الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جدل حول إقتحام الرجل السوداني المهن النسائية و إستمرارية التضليل بإسم الدين
عبير سويكت
2017 / 8 / 11العولمة وتطورات العالم المعاصر
جدل حول إقتحام الرجل السوداني المهن النسائية و إبداعه فيها .
الرجل السوداني الحنانه و لمسة الجمال الإبداعية ، ماذا يمنع عمل الرجل في سوق النساء ؟
جدل حول المساواة بين الجنسين في المهن و إستمرارية التضليل بإسم الدين و المفاهيم الخاطئة .
حيرة الشعوب العربية بين العيب و الحرام و الخلط بين تعاليم الدين الإسلامي و العادات والتقاليد الموروثة و المفاهيم الخاطئة .
بقلم : عبير سويكت
"حسبنا الله ونعم الوكيل إنتشار ظاهرة الحنانه الرجل، قالوا فنان في نقش الحنه الخليجية و والسودانية و يمتاز بالسرعة و يعمل بأسعار مغريه و يوجد خصم خاص للمناسبات، دا شنو؟ و ساكن وين؟ لو لقيتو و الله ما عارف أعمل فيه شنو؟"
حقيقية لقد أصيبت بالدهشه الشديدة و الحسره على طريقة تفكير فلذات الشعب السوداني الشباب عندما قرأت تعليقاتهم على هذا البوست المنتشر في وسائل التواصل الإجتماعية التي أصبحت لسان حال العالم العربي و الأفريقي و ترجمان واقعه من مآسي و أفراح و لكن مداخلات الشباب و تعليقاتهم بألفاظ بزئية غير محترمة إنتقادا منهم لأحد الشباب السودانيين الذي يمارس مهنه يصنفه الشعب السوداني بالنسائية و هي مهنة الحنانه و كل ما فعله هذا الشاب المسكين أنه قام بالترويج لعمله في الفيسبوك كوسيلة تجارية مستخدمة للتسويق و جذب الزبائن و لكن تعرض لعنف لفظي و تهديد بالضرب إذا تمكنوا من التعرف على شخصيته أو قابلوه وجها لوجه و أنا أتساءل ماذا العيب في أن يمارس الرجل السوداني و العربي و الإفريقي مهنه تصنفها مجتمعاتهم بالنسائيه إذا كان الرجل يجد نفسه فيها و يجيدها ببراعه؟ ما الضرر في أن يمارس الرجل مهنة الحنانه؟ فإذا نظرنا للرسم و الحنه كفن نجد أن الرسم أو الحنه السودانية مقارنة بأنواع الخطاب الأخرى الممارسة في الخليج، في المغرب العربي، في الهند، السنغال و غيرها من البلدان الأخرى تعتبر الحناء السودانية الأكثر جمالاً و روعه و هندسه فهي نوع من أنواع الفنون الهندسية حيث أنها تحتاج إلى لمسة فنان و خيال واسع و يد هندسية و نظرة حسابية دقيقه لإدارة الأبعاد و مسافات الشكل الفني و من هذا المنطلق أعتبر أن الحناء نوع من أنواع الفنون الجميلة العبقرية، فأين إذن العيب حسب المفهوم السوداني و الشرقي في أن يمارس الرجل هذه المهنة؟ علماً بأن الفن لا يقتصر على النساء فقط و أن ممارسة مهنة الحناء لا تفقد الرجل شيئاً من رجولته و ذاته و إذا نظرنا إلى الموضوع من ناحية أخرى نجد أن الله قد أخص جميع مخلوقاته بموهبة معينة فالمحامي و الدكتور و غيرهم أخصهم الله بالذكاء الأكاديمي بينما لاعب كره القدم و الفنان قد أنعم الله عليهم بموهبة الصوت و براعة القدم و من نفس المنطلق الحنانه رجل كان أو امرأة رزقهم الله بالذكاء الفني في الإبداع في الرسم و العاقل هو من يستطيع الإستفادة من الموهبة المعطاه من الله و يحاول تشغيل عقله و يسترزق في الأرض لأن الله لم ينس أحد من مخلوقاته و أوجد في داخل كل منا موهبه إبداعية مختلف عن الآخر إذن نحن يتبقى علينا أن نبحث بداخلنا و نخرج هذا الإبداع المدفون بالداخل إلى الخارج، و ما ربك بظلام للعبيد و لكن قد يظلم الإنسان نفسه بنفسه عندما يستمع إلى مثل هذه الأقاويل الساذجه و الإنتقادات غير البناءة و يسعى إلى ظلم نفسه و كبت إبداعه خوفاً من نظرة المجتمع و محاولة إرضاء الآخرين حتى و إن لم يكونوا على صواب لأن بهذه الطريقة يظلم الإنسان نفسه بإتباعه سذاجات بعض فئات المجتمع المحيطه به و ما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون، و هؤلاء الفئات الشبابية السودانية التي تستنكر على الرجل السوداني ممارسة مهنة تصنفها بالنسائيه و تعتبرها محرمه شرعياً عليه و فيها تقليل من شأن الرجل السوداني و تستنكر عليه هذا العمل و في نفس الوقت تنسى أنه لم يمارس مهنه فيها ضرر على أي فرد من أفراد المجتمع فهو لم يقوم ببيع المخدرات على سبيل المثال و دمر بها عقول الشباب و لم يقوم بالمتاجرة بقضايا شعب بأثره و قبض اثمان باهظة و لم يسرق و لم ينهب فقط قام بممارسة مهنة شريفه يجيدها ببراعه و حفظ نفسه و عصمها من الجلوس تحت ظلال الأشجار مع فئه كبيرة من الشباب السوداني حملة الشهادات الأكاديمية و العليه الذين وجدوا أنفسهم في حالة عطاله لا نهاية لها، و أنا أعتقد أنه بدلاً من إنتقاد هذا الشاب الذي قد يكون راعي لأسرة و يقع على عاتقه حمل كبير من مصروفات ماليه كأيجار و كهرباء و تأمين صحي و مأكل و مشرب فبدلاً من إنتقاده بهذا الأسلوب كان الأجدر أن يقولوا له ما هو البديل الذي يمكن أن يقدموه له؟ و ما هو الحل للأزمة الإقتصادية و المعيشية التي يعاني منها الشباب السوداني؟ و لماذا دائماً الشعب السوداني في حالة خلط بين العيب و الحرام و بين تعاليم الإسلام و العادات والتقاليد الموروثة؟ إلى متى تستمر هذه المفاهيم الخاطئة في التطور و الإنتشار بدلاً من الإندثار و الزوال؟ لماذا هذا الشعب السوداني الرائع بقدر ما يحمل من صفات إنسانية و عادات رائعه و نادرة إلا أنه غير قادر على التحرر من تفكيره التقليدي السلبي الخاطئ و النظر إلى العالم و الحياة و الإنسانية بمنظار آخر و تفهم الإسلام و تعاليمه بالطريقه الصحيحه بعيدا عن وسوايس العيب والحرام التي ليس لها علاقة بالإسلام الصحيح دين الوسطية دين التيسير لا التعسير، لماذا لا نحاول التفكير بعقلانيه و موضوعية بدلاً من الإنطباعية التعصبيه المنغلقه علي مفاهيم رجعية خاطئة و غير إنسانية؟ لماذا لا يتذكرون قول شيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله عليه في تفسيره لحالة الإستقرار التي تنعم بها بلاد الكفار في أوروبا و حالة الفوضى و الفتن التي تعيشها أغلب بلاد الإسلام قائلاً : إن الله يقيم الدولة العادلة و أن كانت كافره و لا يقيم الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة.
عبير سويكت
ناشطة سياسية و كاتبة صحفيه
مقيمة بباريس
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار