الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن السينما الاميركية....

سلام كاظم فرج

2017 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ذكر الأستاذ الباحث رائد السوداني ان ثمة مئات الأفلام السينمائية والروايات الأميركية وافلام الكارتون تجند للتقليل من شأن العرب والمسلمين والإساءة اليهم.. وقد أيده في ذلك مقدم البرنامج عن الاستشراق في قناة كربلاء. الأستاذ محمد عزيز..
وان كل ذلك برأي الأستاذ السوداني امتداد لرسالة الاستشراق والمستشرقين .. وفي معرض ردي على وجهة النظر المحترمة هذه نبهت الى ضرورة التمييز بين نوعين من الرسائل التي تقدمها السينما والادب الاميركيين..وقلت بالحرف الواحد لا تخسروا السينما الأميركية الجادة والنبيلة لصالح الخصوم.. فثمة سينما عالية الفنية ونبيلة السمعة تضاهي الادب الأميركي مكانة ورفعة وذكرت من الروائيين الانسانيين العظام همنغواي وشتاينبك وفوكنر...وجاك ليندون..(مؤلف رواية العقب الحديدية ).
واليوم سأناقش واقع السينما الأميركية.. ذكر الأستاذ محمد عزيز ان السينما المسيئة هي في حقيقتها امتداد للرواية الأميركية المسيئة. وهنا أخالفه الرأي تماما مع جل احترامي له ولطبيعة طرحه المتأني والوقور.. ما يعرض من أفلام وصور مسيئة للمسلمين او لمقدساتهم هي عبارة عن سيناريوهات مدفوعة الثمن لفنانين من الدرجة العاشرة ربما. ولكتاب سيناريو جاهزين لبيع جهدهم مقابل المال بغض النظر عن المكانة والقيمة الفنية.. وهؤلاء استفزازيون ومحتقرون حتى من قبل الجمهور الأميركي ومنجزهم ركيك وهابط.. يعرف ذلك كل نقاد السينما المهنيين. ولا علاقة للرواية الأميركية بهم على الاطلاق.. وهم يشبهون مهرجي السيرك عندنا. فثمة مؤلفون في مصر يسلقون بعض الأفلام كما يسلق البيض .. وهم في ميزان النقد لايمكن ان نضعهم في خانة واحدة مع صلاح أبو سيف مثلا او يوسف شاهين.. أورد هذا المثل المصري للتعريف بالفروقات الجدية بين الهابط فنيا والعالي القيمة.. نعود الى السينما الأميركية .. لاننكر ان السينما الأميركية من ناحية الجودة الفكرية والإنسانية لم تصل الى مستويات السينما الإيطالية في عهدها الذهبي في الستينيات أيام المخرج الكبير فليني.. وانها كانت تراوح في نشر الثقافة الفردانية وافلام هيتشكوك عن الرعب وانها اعتمدت الابهار التقني في التصوير والحيل التقنية والإبهار في التصوير والاضاءة(فلم حرب النجوم مثلا) اكثر مما اعتمدت الابعاد الإنسانية النبيلة كما فعلت السينما الإيطالية والفرنسية مثلا.. لكن ثمة أفلام أميركية خالدة مثل فلم الشيخ والبحر المأخوذ عن رائعة همنغواي.. وغاتسبي العظيم المأخوذ عن رواية فيتزجيرالد.. والفلم الإنساني الرائع ( الى استاذي مع اطيب التمنيات) تمثيل سدني بواتييه.. الفنان الأسود الوسيم الذي حلق بعيدا في تقديم المواطن الأميركي الأسود بشكل انساني رائع.. كذلك فلم الجذور.. وفلم انهم يقتلون الخيول لهنري فوندا.. ناهيك عن الأفلام الخالدة لتشارلي شابلن الذي انتقد الفاشية والرأسمالية على حد سواء حتى اتهمه ماكارثي بالشيوعية في الخمسينيات.. وعلى هامش ما ذكرنا يطيب لي ان أنوه ان فكرة مسرحية مدرسة المشاغبين لعادل امام مسروقة من فلم سدني بواتيه ( إلى استاذي..) لكن عادل امام حولها الى سلسلة من المواقف المضحكة فحولت الأنظار عن الانتباه الى ان الفكرة مسروقة..
وثمة فلم بديع ورائع عرض في دور السينما في بغداد واستغرق عرضه عدة شهور اسمه ساكو وفانزيتي. يحكي قصة العاملين اللذين اعدما في اميركا وبعد اعدامهما ظهرت برائتهما. فكان الأول من آيار(يوم إعلان برائتهما ) عيدا امميا للعمال.. كذلك فلم (زد). . ومثلما قلنا ان ذلك لا يعني ان السينما الأميركية كلها منزهة عن تدخل المخابرات او الرأسمال في الإساءة للقيم الإنسانية وتسفيهها عبر سلسلة من الأفلام التي تمجد البطولة الفردية والعنف والإساءة للهنود الحمر سكان اميركا الأصليين.. وقد تابعت على سبيل المثال مقابلة مع النجم عمر الشريف اعلن ندمه عن قبول تمثيل بطولة فلم (جيفارا الثائر ) والذي يظهرجيفارا بشكل سيء واعترف ان ثمة تدخل مخابراتي في حبكة السيناريو واعترف انه أسوأ دور مثله خلال حياته.. لكنه دافع عن دوره في فلم الدكتور زيفاكو الذي يصور حقبة نشوء الاتحاد السوفيتي والحرب الاهلية التي أعقبت ثورة أكتوبر البلشفية.. وعليه اننا نتفق مع الأستاذ رائد والأستاذ محمد عزيز على وجود بعض السيناريوهات المسيئة المعدة سلفا.. لكنا نقول انها سيناريوهات هابطة فنيا بأتفاق كل النقاد المحترمين ومنهم نقاد اميركيون.. وفي مذكراته التي كتبها قبل وفاته ذكر ادوارد سعيد ان عمر الشريف ومنذ شبابه كان نهاز فرص واناني.. ومع تقديرنا لموهبة عمر الشريف العالية . لكن رأي ادوارد سعيد يكشف ان في اميركا عيونا مهنية ترى.. واقلاما موضوعية تنتقد وتميز فلا نضيع اخضر الادب الأميركي وأخضر الفن الأميركي الندي بيابسه المصنوع.. ان التمييز وحده يمنحنا سمة الموضوعية والمهنية في تصدينا لكل ما يسيء لنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة