الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كثرة الخطوط الحمراء في العالم العربي والمنعوت بالاسلامي.!!

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2017 / 8 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدول الغربية العلمانية الكافرة، ترى الجميع متعايش، أقوام مختلفة واجناس متعددة، دينيين، لا دينيين، لا ادريين، هندوس، بوذيين وملحدين، الجميع يعيش مع بعضه البعض في ظل قانون مدني علماني مبني على أساس المواطنة واحترام الانسان لاخيه الانسان الاخر.

في هذه الدول الكافرة لا ترى للعنف والقتل من اثر، وان وجد فانه يوجد بصورة محدودة جدا، والحق يقال (ان اغلب العنف الذي يحصل في هذه الدول هو بسبب وبواسطة الجاليات ذات الاصول العربية والاسلامية).

في هذه الدول الكافرة ومن على شاشات التلفاز والراديو، وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، تجد هناك الكثير من البحوث والأحاديث وبمختلف المواضيع، سواء كانت السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، او الدينية، لا يوجد هناك عند هذا الغرب الكافر والداعر تكميم أفواه، أو تسفيه اراء، او حتى إلغاء الآخر، لا يوجد قتل واقتتال عندما يختلف اثنان في الرأي حول قضية ما، او حتى اذا اختلفا في رؤية الدين والخلق والخالق.

هناك في هذه الدول حيث الكفر، لا توجد خطوط حمراء كثيرة وولاءات متعددة، في هذه الدول يوجد خطين احمرين فقط لا ثالث لهما، هما القانون والانسان، نعم فقط القانون والانسان هما المقدسان الوحيدان في هذه البلدان، ولهذا تجدهم دائما يسعون لتطوير وتحديث القانون ليصب في مصلحة الانسان والمواطن، فالإنسان والمواطن هو غايتهم وهدفهم، فكل همهم ان يسعدوا هذا الانسان وان يجعلوه يعيش بحرية وكرامة، ولهذا لا تتعجب من تقدمهم وتطورهم وابداعهم واختراعهم الذي اذهل القاصي والداني، وعليك ان تتصور ان كل ذلك يفعلوه فهو من اجل توفير الراحة لهذا الانسان ومن اجل إسعاده والحفاظ على كرامته وحياته.

ولكن هنا في دولنا العربية ذات الاغلبية المسلمة، في دول العالم العربي والمنعوت بالاسلامي، هنا فقط تجد الخطوط الحمراء كثيرة، والولاءات متعددة، والمقدسات أكثر لا بل غير قابلة للنقاش، هنا تجد الارواح والنفوس تزهق من اجل هذه الخطوط الحمراء ومن اجل هذه المقدسات الموهومة، هنا فقط تجد الدكتاتوريات المقيتة، هنا فقط تجد العنف والقتل والالغاء مستشري، هنا في هذه الدول الخطوط الحمراء هي الغاية والهدف، الوهم المقدس والدين والخالق هما الغاية والهدف، اما الانسان فهو الذي يجب ان يخدم هذه المقدسات وهو الذي يجب ان يسحق من اجل كل هذه الخطوط الحمراء، وعليه ان يكون عبدا للدين وعبدا للخالق، فهو لا قيمة له في قبال الدين والخالق والمقدسات الموهومة.!!.

أذا اردت ان تناقش أمرا في الدين أو الخالق يوقفوك عند حدك ويخرجوك من الإنسانية وينبذوك، يسفهون رأيك ويستصغرون عقلك، وكأنك لست ابن جلدتهم، لست انسان مثلهم تعيش معهم على هذا الكوكب الام الصغير، لا توجد عندهم للمساوات والانسانية مكان ما دمت اخترقت خطوطهم الحمراء ومقدساتهم، فالمساوات والإنسانية كلها تذهب فداء من أجل خطوطهم الحمراء وعلى رأس هذه الخطوط هما الدين والخالق.!!.

فلا تتعجب حين ترى التخلف والاضطهاد والقتل في هذه البلدان يعم ويستشري، ولا تتعجب إذا وجدت الأغلبية يحاربوك ويقاطعوك ويحتقروك لمجرد أنك تكلمت او انتقدت خطوطهم الحمراء ومقدساتهم، ولا تتعجب حينئذٍ عندما ترى دولهم تقبع في اقصى ترتيب الدول المتخلفة والبائسة.

محبتي واحترامي للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و