الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ارتبط الايمان بالغباء ؟!.

صادق العلي

2017 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف ارتبط الايمان بالغباء ؟!.
,,,
كثيرا ً ما نسمع عن المتدنيين وقد وضعوا عقولهم جانبا ً , او اصبحوا ادوات بيد رجال دينهم , ايضا ً كثيرا ً ما نسمع عن المتدينيين بأنهم لا يفكرون بالاعتراض او حتى بطرح اي سؤال او اضافة او تعديل على كل ما يخص دينهم .
بالمقابل نجدهم ( المتدينون ) يكيلون الشتائم والاتهامات لكل من يعتقد بمذهب او دين اخر , وبالتالي هم على استعداد لاي عمل غير انساني من اجل دينهم ورجاله , فهل هذا غباء وأين يكمن ؟.
يؤكد الملحدون ( على اختلاف توجهاتهم ) وحتى بعض الفلاسفة وعلماء الاجتماع بأن المتدين لا يمتلك القدرة على استخدام عقله بشكل حر ( غيما يخص الايمان بالتحديد ) , حتى وان كان حاصلاً على اعلى الشهادات الاكاديمية , فالايمان مبنى على فكرة الغيب خصوصا ً الاعتقاد بخلق الكون او بنهايته مثلا ً, الولادة والموت , ايضا ًما يخص حياته وما يمنحه ربه له من فضائل ونِعم لا تُعد ولا تحصى , ناهيك عن البعث او حياة ما بعد الموت .
من جهة اخرى ارتبط العقل بالتراكم المعرفي التاريخي الذي وصلت اليه الانسانية عبر حضارات ومجتمعات مختلفة , الاهم هو ارتباط العقل بالسؤال والبحث وتقصي الحقائق وعدم الاعتماد على المسلمات , بل لا توجد مسلمات بالاساس طالما كان هناك الطموح والعمل الدؤوب للارتقاء بكل ما هو مفيد للانسانية .
لا احد ينكر ان العقل اخرج الانسانية من حالة القتل والقنص والفتك البدائية , فلقد انتج العقل القوانين التي بدورها خلقت المجتمعات وطورتها , وما العلوم والفلسفات الا نتاج العقل المتسائل وليس نتاج الدين , هذه العلوم والتكنولوجيا نقلت الانسانية الى مراحل متقدمة جداً, هذا كله بعيدا ً عن الاديان وبالتحديد الدين الابراهيمي بنسخه الثلاثة على اقل تقدير .
اعتقد بأنه يجب الفصل بين الايمان والتدين وحتى عن الاديان .
إذ ليس بالضرورة ان يُمثل احدهما الاخر , بمعنى ان يدعي احدهم بأنه متدين , هذا ليس دليل على انه يمثل دينه حتى وان كان له اتباع ومريدين .
لقد عاشت الانسانية الاف السنين على فكرة تعدد الالهة , ايضا ًعاشت فترات اكثر او اقل على فكرة الالهة الانثى , وهناك فترات تاريخية طويلة عاشتها الانسانية في ظل المجتمعات الامومية , ومع ذلك لم يكن الايمان مصدر خلاف او صراع او حتى مصدرغباء للانسان .
في الايمان تنتفي المقارنة ... ولكن لا تنتفي فكرة المنطق المشترك !.
في التدين لا تنتفي المقارنة ... ولكن ينتفي المنطق المشترك !.
فكيف يمكننا فهم هذه الحيثية ؟.
الايمان بوصفه علاقة خاصة بين الانسان وما يعتقده هو , بعيدا ًعن العمل الجماعي او التنظيمي الذي يُطلق عليه الدين , نجده متشابه لدرجة التطابق ليس من ناحية التعاطي مع الرب او الاله فقط, وانما من ناحية تعاطي مع رجال يمثلون الرب كذلك مع النصوص المقدسة بدرجاتها المختلفة , فالايمان وبحسب الكتب الدينية يخضع لمنطق واحد فقط وهو التسليم للرب وتقبل اوامره , حتى وان كانت تنافي العقل والمنطق كما يراها المختلف , على اعتبار ان الرب يعلم ما يخفى على الانسان , وهو بالتالي اعرف بعاقبة الامور, وعليه فجميع الكتب الايدولوجية تنادي بذات التعاليم , ومهما قارنا بينها لن نجد اي اختلافات بل سنجد بالتأكيد تطابق .
المنطق المشترك هو ( القانون ) قانون الدولة الذي يحدد حركة المجتمع ويضبط ايقاع الحياة بكل مجالاتها , ايضا ً يُقاس به درجة المواطنة والتعايش مع الاخرين في المجتمع واحد , ولكننا نجد في بعض الاحيان ان هذا القانون يخضع للتعاليم الايدولوجية بطريقة او بأخرى , يحدث هذا حتى في الدول المتقدمة التي تنادي بفصل الدين عن الدولة .
الاشارات الدينية مرتبطة بالتدين وليس بالايمان .
نجد خطورة الاشارات الدينية عند المتدين اكثر فتكاً بالمجتمعات , إذ يستقبل المتدين هذه الاشارات وهو مغمض العينين ومغلق العقل على انها اوامر مبطنة من قبل الاعلى منه درجة , لذلك يقوم بأبشع الاعمال كي يصل الى اقرب نقطة من ربه .
يبقى الصراع قائماً بين الطرفين .
المتدينون بسعادتهم بأيمانهم ويقينهم المطلق مع اتهامهم بالغباء .
الملحدون بتقززهم من افعال المتدينيين والتي يعتبرونها لا انسانية ومشينة وغبية .
صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س