الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قصص الإبادة الايزيدية

خالد تعلو القائدي

2017 / 8 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


من قصص الإبادة الايزيدية..
الهروب الى المجهول ...
من ضحايا جينوسايد شنكال ...
ليلة 2 – 3 من شهر اب 2014 تبدأ القصة ... اندلع القتال على مشارف مجمع كرزرك وكرعزير وسيبا شيخ خدر مع الدولة الاسلامية – داعش – كانت ليلة طويلة جدا ، رغم بعد المسافة بين مركز القضاء والمناطق اعلاء الا اننا كنا نشاهد الاضواء من بعيد ... سيارات تحترق وصوت المدافع تأتينا من بعيد ... والاخبار لا تبشر بالخير ... الخوف والرعب يعم في كل بيت وكل شارع في تلك الليلة الهوجاء ... ومع اشراقة الصباح وبزوغ الشمس في شنكال ارتفعت الاصوات في حينا لتعلن صفحة جديدة من التاريخ .. جينوسايد ٣ / ٨ / ٢٠١٤ .. الناس كانوا خائفين مرعوبين .. خرجت من البيت فوجدت الناس ، دخلت البيت مسرعا ، كانت زوجتي تعد الفطور ، اجتمع اطفالي حولي .. قالوا .. الناس يهربون .. قلت وما العمل . لا املك سيارة نعم لا املك سيارة .. فجأة دخل ابو نادر الى بيتي وقال لماذا لا تغادرون فقد انتهى كل شيء والاسلاميين في طريقهم الى مركز القضاء ... قلت له لا املك سيارة فكيف اهرب ... كان في باحة منزله سيارة بي ام ،، لم يكن فيها من الوقود ما يكفي في خلاصنا .. شغل السيارة وقال لنذهب ونبحث عن الوقود ... ذهبنا الى احدى محطات الوقود ولكنها كانت خالية لا احد فيها ولا وقود ... رجعنا الى البيت مسرعين ... كنت املك مولدة للكهرباء فاسرعت اليه فقمت باستخراج ما استطعت ( حوالي 4 لترات فقط ) واسرعنا في الركوب الى السيارة انا وعائلتي وكان ابو نادر السائق والجار الوفي لجاره هو من يقود السارة .. توجهنا الى الجبل مسرعين ... وصلنا الى منطقة القنديل وهناك تركنا السيارة .. وذهب ابو نادر بحال سبيله وانا وعائلتي جلسنا تحت ظل احدى الاشجار .. وبعد الجلوس اكتشفنا باننا لم نجلب مستمسكاتنا .. قلت لزوجتي ساعود الى المنزل لاحضار مستمسكاتنا فرفض ابني وليد الامر وقال سوف اذهب لاحضار تلك المستمسكات .. وقد التقى بالطريق بابن اخي ساهر ( الناجي الوحيد من عائلة اخي ) ورافقه ، لم تمر دقائق حتى سمعنا الصراخ واصوات الناس تتعالى .. لقد وصلوا داعش .. والجميع يركض نحو الجبل ,, عندها اتصل بي ابني وليد وقال .. اذهبوا واهربوا لا استطيع اللحاق بكم فداعش اصبح بيني وبينكم وانا الان جالس في احد البيوت في الطريق المؤدي الى مقبرة رشكا – محما رشا ..قلت له اصعد الى الجبل هيا اسرع سنلتقي في القمة هيا تحرك ... اعطيت مبلغا من المال لزوجتي وصعدوا في سيارة كيا صغيرة وقلت لهم سارجع لاحضار ابني .. زوجتي كانت تبكي وتقول كيف ستتركنا والى اين نذهب قلت اذهبوا مع السيارة الى ان تتوقف .. اتصل بي ابني وقال اذهب انت مع العائلة واتركني لمصيري .. عندها بكيت وقلت انتهى امر ابني فركضت ولحقت بعائلتي والسيارة لم تكن قد ذهبت بعيدا بسبب شدة الازدحام .. بعد دقائق مر من قربنا سيارة الاخ قاسم .. سيارة بيك اب حديثة فقلت له هل تقبل ان نصعد في الخلف قال نعم فصعدنا بسرعة .. اتصلت بابني اين انت قال انا وصلت الجبل ولكنني تعبت ولا استطيع ان اكمل ... قلت له تحمل تحمل وتحرك ولا تتوقف ... من شدة الازدحام فان السيارة لم تكن تقطع مسافة بضع امتار كل نصف ساعة .. اتصلت بابن اخي ساهر لماذا وليد لا يرد على اتصالي قال لقد فقد الوعي وسقط في الارض وتقيأ ، قلت له ساعده بالنهوض وحاول الصعود الى احدى السيارات ،فعلا ركبا سيارة وكانوا قد وصلوا الى مكان امن ومررنا بقربه ولكن السيارة لم تتوقف فقلت للسائق سوف ننزل واثناء وقوف السيارة قلت لابني اسرع وبحجة النزول لحق بنا ساهر ووليد .. فرحت كثيرا لان ابني وابن اخي قد تخلصوا من التكفيرين .. اوصلنا السيارة الى سنون وهناك نزلنا .. كانت سنون خالية تماماً كانها مهجورة منذ مئات السنين . توقف صاحب سيارة كيا صغيرة وقلت له نود الوصول الى مفرق سنون – ربيعة فقال اركبوا بسرعة حيث كان متوجها الى خانصور .. نزلنا في المفرق .. لم يكن هناك احد والسيارات كانت تتوجه الى فيشخابور بسرعة . وقفت بالشارع احاول مرارا وتكرارا ان يتوقف احدى السيارات حتى نركب معهم ولكن لا احد يتوقف ... زوجتي قالت ارجع ارجع سوف تقتلك السيارة قلت اذا دهستني سيارة فستتوقف عندها تركبون السيارة وموتي لا يهم المهم ان تنجوا بارواحكم .. لم تتوقف اي سيارة .. قلت لعائلتي لنذهب مشيئا على الاقدام الى دهوك – فيشخابور ، مشينا قليلا وتوقفنا لان الطريق بعيد وشاهدنا التكفيرين من بعيد فقلت لهم اسرعو اسرعو لنذهب الى الجبل وكان بعيدا ايضا واثناء رجوعنا شاهدنا جرار – تركتر من بعيد فلوحت له بيدي توقف توقف سناتي معك فتوقف فعلا وركبنا في العربانة . المقطورة .. قلت في قرار نفسي نجونا نجونا والحمدالله .. وصلنا الى مفرق تربكة – مفرق ربيعة حصاويك .. شاهدت ما لم تصدق عيناي .. مئات السيارات العسكرية ومئات من البشمة ركة ونائب المحافظ كانوا متجمعين هناك قلت في نفسي متات الاف من الاهالي مازلوا بالجبل وهولاء مجتمعين هنا .. مررنا بقربهم .. وصلنا الى مزرعة سيدو كلي فتوقف الجرار –التركتر ..كان ينتظراقرباء السائق فقال لي لا نستطيع ان نكمل الطريق بالتركتر لانها بطيئة السرعة سوف نذهب بسيارة تانكر ماء .. فقالوا لي خذ التركتر وخلص عائلتك فقلت له لا اعرف السياقة سوف اصعد فوق تانكر الماء وفعلا صعدنا الى فوق تانكر الماء وايضا ما يقارب 20 فردا اخرين قد صعدوا معنا لانهم قد وصلوا الى هناك مشياً على الاقدام من مجمع حطين – دوكري ، وصلنا الى قرية ام الخباري وفي نفس الوقت لحق بنا رتل البيشمة ركة ومعهم مسؤول الفرع 17 للحزب ، قلت في نفسي الحمدالله سوف نصل بالامان وهذا الكم الهايل من البيشمة ركة ترافقنا .. صدفة توقفت جميع السيارات حبث حصل اطلاق نار في ام الخباري فعادت السيارات دراجها للخلف .. هنا قلت قد انتهى امرنا ... وبعد رجوعنا لمسافة قصيرة توقف سائق سيارة تانكر الماء وقال سنكمل طريقنا قلت سناتي معك اينما ذهب نزل اهل دكوري من الخوف الا اننا لم ننزل ، اما رتل البيشمة ركة لم يكملوا طريقهم وبقينا وحدنا حوالي اربع سيارات ونحن نكمل طريق الهروب الى الشمال ، مررنا بداعش وهم يضحكون بوجوهنا ونحن نرتعش من الخوف ... وصلنا الى ربيعة وكان قوات البككة موجودين والقتال في ربيعة مستمر والهاونات تسقط يمينا وشمالاَ ، وصلنا الى قرية المحمودية والدواعش موجودين وشاهدناهم وهم يجولون بالقرية ولكن لم يتعرضوا لنا ... اكملنا الطريق وشهادة للتاريخ كان بعض الاخوة العرب في قرية شعلان والقرى اخرى بعد عبورنا لمحمودية كانوا يجلبون الماء لنا .. وصلنا الى جسر سحيلة وكان هناك مئات آلاف من أبناء شنكال وهم في حالة يرثى لها ...هنا تنتهي رحلة الهروب الى المجهول لاننا وصلنا الى حدود كوردستان ... والحق يقال كان هناك شاحنة كبيرة توزع الماء المقطر على النازحين الا اننا لم نحصل عليه لكثرة النازحين ... وصلت الى شاريا الساعة الرابعة صباحا وبــ 6 سيارات لكل مسافة معينة .. مكثنا في مجمع شاريا لثلاث ايام وقد هربنا من هناك ايضا الى زاخو .... ولكن لا اعلم بعد هل سنهرب مجددا ام لا ...
شكر وتقدير الى الذين ساعدوا عائلتي للنجاة الى بر الامان كل من
- نواف حجي عبدال الجار الوفي
- صاحب سيارة كيا صغيرة – عموشة من ببوات كروفي
- قاسم رشو كاركير الفرع 17 للحزب
- صاحب كيا صغيرة – عموشة لا اعرف اسمه
- صاحب التركتر من خانصور
- صاحب تانكر الماء امين دهار من خانصور
- صاحب كيا حمل من ديربون
- زوج اختي – اسماعيل من شيخان الذي احضر سيارة تاكسي الد ديربون لايصالنا الى شاريا
.............................. انتهى رحلة الهروب الى المجهول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة