على بقاء الحشد الشعبي التي بدأت تشعر بتناقص نفوذها مقارنة مع مرحلة قبل ظهور سيناريو داعش.
الجانب الكوميدي الوحيد في هذا الصراع هو ما ادلى به علي الاديب القيادي في حزب الدعوة مؤخرا، في تعليقه على العلمانية، بأنها دخيلة على العراق من قبل الغرب. وهو تعليق على تبلور التيار الاول وظهوره البارز في المشهد السياسي. فحين يدرك الاديب اكثر من غيره ان علمانية منافسيه وهو التيار الاول لا تعدو اكثر من رفضها للتحالف الشيعي بالاستمرار في السلطة وليس اكثر، اما شكل الحكومة المقبلة وهوية الدولة التي تسعى لتأسيسها، فلن تكون اكثر وافضل من حكومة ودولة نظام صدام حسين او حسني مبارك او معمر القذافي او بشار الاسد.
ولابد الاشارة الى ان انفلات الاوضاع الامنية مؤخرا في بغداد من عمليات خطف الاطباء والقتل، هو انعكاس للصراع على السلطة السياسية في محاولة للتشويش على احتفالات العبادي في الموصل بمناسبة طرد داعش منها، وتتويج نفسه بطلا للانتصارات وتسويق مستقبله السياسي للبقاء في السلطة.
ان غياب افاق بناء مجتمع حر وآمن، مجتمع يعرف فيه الانسان على اساس الهوية الانسانية، مجتمع يوفر الحد الادنى للخدمات ومعيشة مواطنيه، هو السائد كليا في صراع هذه الاحزاب والقوى، بل ان الصراع بين الاحزاب والقوى البرجوازية التي أشرنا اليها يخيم على المجتمع ويخيم على افاق واستقلالية اية حركة مطلبية او سياسية تحررية.
ان ضعف التنظيم والوعي السياسي هو نقطة ضعف حركة الجماهير الساعية نحو الحرية الامان والرفاه، وهذه أحد الاسباب التي وراء انحراف بوصلة الحركة الاحتجاجية التي رفعت شعارات معادية للإسلام السياسي والطائفية والفساد منذ 25 شباط 2011، ومرورا في 31 تموز 2015 والتي دخلت اليوم في جيب التيار الصدري. ان تبديد الاوهام حول كل مساعي القوى القومية والطائفية المتصارعة على السلطة السياسية، وفضح كل السياسات التي تقف وراء التخندقات الاقليمية، وبلورة حركة مستقلة عن افاق واهداف تلك القوى، تناضل من اجل حكومة علمانية وغير قومية تحقق الامان والحرية والرفاه تقلب المعادلة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة و المقال المطروح
علاء الصفار ( 2017 / 8 / 12 - 00:22 )
ان التشويه لا يخدم بل يعطي المفعول المعاكس! ارى ان التيار الصدري يطرح بشكل سياسي لصالح افكاره لكن المقال الذي أقرأه بلا اساس سياسي و لا يقدم شيء ماركسي واقعي , اقصد معالجات للازمة التي يعاني منها العراق, أي التيار الصدري مرتبط بالواقع اكثر من صاحب المقال, فهو يناقش أمور السياسة في العراق دون تلفيق و لا تشويه اي هم منبثقين من الواقع لكن انتم تنظرون من برج عاجي في الخارج, و هو ان كلام فيه مجرد نصائح في كيف يجب ان يكون الواقع دون اي عمل و اسس و آليات و جهد أي مجرد كلام اشبه بكلام القساوسة ام شيخ الجوامع. حول تسيلم الدور للطبقة العاملة و اقامة الحرية الاشتراكية دون اي عمل في العراق, اي مجرد احلام طوباوية, لتغني وتسم الفكر و السياسة في العراق, انظر الى خصمك الطبقي في الرابط لترى كيف يعملون و كيف يحركون الشعب و يقوده نحو ما يريدون أي لديهم جذور و عمل في ارض الواقع, ثم الرجل مقتدى الصدر يهاجم الطائفية و العمل على التجاوز للطائفية ومن ثم يهاجم الفساد, فكيف تتهم الشيعة بالطائفية و تنسى القادة السنة الذين عملوا على تسليم الموصل ل داعش. اي غريب ان يكون الماركسي له حس طائفي مضاد للشيعة فقط!ن


2 - العراق عبثت به كل الاحزاب المدنية من ال 70 للان
علاء الصفار ( 2017 / 8 / 13 - 00:46 )
الربط الذي فاتني ان اضعه
https://www.youtube.com/watch?v=lxXiG2NvEcc
لقد تعاون الجميع مع الغزاة في تاسيس البرلمان و هو كما تاسيس الجبهة الوطنية في السبعينات! لا بل تعامل الشيوعيين مع البعث و تعامل مع الاسلام السياسي, و مع جميع الاحزاب الكردية القومجية, لذا ان الجميع متطور في تدمير العراق, وان خواء البرامج للشيوعيين بكافة اطيافهم و خاصة التي المنعزلين و بلا تاريخ نضالي في العراق بل هم لافتة سياسية تعمل بالخارج( دكاكين) كما كان الاحزاب الاسلامية في الخارج او احمد الجلبي و اياد علاوي في الخارج, اي ان عزال الشيوعي الحالي في الخارج هو نفس خندق الاحزاب البعيد عن العراق اي الواقف على التل و تنظر و تعطي اوامر لكن بلا بنرامج و اليات امكانيات شروط سياسية سواء موظوعية ام ذاتية, ان المعارض الشيوعية هي بلا رأس اقصد لم يوجد قائد شيوعي من طراز كاسترو او هوشي منه, ولا حزب جماهيري كما حزب ماو و لينين, لذا التنظير للماركسي يجب ان لا يخيط و خربط في مستنقع الطائفية, إذ يوجد في العراق بشر غير طائفي سواء من السنة ام الشيعة, لكن للاسف في الاحزاب الشيوعية الموجود يوج بشر عشائري و طائفي!!! فحذاري من الطائفية!ن

اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي