الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يصمت النظام على جريمة مكتبات المساجد

طلعت رضوان

2017 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كيف يسمح النظام بكتب تهدم الولاء الوطنى لصالح الولاء الدينى؟
وهل تحوّلتْ وزارة الأوقاف لفرع من تنظيم داعش؟
كشف مراسل صحيفة المساء فى قنا (عبدالرحمن أبو زكير) عن جريمة ارتكبتها وزارة الأوقاف منذ عدة سنوات، حيث تبيـّـن أنّ مكتبات المساجد (فى كافة مدن وقرى ونجوع المحافظة) بها194كتابـًـا، فيها دعوة صريحة لاعتناق (الأفكار المتطرفة) وأغلبها لسيد قطب وحسن البنا والقرضاوى، وغيرهم من (مؤلفى) جماعات الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية (المتطرفة) وذكر مراسل الصحيفة أنّ هذه المعلومة صرّح بها (نقيب الأئمة بقنا) لتكون بمثابة (جرس إنذار) خاصة أنه من بين مرتكبى تفجير كنيسة طنطا ومحاولة تفجير كنيسة الإسكندرية15من قنا ينتمون لتنظيم داعش (صحيفة المساء2مايو2017)
والمثير للدهشة أنّ نقيب الأئمة أضاف : أنه حذر (المسئولين بوزارة الأوقاف) منذ عاميْن من انتشار أفكار داعش ولم يهتم أحد، والأخطر تصريح وكيل الوزارة الذى قال : إنّ بعض الكتاتيب لا تخضع لإشراف وزارة الأوقاف، ولذلك كان مراسل الصحيفة موفقــًـا عندما اختار لتحقيقه عنوان (قنابل موقوته فى كتاتيب قنا)
وأعتقد أنّ هذا التحقيق الصحفى يستدعى الملاحظات التالية:
أولا: أنه منشور فى صحيفة (حكومية)
ثانيـًـا: أنّ المعلومات ذكرها (نقيب الأئمة) بالمحافظة، ومعروف أنّ (النقيب) لأى نشاط اجتماعى لابد أنْ يفوز برضا مباحث أمن النظام، وبالتالى فإنّ تصريحه يكتسب المصداقية.
ثالثــًـا: إنّ المكتبات الملحقة بالمساجد لا يدخلها التلاميذ (فقط) وإنما مُـتاحة لأقاربهم، ومن هنا جاء تأثر بعض الشباب بأفكار مؤلفى الكتب التى تدعو (للتطرف) حسب الوصف الرسمى السائد، وإذا كانت كتب سيد قطب من بين محتويات المكتبة، فماذا قرأ شباب المحافظة؟
سأختار كتاب (معالم على الطريق) بصفته الأكثر شهرة، رغم أنّ كتابه الضخم (فى ظلال القرآن) أكثر خطورة من المعالم.
ركــّـز سيد قطب (1906– 1966) على فكرة (الحاكمية لله) وأنّ المجتمعات المعاصرة لا تــُـطبــّـق هذه الحاكمية. والنتيجة كما يقول ((نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام. وأنّ المجتمع الجاهلى هو كل مجتمع غير مسلم، حتى المجتمعات التى تزعم أنها مسلمة. وأنّ مصدر السلطات هو الله، لا الشعب. ويرى ضرورة (الجهاد) المسلح وأنّ الإسلام لابد أنْ يقوم على ((الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان)) (معالم فى الطريق- ص72) مع أهمية التركيزعلى الجهاد ضد المسلمين عن غير إسلام حقيقى، قبل الجهاد ضد غير المسلمين (خارج الأمة الإسلامية) والسبب فى رأيه ((فنحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم)) (ص21)
وموقفه من الانتماء الوطنى، ترديد لما قاله الأصوليون السابقون أمثال جمال الدين الإيرانى الشهير بالأفغانى ورشيد رضا وحسن البنا، فكتب قطب أنّ (العقيدة الدينية) هى الجنسية التى تربط العربى بالرومى بالفارسى بالحبشى، فى أمة واحدة ربها الله (ص120) لذلك أعتقد أنّ أخطر ما ورد فى رسائل قطب هى رسالته المُـحرّضة على نفى الانتماء للوطن، ليكون البديل الانتماء للدين، وبالتالى فهو لا يعترف (بالأرض) ووصفها (بعصبية الأرض) ونقل عن الرسول أنه قال ((دعوها فإنها منتنة.. وليس منا من دعا إلى عصبية الجنس وعصبية الأرض)) وكان تعقيب قطب ((فانتهى أمر هذا النتن، نتن عصبية النسب، وماتت هذه النعرة، نعرة الجنس، واختفتْ تلك اللوثة، لوثة القوم، ولوثة الطين والأرض، ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما عاد وطنه هو (دار الإسلام) الدار التى تــُـسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحده، الدار التى يأوى إليها ويدافع عنها، ويستشهد لحمايتها هى (دار الإسلام) لكل من يدين بالإسلام، ولكل من يرتضى شريعة الإسلام- حتى ولو لم يكن مسلمًـا- والأرض التى لا يـُـهيمن فيها الإسلام ولا تحكم فيها شريعته هى (دار الحرب) يـُـحاربها المسلم ولو كان فيها مولده وقرابته وصهره، وكذلك حارب محمد (صلى الله عليه وسلم) مكة وهى مسقط رأسه وفيها عشيرته وأهله وفيها داره ودور أصحابه وأموالهم التى تركوها..إلخ)) (ص157)
وذكر أنه يرفض كافة أنظمة الحكم الحديثة التى تحكم (بقوانين وضعية) وعلى المسلمين أنْ يدركوا أنّ الإسلام ليس أى ((مذهب من المذاهب الاجتماعية الوضعية، وإنما الإسلام فقط الذى يـُـحقق للبشرية خيرًا لم تحلم به)) (ص167) وأنّ الإسلام لا يتخذ المبررات له من النظم الجاهلية وهذه (الحضارات) التى تــُـبهر الكثيرين وتهزم أروحهم، ليست سوى نظم جاهلية فى صميمها. وهى نظم معيبة مهلهلة هابطة حين تقاس بالإسلام، الذى جاء ليرفع البشرية من وهدتها، لا ليبارك فى هذا الوحل الذى يبدو فى ثوب الحضارة.. وأضاف: إنّ الناس (المسلمين) ليسوا مسلمين كما يدّعون، إنهم يحبون حياة الجاهلية. وإسلامهم ليس إسلامًـا، والدعوة اليوم تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام، لنجعل منهم مسلمين من جديد (ص172، 173)
وقال إنّ المنتسبين للإسلام (بالباطل) ويدافعون عن الديمقراطية الغربية، وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية المؤذية، ويدافعون عن (حرية البهائم) التى يسمونها (حرية الاختلاط) و(سوق الرقيق) التى يسمونها (حرية المرأة) إنّ المسلمين (بالباطل) الذين يدّعون الإسلام، ينهزمون أمام (ذلك النتن) الذى تعيش فيه الجاهلية (الحديثة) حتى يلتمسوا للإسلام مُـشابهات فى هذا الركب المضطرب البائس فى الغرب، وفى تلك الشناعة المادية البشعة فى الشرق أيضًـا.. ولذلك لابد من الانتقال من الجاهلية إلى الإسلام (من ص172-177) والمُـلفت للنظر أنه اختتم هذا الفصل بآية ((لكم دينكم ولى دين)) فهل كان فى حالة غيبوبة Coma وهو يكتب؟ خاصة وقد اختتم كتابه قائلا إنّ المعركة بين الإسلام والجاهلية (الحديثة) ليست معركة اقتصادية ولا سياسية ولكنها ((معركة عقيدة، إما كفر، وإما إيمان، إما جاهلية وإما إسلام)) (ص201)
فمن الذى وضع مثل هذا الكتاب فى مكتبة مساجد قنا؟ وهل وزارة الأوقاف تحوّلتْ إلى فرع من فروع تنظيم داعش؟ ولماذا يصمت نظام الحكم على تلك الجريمة التى ترتكبها وزارة تابعة لمؤسسة الرئاسة؟
***









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وزارة الأوقاف
ركاش يناه ( 2017 / 8 / 12 - 22:46 )

وزارة الأوقاف
__________


سؤال : وهل وزارة الأوقاف تحوّلتْ إلى فرع من فروع تنظيم داعش؟

جواب : لأ ، الأوقاف هى الأصل و داعش هى الفرع ... و كما قال محمد ( طه ) ... ع الأصل دَوَرْ


دى مصيبة سودة يا جدعان

....

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد