الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطلقوا سراح الشاب المغربي - المهدي بوكيو -

المعانيد الشرقي
كاتب و باحث

2017 / 8 / 7
حقوق الانسان


أطلقوا سراح الشاب المغربي ( المهدي بوكيـو )
معتقل بسجن سلا المغربي
غريبة هي تلك الأسباب الواهية التي تم على أساسها اعتقال شاب في مقتبل العمر كرّس جهده و حياته للدراسة و التحصيل حتى بلغ مرتبة مشرفة بين زملائه في رحاب الجامعة، ذلك أنه كان قاب قوسين من إدماج ذاته في معترك الحياة العملية من خلال تخصصه الرفيع و الذي يندرج ضمن العلوم السياسية، إذ بفضل أسرته و مجهوداته الشخصية كان بإمكانه تحمل مسئولية تعود بالخيرعليه و على العباد و البلاد.
تلك هي حالة الشاب المهدي بوكيو الذي تم اعتقاله على خلفية سياسية صرفة و لا شيء آخرغيرها، بعدما كان يريد تأسيس حزب يحمل إسم : " المواطنة و التغيير" . و في خطوته هذه شرف لبلده و للشباب من طينته الذي لم يعد يثق في الأحزاب السياسية المتواجدة في الساحة، زد على ذلك أن الطبق السياسي الذي تقدمه هذه الأحزاب الكارطونية لم يعد يغري عموم الشباب المتطلع لحياة أفضل عن سابقها. و بمبادرته هذه، كان سيضمن مشاركة عدد ليس باليسير من الشباب العازف و الناقم عن ممارسة السياسية بالمغرب لأنه اكتشف بأن أصحابها ليسوا من تلك الطينة التي تريد العمل الدؤوب وفق ما تقتضيه الأخلاق و احترام التعاقد مع الناخبين.
إلا أن هذا الشاب الطموح ( المهدي بوكيو ) اصطدم مع منع وزارة الداخلية لفعل تأسيس حزب سياسي هدفه الجوهري و الرفيع الرقي بالممارسة السياسية إلى أهدافها النبيلة.
و بعد هذا المنع الممنهج، و لكون هذا الشاب الطموح يحمل شواهد عليا منها ماستر تخليق الحياة السياسية بالمغرب، تم اعتقاله بتهمة ثقيلة تختلف جذرياً حتى عن إيديولوجيته الفكرية، و تتعلق بانتمائه لتنظيم إرهابي يهدد النظام العام للدولة، ناهيك عن تهم أخرى لا تقل خطورة هي الأخرى عن سابقاتها، و تتمثل في محاولة الإعتداء على رجل سلطة و إحراق سيارته علاوة على تهم أخرى ترتبط بما بات يعرف بالجرائم الإلكترونية...
إن ما يشفع لهذا الشاب المدعو المهدي بوكيو هو أخلاقه القويمة و مستواه الدراسي الجيد و انتماؤه لأسرة علمية لم يسبق لأحد أفرادها أن ولج مخافر الشرطة، أو تمت محاكمة أحدهم على خلفيات الإجرام أو الإساءة للغير.
فهذه شهادة للتاريخ، و أتحمل مسؤولتي فيما أقول، بحيث أن أب المتهم يعتبر إطارا وطنيا في المكتب الوطني للسكك الحديدية و عمل على تكوين أجيال و أجيال، و من بينهم أخي الذي يشتغل بنفس المكتب المذكور آنفا. فهو بهذا و بشهادة الكثيرين يعتبر مثالا يقتى في العلم و الأخلاق، فكيف لأب من هذه الطينة أن يربي ابنه على قواعد اللاوطنية و الإساءة للدولة و رموزها؟ و كيف يعقل لأب بهذه الشيم سيسمح لإبنه أن يشارك الشباب المنحرف في ارتكاب جرائم إرهابية يعرف مسبقا بأن القانون يجرمها مطلقا.
و لكل ماسبق ذكره من تهم تم تلفيقها للشاب المذكور، فهو الآن رهن الاعتقال التعسفي بسجن سلا المخصص لجرائم الإرهاب، و قد ناضل من داخل المعتقل بخوضه لإضراب عن الطعام لأزيد من شهر حيث فقد أكثر 15 كيلوغرام مما أدى إلى تدهور صحته بشكل كبير و بما يندر بكارثة إنسانية، ناهيك عن المعاناة التي تكبدتها أسرته و خصوصاً أمه المكلومة التي تعاني أصلاً من عدة أمراض مزمنة، فزادها اعتقال ابنها الذي كانت تتمنى أن تراه إطاراً وطنياً لما حاز من شواهد عليا بميزة امتياز.
و لهذا، نناشد كل الجمعيات و الهيئات الحقوقية بالمغرب و خارجه، بأن تؤازر الشاب المهدي بوكيو الذي هو ضحية اعتقال تعسفي، حتى يتم الإفراج عنه في القريب العاجل من خلال تمتيعه بقرينة البراءة ليعانق الحرية و يلتقي أهله و دويه، لأن في ذلك راحة لأسرته التي تعاني ويلات الفراق و الحزن على صحته و مستقبله الذي يتلاشى يوما بعد آخر، حيث أن لا دنب له إلا أنه أراد ممارسة حقه السياسي كما تضمن في دستور بلاده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا