الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(انشغال البال_راحة البال)....محاولة لفهم اليومي, الواضح والمكرر

حسين عجيب

2017 / 8 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التذبذب بين راحة البال وانشغال البال, سلوك إنساني مشترك ويشمل مختلف الأفراد.
راحة البال_ حالة يعرفها الجميع, ويرغب الجميع بتكرارها إذا توافقت مع الفضاء الاجتماعي_الأخلاقي_ الثقافي, وهي حالة قليلة الحدوث كخبرة ذاتية دائما.
إذا كانت تتناقص مع تقدم العمر, ذلك دليل على تدهور الصحة العقلية والمرض.
والعكس إذا كانت تتزايد مع تقدم العمر, دليل الصحة العقلية وسلامة العيش والاعتقاد.
الاستثناء, والذي يعرفه الجميع, استخدام أدوات ووسائل خارجية للحصول على النشاط أو راحة البال أو المشاعر الطيبة أو للوصول إلى الاسترخاء والهدوء. من نماذجها استخدام المنشطات خلال المباريات الرياضية, او عقاقير الطاقة (أو السعادة) أثناء الاستعداد للامتحانات أو للقاءات هامة.....وهي معروفة ومبتذلة.
خلال القرنين الماضيين حدث جدل_ سجال على المستوى العالمي بين فريقين, كانت السيجارة والتدخين موضوعه وعنوانه معا.
الكحول والمخدرات أكثر, خسرت المعركة الحقوقية والثقافية, بعدما خسرت التأييد الفلسفي_ ضمن ميل عام لتفريق اللذة عن السعادة, وفصلهما بشكل فعلي, ويترافق ذلك مع تزايد الوحدة أو استعادتها بين طرفي العلاقة (فرد_ إنسان)....
* * *
قضية أخرى_ هي بمثابة مشكلة إنسانية عامة, ومستمرة عبر الأجيال...
التناقض بين الارادة وبين النزوة أو الرغبة المفاجئة والمعاكسة؟
قوة الارادة أو حرية الارادة حلم إنساني عام, وهو معروف ومتداول بين الثقافات المختلفة.
من لا ترغب_ يرغب في امتلاك الارادة الحرة( وهي تتضمن التحرر من الفكرة الثابتة)!!!
هل يستطيع الفرد إمتلاك ( او حيازة) إرادته الحرة بشكل كامل ومستمر؟!
هذه القضية محور_ وهاجس أساسي خلال هذه السلسلة من بدايتها. وخلاصة بحثي وخبرتي معا_ ايضا موقفي الشخصي من القضية, بين نقيضين:
_ قطب أول (تطرف أول): يعتبر الفرد هو المسؤول عن مصيره, وعن كل ما يتعرض له خلال حياته.
وهذا الموقف, هو المرجع الفكري والثقافي العام للأخلاق السلطوية, ولمختلف أشكال العقاب الفردي والجماعي, كما انه يتوافق مع فلسفة العنف, وتبرير استخدام القوة المفرطة لحل الخلافات المتنوعة بين البشر.
_قطب معاكس (تطرف معاكس): يعتبر الفرد صفحة بيضاء أو شاشة فارغة, تنعكس عليها إرادة القدر والمصادفات أو العوامل الموضوعية والخارجة عن السيطرة, بالاضافة إلى العوامل الداخلية_ التي هي أيضا غير شخصية,....وهو التوجه العام في علم النفس التقليدي والتحليل النفسي_ مع الأسف. يتبناه ويلخصه بيير داكو بشكل واضح جدا ومختصر جدا جدا:
الموقف الخاطئ: انا أرغب وأريد_ إذن انا أقدر وأستطيع
الموقف الصحيح: أنا أقدر وأستطيع_ إذن أنا أرغب واريد
...
بهذه البساطة والقطعية, يتحول الانسان إلى شيئ (حي) لا يختلف جوهريا عن البعوضة او الفيل, بل الاختلاف كمي ونسبي فقط_ عدمية شاملة.
كلا التطرفين, يغالط الملاحظة المباشرة والخبرات الاجتماعية معا.
خلاصة موقفي المتكامل, وهو بفضل غريك فروم, ثم اعتمدته كخيار وموقف شخصي- أو اتجاه اساسي.....
الارادة الحرة ذروة المهارات الانسانية, ويتعلمها الفرد من خلال الاكتساب كما يتعلم بقية المهارات, عبر التدريب المتكرر_ والمستمر مدى الحياة.
* * *
الحرية والمسؤولية والارادة والرغبة متلازمة, ولا توجد منفصلة أو بشكل منفرد.
هي دوما متلازمة أو مركب واحد. قد يضمر فيه جانب (الارادة مثلا) أو يغيب عنه جانب آخر ( حس المسؤولية مثلا),.... وكثيرا ما تتضخم الرغبات ويزداد انحرافها وشذوذها مع تقدم العمر, بعكس المنطق العام والاعتقاد السائد.
وهي كمركب, نوع من الكيان الحي, تنمو معا أو تضمر معا.
هذه يمكن ملاحظتها عبر الزمن_ أو من خلال الأجيال, وهي سمة تطورية أصيلة, تدعمها الأبحاث العلمية الحديثة.
المسؤولية هي البؤرة_ أو العامل المحرك.
ترتبط المسؤولية بالسبب مباشرة, ومن البداية. كان الفهم القديم والتقليدي لفكرة السبب بالعموم, انه أحادي, ومفرد, وإرادي.
الفهم المعاصر (العلمي) لسبب أو مصدر الظواهر والأحداث, انه سلاسل مترابطة, عبر مستويات وابعاد متعددة ويتعذر حصرها بشكل تام وثابت.
وهذا الموقف لايشتت مبدأ المسؤولية, او يضيعها_ كما يخطر على البال لأول وهلة, باعتبار الفرد شاشة بلا مضمون_ بل يطور فكرة المسؤولية وينقلها إلى المستوى الدينامي والتطوري بالتزامن.
يكتمل المشهد في اللحظة التي يصير فيها الانسان من الماضي, وليس قبلها.
* * *
الموقع الشخصي, وجود بالقوة.
الشخصية الفردية, وجود بالفعل.
القيمة الانسانية ثمرة مشتكرة لتفاعلهما.
"قيمة الفرد جوهرية"
....
ويعود السؤال المراوغ والدوري ( سؤال عين وليس فرض كفاية):
هل القيمة والمعنى في الانسان والجماعة أم في الفرد والشخصية_ داخل الجلد أم, هناك...في الخارج؟!
* * *
مشاعر الفرح قلقة, وتلازم الاشباع أو تحقق التوقعات الايجابية, مباشرة, وهي بطبيعتها مؤقتة, وموضعية.
عاطفة السعادة متوازنة, وتنتج عن تغيير العادات الادمانية, او بعد تحقيق أهداف وخطط استراتيجية, دائمة, وتشمل الشخصية بأبعادها ومستوياتها المختلفة.
تلتقيان على نفس الخط والاتجاه؟!
_ يا لها من شخصية متكاملة,...
_ يا لهما من ثنائي بديع, وجدير بالاقتدء والتقليد, لمن ينجحا بتحقيق ذلك....
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا