الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشائر عرب فلسطين يفتتحون المقاومة اللبنانية بعد الاجتياح

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2017 / 8 / 8
القضية الفلسطينية


الجنود المجهولون لهم نُصْب، والشهداء المعروفون لهم قبور، ولكن الأسرى المفقودين لا تزال تحكي حكاياتهم الأرض والريح للأجيال على وعد التحرير وأمل العودة.. ولكن العنصرية الصهيونية وحكايات الاعتقال التي تشيب لها النواصي، تُذيب الأمل وتطفئ الضوء المنظور في آخر النفق.. وتكفي حكاية السجن 1391 والذي قال عنه أحد المعلقين الصهاينة: القصة التي رويت عن هذا المعتقل تجعل حكايات التعذيب في سجن أبو غريب نكتة وقصص أطفال..
العملية
---------
الأحد 15 آب 1982، عند الواحدة ظهراً، تعرّض باص صهيوني يقلّ عشرات الجنود لعملية فدائية في منطقة العيتانية شمال جسر القاسمية، وهي العملية الأولى للمقاومة بعد الاجتياح. قوات الاحتلال اعترفت بمقتل 33 جندياً. وعلى الفور تعرضت المنطقة لعملية تمشيط واعتقالات واسعة. كان بين المعتقلين: علي عبد عيشة (مواليد 1964، من عشيرة عرب الحميرات – قضاء عكا)، خالد عطا خشان (مواليد 1964، من عشيرة عرب الحميرات – قضاء عكا)، علي محمد جعبوص (مواليد 1961، من عشيرة عرب السمنية – قضاء عكا)، محمود خالد أبو خليل , اصغر عناصر المجموعة سناً , شجاع مقدام وشرس (مواليد 1966، من عشيرة عرب السمنية- قضاء عكا)، وقد زُجّ الجميع في سجن مبنى الحاكم العسكري في مدينة صور (بناية عزمي زغيّر ).
تحت التعذيب
--------------
المناضل علي عبد عيشة تم عزله في زنزانة انفرادية ضيقة جداً يصعب عليه الجلوس فيها أو الوقوف بشكل مريح، وقد أُجبر على الوقوف لأيام مكبل اليدين، والكيس الأسود في رأسه، ولم يستطيعوا أن يهزموه، ولم ينتزعوا منه اعترافاً واحداً. وفي الزنزانة المقابلة، كان المناضل خالد عطا خشان يتعرض لجولات من التعذيب الجسدي. حُرق في بعض الأماكن الحساسة من جسمه بالسجائر، وتعرض للصدمات الكهربائية، كما أصيبت عيناه بتورم شديد، وكان صراخه من شدة الألم يُسمع من مسافة بعيدة. ثم اختفى وانقطعت أخباره داخل مبنى الحاكم العسكري يوم الأربعاء 25-8-1982.
أما خارج السجن، فكان تجمّع كفربدّا الواقع شمال مدينة صور يستقبل ويودع جثمانَي الشهيدين علي جعبوص ومحمود أبو خليل اللذين استُشهدا تحت التعذيب في مقر الحاكم العسكري في صور، وتمّ دفنهما على عجل ودون تشييع، بأمر من قوات الاحتلال.
علي جعبوص ومحمود أبو خليل قهرا المحقق وانتصرا عليه ولم يعترفا ولم يفيدا العدو بأية معلومة.. وكان ذلك باعتمادهما على الله والإرادة والوعي..
أين علي عبد عيشة؟
-------------------
في زنزانة أخرى كان هناك سجين آخر، مقيد اليدين إلى الخلف، ومغطى الرأس بكيس، ينشد الأناشيد الوطنية والثورية بصوت عالٍ
وعلى الرغم من الحرمان من النوم لفترات طويلة، حيث كان الحراس يوقظونه بالضرب كلما أغمض عينيه، لم تفلح محاولات إسكات صوته.
هذا السجين/الشاهد أطلّ صباح السبت 28-8-1982 من نافذة دورة المياه، التي تطلّ على كاراج مبنى الحاكم العسكري من الجهة الشرقية.. أراد أن يغذي عينيه بمنظر الطبيعة والناس والبساتين.. وفجأة ظهر علي عبد عيشة والقيد في يديه ورجليه. وتم وضعه في (جيب) للمخابرات الصهيونية واتجه به جنوباً نحو فلسطين المحتلة. جنود الاحتلال كانوا يدفعونه كي يسير أمامهم.. كانت قدمه اليمنى ثقيلة الحركة، ربما أُنهكت من جولات التعذيب.
علي عبد عيشة، منذ طفولته في مدرسة الحولة الابتدائية والمتوسطة، تميّز بالصدق والبساطة والشجاعة، وكان يعرف كيف يلامس أهدافه دون ضجة أو إعلان.
علي عيشة تنكر السلطات الصهيونية أسره، مثلما أنكرت أسر المناضل يحيى سكاف وآخرين من قبله.
حقه علينا أن نبحث عنه، وأن نعيده إلى أهله، لأن (الأمة التي تترك أسراها في السجون هي أمة بلا شرف وبلا كرامة وبلا شهامة) كما قال السيد حسن نصرالله، وقد آن أن يدرج اسم علي عبد عيشة في لائحة الأسرى المفترضين للتبادل مع العدو الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت