الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة آخرى لقانون الإنتخابات

واثق الجابري

2017 / 8 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


من الطبيعي جداً في الديموقراطيات، أن تتنافس الأحزاب وتتبارى للوصول للسلطة، وطبيعي جداً سلوكها أقصر الطرق المشروعة للحصول على صوت الناخب، إلاّ أنه ليس من الطبيعي الإحتيال وحصر الإرادة الشعبية بآليات تمنع التعددية والحزبية وتقف حجر عثرة، أمام الأهداف والغاية الشعبية.
مئات القوانين الإنتخابية في العالم؛ دليل على أن لا قانون إنتخابي جامع لغاية الشعوب، وفي العراق لحداثة تجربته، أربعة تجارب مختلفة بنتائج متقاربة.
كيف لنا الخروج بقانون إنتخابي، في دولة شوش وشوّهَ خارطتها سياسيون وإعلام وجيوش ألكترونية سرية وعلنية، وأطرافها تتعمد التشكيك والتنكيل والتأويل والتخوين والتمويه وخداع الرأي العام، وكيف يخرج بلد في 280 قائمة إنتخابية وأحزاب تخرج كنجم كل أربعة سنوات ثم تختفي لحين إنتخابات جديدة، فتتبارى العشائر والطوائف والأحزاب والأديان والأموال، في طرق وعرة مشبوهة لا تجيد إلاّ التسقيط، ولا صاحب المقعد الواحد من القائمة الصغيرة يندمج مع المئة، ولا المئة تعطيه حق التفكير والتقرير، وهو مستعد للبيع وهي مستعدة للدفع، وصورة آخرى ينقلها الصغار عن ما يسموهم الكبار، وكأن الحزبية مثلبة، في غياب قانون الأحزاب وعلو صوت الطارئين.
لا فرق بين قائمة كبيرة وصغيرة، أن كان الهدف شخصي، ولكنها حق مشروع للوصول للسلطة، أن كانت لدوافع تحقيق أهداف الناس، إلاّ أن إعتراف الصغير بصغره، يفرض عليه التفكير بمساحته، والعمل جاهداً حتى يكون كبيراً في المستقبل، ولا يمكن أن يكون في بلد 280 رأياً مختلف ليس فيها مشتركات، وإلاّ سيكون المجلس التشريعي سوق هرج لا يسمع فيه سوى الخلافات والمزايدات.
إن قرار البرلمان بإعتماد سانت ليغو المعدل 1.9 ثم التعديل الى 1.7، سوف لن يسمح للصغار بالصعود، ومن تجارب العراق الإنتخابية، لم نجد من يتجاوز العتبة الإنتخابية، سوى أشخاص على عدد الأصابع من مجموع الدوائر الإنتخابية العراقية، والبقية من القوائم الكبيرة بأصوات محدودة جداً، وأما الصغيرة، فلم تجمع أكثر من مقعد أو مقعدين، ومن ثم إندمجوا مع الكبار بتحالفات، ومعظمها بمساومة وبيع وشراء، وبعض من أعترض على القانون، كان مؤيداً داخل البرلمان.
في معظم الأنظمة في العالم تعتمد الأصوات من الأعلى نزولاً، لتكون المجالس التشريعية أكثر تمثيلاً؛ بغض النظر عن القائمة الإنتخابية.
في بريطانيا هكذا مقاسات على الأكثر أصوات، لحين إكتمال عدد الأعضاء، ومن ثم يعادون لقوائم، وتبرز القائمة الفائزة، ولكن ذلك بين حزبين متباريين، لا كل من هب ودب أو أمتلك مالاً او دعماً عشائرياً او خارجياً، ليدخل منافساً، وقد يكون دخوله لمجرد هدر أصوات في مساحات إنتخابية، وبما أن القوائم الصغير بالنتيجة تتحالف مستقبلاً مع الكبيرة، ومنها من وضع نصب عينه الهدف القادم أن حصل على مقعد، فلماذا لا تتحالف قبل الإنتخابات، أو تتحالف كل القوائم الصغيرة، وتؤكد لنا أنها بالفعل تمثل الجماهير، ولكني أقول أن معظم الصغار والكبار هدفهم وصول السلطة لا وصول الخدمة، ومثالنا في الكبار رفع رموز حزبية في مجالس المحافظات، لرئيس حزب لم يشترك، وأسفاً أن تُنتخب القائمة هكذا، ومن الصغار رجل رشح بمفرده بقائمة، فماذا يريد أن يصنع من قرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة