الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يواجه الإسلام الفقر

.إخلاص باقر النجار

2017 / 8 / 8
الادارة و الاقتصاد


د.إخـــلاص باقـــر هـاشـم النجـــــار
العراق / جامعة البصرة / الإدارة والإقتصاد
قسم العلوم المالية والمصرفية
المقدمة
يعدّ الفقرُ من أبرز المشاكل التي تواجه المجتمعات الإسلامية ،وينتشر بشكل ملف للنظر، على الرغم من الإمكانيات الهائلة، إذ تشير إحصاءات الجامعة العربية إلى أن نحو(140 ) مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، أي ما يعادل (40% ) من سكان الدول العربية الإسلامية ، ويصنف البنك الدولي ( 45 ) دولة إسلامية ضمن الدول الفقيرة ، مشيرًا إلى أن ( 90% ) من المسلمين حول العالم يعيشون تحت خط الفقر ، وأن ( 90% ) من اللاجئين والمشردين ينتمون إلى دول إسلامية ، ولاشك في أن مشكلة الفقر تترك آثارًا خطيرة على الدول الإسلامية ، والتي قد تدفع إلى الفساد والرشوة والسرقة ، نتيجة الحاجة إلى تأمين مستلزمات الحياة الضرورية ، وتختلف تعريفات الفقر من مجتمع لأخر، ومن حضارة لأخرى، وهو عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة .
أولاً - البعد عن القيم الإسلامية
إن هناك أسبابًا عديدة لإنتشار الفقر، منها البعد عن أدب الإسلام في حفظ النعمة ، والإفراط في الإنفاق ، إلى جانب انخفاض مستوى التعليم ، وقلة الخبرات الفنية في كثير من الأقطار الإسلامية ، مع قلة السعي للتنمية ، وتحسين الإنتاج ، والتشرد الذي يعانيه كثير من المسلمين الذين تركوا أوطانهم لفقدان الأمن ، والأوضاع السياسية غير المستقرة ؛ مما يضيع كثيرًا من الطاقات والثروات ...الخ ، ويشير إلى أن هناك مخاطر عدة تهدد المجتمع إذا لم يعمل على سد احتياجات الفقراء ؛ فمنها خطر على العقيدة خاصة الفقير المدقع ، إذا كان هو الساعي الكادح ، وهو وسيلة الشك - ولا حول ولا قوة إلاّ بالله - في حكمة الله في الكون، والارتياب في عدالة التوزيع، فالشيطان يوسوس للفقير {{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ }} سورة البقرة ، فإذا كان الفقر خطرًا على العقيدة الإسلامية ، فليس بأقل خطورة على السلوك والأخلاق، فإن الفقير المحروم كثيرًا ما يدفعه بؤسه وحرمانه إلى سلوك لا ترضاه الفضيلة والخلق الكريم ، إذ إن الفقر خطر على أمن المجتمع وسلامته واستقرار أوضاعه ، بل يحدث نتيجة انتشار الفقر والفتن والاضطراب ، وتقويض أركان المحبة، والإخاء بين الناس ، هذه أبرز المخاطر التي تهدد المجتمع إذا لم يعمل على سد احتياجات الفقراء، وأن القضاء على الفقر ضرورة دينية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية لسلامة المجتمعات والأمم، وان من أهم المفاتيح التي تعد أساسًا في القضاء على الفقر الآتي ( التعليم ، والعمل ، والرعاية الصحية ، والنمو ).
ثانياً - مخاطر الفقر
إن الإسلام عرض لمشكلة الفقر قبل أن تَتَطَوَّر هذه المشكلة ؛ لتصبح الشُّغْلَ الشاغلَ للدُّوَلِة المتخلفة عمومًا , ومن هنا اعتبر الإسلام المالَ زينةَ الحياة الدنيا , فقال تعالى : {{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) }} سورة الكهف ، وأن الإسلام ينظر للفقر على أنه خطر على العقيدة , وخطر على الأخلاق، وخطر على سلامة التفكير, وخطر على الأسرة ، وعلى المجتمع ، وفَضْلاً عن ذلك فإنه يُعتَبَر بلاءً يُستعاذُ بالله من شَرِّهِ؛ فأن النبي محمد (ص) : كان يتعوذ )) اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار, ومن عذاب النار, وأعوذ بك من فتنة الغنى , وأعوذ بك من فتنة الفقر ،وقد قَرَنَ الرسولُ (ص) الفقر في تعوُّذِهِ بالكفر، وهو شرُّ ما يُستعاذُ منه ، دَلالةً على خَطَرِهِ .
فالفقر قد يَجُرُّ إلى الكفر، لأنه قد يَحْمِلُ على حَسَدِ الأغنياء ، والحسد يأكل الحسنات ، وقد يدفع إلى التَّذَلُّل لهم ، وعدم الرضا بالقضاء ، والسخط على كل شيء ، ومن هنا فإن الفقر إن لم يكن كفرًا ، فهو جارٌّ إليه ، وإن الإسلام يستهدف من محاربة الفقر, تحرير الإنسان من براثنه , بحيث يتهيأ له مستوى من المعيشة يليق بكرامة الإنسان ، وهو الذي كرمه الله ، وإذا ضمن الإنسان الحياة الطيبة , وشعر بنعمة الله ، أقبل على عبادة الله في خشوع وإحسان , ومن ثم لا ينشغل بطلب الرغيف , ولا يبتعد عن معرفة الله وحسن الصلة به.
ثالثاً - التكافل الاجتماعي
فقد وصف الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بأنها أمة واحدة ، وأمرها بعبادته ؛ قال جل شأنه : {{ ِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) }} سورة الأنبياء ، وأمرَنَا بالتعاون في كل نواحي الحياة ، وقد فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بالقدر الذي يسع فقراءهم ، مشددًا على ضرورة إحياء قيمة العمل في المجتمع الإسلامي ،والذي يعتبر عبادة في الإسلام ، وزيادة عطاء المسلم وإنتاجه ، واعتداله في الاستهلاك ،بحيث يفوق إنتاجه استهلاكه، وليس العكس الذي نراه الآن في المجتمعات الإسلامية ، حيث تهدر قيمة العمل، ويقل الإنتاج ، ويزيد الاستهلاك فالعمل هو خط الدفاع الأول ضد الفقر والحاجة ، وهو الوسيلة الأولى لجلب الرزق ، والعنصر الأول في عمارة الأرض التي استخلف الله فيها الإنسان وأمره أن يعمرها ، عملاً بقوله تعالى : {{ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (61) }} هود ، فلا إيمان إلا بالعمل الصالح الذي يؤكد هذا الإيمان تأكيدًا عمليًّا من خلال الكدِّ والاجتهاد ، والبحث عن الرزق وإعمار الأرض ، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل العمل والكسب والأكل من عمل اليد ؛ وأن رسول الله (ص) قال : (( ما أكل أحدٌ طعاماً قطُّ خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده (( ، وفي الحثِّ على المزارعة والغرس ، وأن رسول الله (ص) قال :(( ما من مسلم يزرع زرعًا أو يغرس غرسًا ، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ ، إلا كان له به صدقة ))، وأن جانبًا كبيرًا من مشكلة الفقر في العالم يتعلق بتلك الفئة من الفقراء والمساكين والمحتاجين الذين لا يستطيعون توفير القوت لأنفسهم ، إمَّا لضعف ، أو لعجز عن العمل، أو لمرض، أو لكِبَر سنٍّ، أو لعدم توافر فرص الكسب والعمل .
ويعتبر العمل من أرقى طرق الكسب التي أباحها الإسلام بقول الله تعالى : (( من عمل صالحاً من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) ، وفي قوله تعالى : (( وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور )) ، وبقول الرسول الكريم (ص) : (( إن اشرف الكسب كسب الرجل من عمل يده )) .
وهنا يبرز فرضٌ آخرٌ من الفرائض الإسلامية ، وهو التكافل الاجتماعي، الذي يتحقق من خلال فريضة الزكاة وغيرها من الصدقات ، فالإسلام لم يترك فئة من فئات المجتمع تتعرض للجوع والفقر والضياع دون أن يأمر بمعالجة أمرها ، فقد وضع الإسلام نظامًا تكافليًّا متكاملاً ، روعي فيه التوسُّط بين ما طالبت به فيما بعد الاشتراكية الشيوعية ، وما انتهجته الرأسمالية ، لضمان سلامة توزيع الثروة ، مما يحقِّق التوازن لمجتمع معافى ، يرفل في مستوى لائق من العيش الكريم ، ويقوم في الأساس على اساس فريضة الزكاة ، والصدقات بحسب الآية التي تصنف الفقراء والتي تتمثل بقول الله تعالى : {{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم (( 60)) }} سورة التوبة
فالإسلام يسعى سعياً حثيثاً ويدعوا إلى التكافل والتراحم فيما بين الناس ، وهم بدورهم ينسلون من أربعة منافذ رئيسية في المجتمع ، فمنهم من يفيض دخله عن حاجته ، ومنهم من يغطي دخله حاجاته ولا يزيد ، ومنهم من لا يكفي دخله لتغطية حاجاته ، ومنهم من يكون عاجزاً تماماً عن العمل فلا دخل لديه لتغطية حاجاته ، وبديهي أن الإسلام كفيل بوضع الحلول المناسبة لمعضلة الفقر ، وذلك بأسلوب أخلاقي واقعي يطرق أبواب الضمير لدى كل مسلم ومؤمن حتى وان كانت موصدة ، وكما يقول الرسول الكريم (ص) : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) ، وان الإسلام وضّح كيف انه على العبد المؤمن المؤتمن على مال الله تعالى الطريقة الأخلاقية ، التي ينفق فيها المال دونما استعلاء ولا مَنّ أو تخديش للكرامة وإلا انتفى الثواب المقرر ، كما في الآيات القرآنية الآتية : -
1- قال الله تعالى : {{ يا أيها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر (( )) }} .
2 - قال الله تعالى : {{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم (( 261)) }} سورة البقرة.
3 - قال الله تعالى : {{ للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فان الله به عليم ((273)) }} سورة البقرة
4 - قال الله تعالى : {{ إن المصّدقـّين والمصّدّقات واقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ولهم اجر كريم ((18)) }} سورة الحديد .
5 - قال الله تعالى : {{ وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى اجل قريب فاصدّق وأكن من الصالحين ( 10) ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء اجلها والله خبير بما تعلمون (11) }} سورة المنافقون .
6 - قال الله تعالى : {{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ((60)) سورة التوبة .
فالتكافل الاجتماعي في الاقتصاد الإسلامي هو التزام البعض بالبعض الأخر ، وهذا لا يقتصر في الإسلام على مجرد التعاطف المعنوي من شعور مفعم بالمحبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل يشتمل ايضاً التعاطف المادي بإلتزام كل فرد قادر بعون أخيه المحتاج ، ويتمثل فيما يسميه الفقه الإسلامي بحق القرابة وحق الماعون ، والتزام الضيفة والتزام الإنفاق في سبيل الله ، والأخذ بالتكافل الاجتماعي في الإسلام هو من قبيل تطبيق النص بقوله تعالى : {{ إنما المؤمنون أخوة }} ، وقوله تعالى : {{ يسألونك ماذا ينفقون قل العفو }} ، والعفو هنا يعني كل ما زاد عن الحاجة ، وقول النبي الكريم (ص) : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً )) ، وقوله (ص) : (( والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .
رابعاً – الآيات القرآنية الدالة على الزكاة :
، وقد ورد في القران الكريم آيات كثيرة تحث المسلم على الزكاة نذكر منها الأتي : -
1 – {{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ، وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم ((103)) }} سورة التوبة .
2 – {{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ((71)) }} سورة التوبة .
3- {{ وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ((43)) سورة البقرة .
4 – {{ .... أقاموا الصلاة واتوا الزكاة ..... ((41)) }} سورة الأنبياء .
5- {{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وإقامة الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ((73)) سورة الأنبياء .
6 - {{ ... ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا يكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة .... ((78)) }} سورة الحج .
7- {{ ..... وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ..... ((37)) }} سورة النور .
8– {{وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ((56)) }} سورة النور .
9 – {{ .... وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة ......((31)) }} سورة الروم
10- {{ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ....((4)) }} سورة لقمان
11- {{ ... وأقمن الصلاة واتين الزكاة .....((34)) سورة الأحزاب
12- {{ .... وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه والى الله المصير ((18)) }} سورة فاطر
13 – {{ ... فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله ....((13))}} سورة المجادلة
14 – {{ ... وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ((4-5)) }} سورة البينة
15 – {{ .... فاقرؤوا ما تيسّر من القران علم إن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واقرضوا الله قرضاً حسناً وما تقدموا لأنفسكم من خيراً تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا الله إن الله غفور رحيم (20)) }} سورة المزمل .
16 – {{ .... وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه والى الله المصير ((18)) }} سورة فاطر
17- {{....... وويل للمشركين 6 الذين لا يؤتون الزكاة .... ((6-7)) }} سورة فصلت
18 – {{ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ((110)) }} سورة البقرة
19 – {{ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ((31)) }} سورة مريم
20 – {{ وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ((55 )) }} سورة مريم
21 – {{ ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون (( 156)) }} سورة الأعراف
22 – {{ وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار ، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل (( 12 )) }} سورة المائدة
23 – وفي قول النبي الكريم (ص) : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )) .
خامساً : فوائد الصدقة
أولاً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قول الني (ص) : (( إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى )) .
ثانياً : أنها تمحو الخطيئة ، وتذهب نارها كما في قول النبي (ص) : (( والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار .
ثالثاً : أنها وقاية من النار كما في قول الرسول (ص) : (( فاتقوا النار، ولو بشق تمرة )) .
رابعاً : أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قول الرسول (ص) : (( داووا مرضاكم بالصدقة )) .
خامساً : إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قول الرسول (ص) لمن شكى إليه قسوة قلبه : (( إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم (( .
سادساً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى : {{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون (92) }} َ سورة آل عمران
سابعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك ويقول : (( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط كل منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط كل ممسكاً تلفاً )) .
ثامناً : أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي (ص) بقوله : (( ما نقـّصت صدقة من مال )) .
تاسعاً : أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى : {{ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ) 272) }} سورة البقرة .
عاشراًَ: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قول الله عز وجل: {{ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم}} ، وفي قوله سبحانه:
{{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (5) }} سورة البقرة
حادي عشر : أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة .
ثاني عشر : أنها متى ما اجتمعت مع الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة .
الثالث عشر : أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته ، فإن هناك فرق بين البخيل والكريم المنفق وقد قال الله تعالى: {{ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (9) }} سورة الحشر .
الرابع عشر : أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قول النبي (ص) : (( إنَّما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل )) .
الخامس عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به ، وذلك في قول النبي (ص) : (( لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار ( ، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله ؟ نسأل الله الكريم من فضله.
السادس عشر : أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قول الله تعالى : {{ إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ (111) }} سورة التوبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاتتك ملحوظة صغيرة
ايدن حسين ( 2017 / 8 / 11 - 08:07 )
لم تتطرق الى مصدر هذه الاموال التي ستتصدقها على الفقراء
مصدرها .. الغزو و السلب و النهب و السبي .. و بيع السبيات في اسواق النخاسة
..

اخر الافلام

.. كيف أثرت المواجهات الإسرائيلية الإيرانية على أسواق العالم..


.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024




.. انخفاض جديد فى أسعار الذهب ... وهذا أنسب موعد للشراء


.. الذهب يفقد 180 جنيها فى يومين .. واستمرار انخفاض الدولار أم




.. قاض بالمحكمة العليا البريطانية يحدد شهر أكتوبر للنظر في دعوى