الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل الحلم-9-( الجزء الثالث من الرواية)

ريتا عودة

2017 / 8 / 7
الادب والفن


-9-
أرسلتُ لهشام عبر الماسينجر ما كتبتُ فورَ مغادرتهِ منزلي:
.
.
"يحكى أن ملكة كانت تحيا في قصر في حديقة وسط الغابة. كانت الأسوار من حولها شاهقة. حاول العديد من الرجال مقارعة طواحين الهوى ليصلوا إليها ولم يفلحوا .
في حلم..أتى الفارس النبيل على حصان أحمر مجنح. طار به من فوق الأسوار وحطَّ بالقرب من قلب الملكة. كان جميع من هم خارج القصر يحسدون الملكة على سعادتها. وحده الفارس رأى قلب الملكة موصدا. فتح النوافذ فعادت الشمس للقصر وعاد الفرحُ لقلب الملكة وعادت الملكة ضلعًا لصَدْرِ فارسِ الحُلم.
في رواية أخرى.. جاء الفارسُ على حصانٍ أسود ليتفادى عيونَ الحرَّاس. حفرَ بيديه خلفَ قصر الملكة. حفر وحفر إلى أن انبثقَ في مخدعها فاخضرّالحلم وأشرقت شمسُ الحُبِّ في المملكة".
.
.
بعدَ ساعة وصلني منه التَّعقيب التالي:
= في كلتيّ الحالتين الفارس موجود. مرّة في الحُلم وأخرى في الواقع.
العبره أيضاً بالرغم من إنَّها ملكَة وتعيش داخل قصر.. لم تعرف السعادهُ طريقها إلى قلبها ولم تعشْها لأنَّها كانت تفتقرُ للحُبّ وللمشاعر الأنسانيَّة وكان قلبُها مقفلاً.
سواءً كنا ملوكاً أو أناساً عاديين بسطاء .. نحن ريتاي بحاجه للحُبّ لأنَّه ليسَ بالخُبْزِ وَحْدَهُ يحيَا الإنسان.
نحنُ كتلةٌ مِنَ الأحاسيس والمشاعر التي تحتاجُ هي أيضًا لغذاء.
...
..
.
في المساء وصلتني رسالته:
= "أين سنونوتي مختفية؟ أين تحلقين؟ أخافُ عليك من الطُّيور الجارحة. مع العلم أنني أثق بمقدرتك على تدارك الموقف. لكن هذا لا يمنع من أن أجزعَ عليكِ وأفكّر بأنّه قد يكون هنالكَ إحتمال ولو واحد في المليون أن يصيبَكِ أيُّ مكروهٍ.
سُنونوَّتي الجميلة .. كَمْ أشتاقُ أن أضُمَّكِ لصَدري الآنَ لأشْتَّمَ عِبقَ عِطْرِكِ السِّحْرِيّ الذي يُخَدِّرُنِي ولأَهْمِسَ لكِ: أحُبّكِ. وبأنّني جئتُ اليومَ لكي لا أترُكَكِ مرّةً أخْرَى.
يكفينا ما ذُقناه من عذابِ البُعْدِ والفِراق!.
آن الأوانُ أن يكتملَ بدرنا ويبقى متلألئا يزيّنُ سماءَ كلِّ العُشَّاق. بل سنكون منارةً ونبراسًا لجميعِ العُشَّاقِ يهتدونَ بها إلى شاطئ الأمانِ وليأخذَ مكانَ مجرَّة ( درب التّبانات) ونجم سهيل ويصبح منارة لكلِّ القوافلِ والسائرين في هذا الكون والباحثين عن الحُريّة والإنعتاقِ والتَّمردِ على واقعٍ فُرضَ عليهم دونَ أن يكونَ لهم دورٌ في إختيارِهِ وتحديده.
أتدرين ريتا..؟
أنا لا أحتملُ أن يلامِسَكِ حتَّى نسيمُ البَحْرِ.
أعاهدُكِ بحبِّنا وحلمِنا أنْ لا أدعَ أيَّ لحظة أو ثانية دونَ أن أرْسِمَ البَسْمَة على مُحيَّاكِ وأجعلكِ مَلِكَةَ هذا الكونِ وفرحك فرحٌ أبديّ."
كتبتُ لهُ:
.
.
"سآتيكٙ مٙلِكٙة
انحنٙى لها أحد عشر
مليونِ
فارس وفارس
فإيَّاكٙ أن تجعلٙ قلبي
ينفٙطِر
إذ تٙمضِي،
أيدي النَّحلاتِ العَامِلاتِ
تلثمُ".
فورًا أجابَ:
.
.
"أنتِ نصفي الآخر.
أنتِ دولتي وملاذي.
لا أنثى في قلبي سواك"
فكتبتُ لهُ:
.
.
"سأخطفُكٙ
مِن جحيمِكَ
إلى فِردٙوسي
حيثُ لا أحد
سوى
أنا ..أنتٙ
ونبوءة."
أجابَ:
.
.
"أنثى تعشقُها وتعشقُكَ تكونُ بحجمِ وطن.
وأنتِ ريتاي وطني."
وكتبتُ له:
.
.
"تعالٙ
نملأ الكٙوْن
قصائدَ قصائد
تعالٙ
لتكونٙ أنتٙ
قوس قُزٙحٍ
أنا ألوانُهُ،
مطٙر..
أٙنا قٙطٙ-رٙاتُهُ،
بَحْر..
أٙنا حُوريّٙتُهُ،
تعالَ لتكونَ
أٙنتٙ السّٙاعاتُ
وأنا الدّٙقائِقْ.
أنتَ الرِّياحُ
ورُوحِي الحَرَائِقْ."
فأجابَ:
.
.
"ريتاي الصغيرة.
ريتاي الحبيبة.
ريتاي المعشوقة.
لن أسمحَ بعد الآنَ أنْ تغيبي عنّي ولو لحظة. سأرويكِ من حُبّي.
بقلبي أُسكِّنُكِ..
بعينيَّ أخَبِّيكِ..
وبِرُمُوشي أغَطِّيكِ."
فكتبتُ لهُ:
.
.
"أنت النُّسْغُ الذي بصَمْتٍ يُغَذِّيني فأنْمُو .
ثمَّ..
تأوي الطُّيور إلى أغصاني ويتبادلُ العشَّاقُ عِباراتِ الغزلِ في ظلِّي."
أجَابَ:
.
.
"أنتِ مَلاذي الآمِن الذي إليهِ ألجَأ في الفَرَحِ كمَا في الضِّيقِ."
فكتبتُ لهُ:
.
.
"بينَ علامَتَيّ تنصيصٍ وضعتُكَ لتكونَ لي وحدي.".
ردّ:
.
.
"أنا لكِ وحدكِ لا لسواكِ.
ثقي ريتاي.
وثقي أيضًا أنَّ:
كلُّ عواصم المُدن جميلة.
إنَّما عاصمة قلبي ..ريتايَ.. هيَ الأجمل."
فكتبتُ لهُ:
.
.
"نِفسِي أصْحٙى
ألْقٙى نٙفْسِي
فِي وَاقِع تَانِي،
مِشْ بَعَانِي.
نَفْسِي حَيَاتِي
مَا تِطْرٙحْشِ
غِير وُرُود
وِأَغَانِي.
نِفْسِي أَعِيشْ
جُوَّة الأَمَلْ
مِشْ بَرّة مِنُّه.
نِفْسِي حَبِيبي
مَحَدِّشْ غِيرَكْ
يِكَلَّمْنِي عَنُّه.
نفسي تِوْعِدني:
للأبد تحبّني
ما تْوَدَّعْنِيش.
نفسي يْعَشِّش
جُوّة قلبي
حُلُم كِبِير
لِيْه أعِيش
مَا يِخْذِلْنِيش.
نفسي حُلُمِي
يكون حقيقي
للأبَدْ
ما يِنْتِهيِشْ.
نِفْسِي يْكُونْ
فَرَحِي غير عَادِي
مَا يِتْنِسِيشْ.
وجاءَ ردُّهُ:
.
.
"آه ريتا.
إن صرختُ أحبُّكِ.. لن يسمعني أحدٌ سِواكِ. الكونُ نصفُهم نيامٌ والنِّصف الآخَر مشغولٌ بالمعاركِ هنا وهناك!
حبيبتي عِديني ألاَّ نعاقبَ أنفسَنا مرّةً أخْرى بالغيابِ فالحبُّ يشفعُ لنَا ويجعلُنَا رحيمينَ بأنفسِنَا وبغَيْرِنَا".
...
..
.
في المساء.. توجهنا معًا لقضاءِ السَّهْرَة في المُجَمَّع. استوقفنا الحَارسُ اليهوديُّ الكهل.
عبثَ في محتوياتِ حقيبتي. ثُمَّ.. رفعَ عينيهِ نحوي ليقول:
=فِي سْلاَخ؟
- سِلاَح؟ عشان ايه؟
بحلقَ بي وكأنَّهُ لا يفهم سببَ جهلي بالأمر. أجابَ بصوتٍ حادّ:
= عشان ندافع فيه عن أنفسنا.
حدّقتُ في عينيه الزَرْقاوَيْن.
همستُ في أذنه:
-قليل من الحُبِّ يكفي لنحيا أنا وأنتَ بكرامة.
فغرَ فمَهُ المُجَعَّد وجَحَظَتْ عيناهُ. لم يفهم المغزى الأنساني من رسالتي له.
باغتْتُّه بإعلانِ محبتي..هو المُبرمجُ على فكرةِ أنَّ الفلسطينيّ مُخَرِّب.. فجفلَ.
ظلّ واقفا مكانه مشدوهًا وأنا أتأبطًّ ذراعَ هشام مقتحمَيْنِ المُجمعَ ورأسِي يطِنُّ كما النّحلِ بالأفكارِ:
السَّارقُ يعيشُ في رُعبِ أنْ تَتِّمَ يَومًا ما إستعادَةُ ما سَرَقَه مِنَ الآخَرِ لذلك يظلّ يحيا في دوَّامةِ إحتياجهِ إلى أن يُدافعَ عن نفسِهِ بذاتِ المنطق الذي أفسْحَ لهُ المَجالَ أن يسرقَ ما سَرَقَ ..
منطقِ البقاء للأقوى عبرَ قُوّة السِّلاح!












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة