الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيطرة الشعور بالإحباط افقد الناس الثقة بالقيادات وبالأحزاب السياسية

محمود الشيخ

2017 / 8 / 12
القضية الفلسطينية


سيطرة الشعور بالإحباط افقد الناس الثقة بالقيادات وبالأحزاب السياسية
بقلم : محمود الشيخ
يمر مجتمعنا الفلسطيني في حالة نفسيه وصلت حد الإحباط بفعل احساسهم بانهم يعيشون حالة من الضياع بعد ان حققوا عبر سفر نضالهم الطويل منجزات عجزت دولا عن تحقيقها في الإنتفاضة الأولى،مما عزز ثقتهم بنضال شعبنا وبدور ومكانة قوانا السياسيه واحزابنا الوطنيه وخلق لديها اي لدى الجماهير حالة من الإعتزاز بالنفس والفخر بتلك القوى وبدورها الذى حظي على احترام الجماهير وعزز مكانتها ووضع قضيتنا على طاولة البحث العالمي بوصفها اكثر القضايا الساخنه على الإطلاق ودخلت اسرائيل في حرج دولي لم تعيشه من قبل وعاش شعبنا مرحلة فخر بدوره متحديا اسرائيل وجيشها وكافة اساليبها وعنجهيتها واحرجها امام العالم اجمع وحيد ترسانتها العسكريه واجبرها على مواجهة نضال شعبنا بطرق مختلفه عن طرق الحرب العسكريه فحرب شعبنا معها كان حرب حجاره وزجاجات المولوتوف وغيرها من المقاومة الشعبية البسيطه التى هزمت جيشا عرمرم يعتبر نفسه الجيش الذى لا يقهر،فقهره شعبنا ولذلك لجأت اسرائيل الى تكسير الأيدي حسب اوامر اسحق رابين في حينها ودفن الشباب وهم احياء ورغم الحجم الهائل من الإعتقالات العشوائيه التى قام بها الإحتلال في الإنتفاضة الأولى وزجه عشرات الألاف في السجون لكنه لم يسحقها واستمرت جذوة الإنتفاضه في تصاعد مستمر وبقيت نارها مستعره بمشاركة كل الفئات الإجتماعيه ومن مختلف الإعمار.
فبعد عشرون عاما على الإحتلال نهض شعبنا الفلسطيني وتمرد على الإحتلال وهب كرجل واحد في وجهه معلنا عن حالة ثورية وصلت الى حد المطالبه بالطلاق من الإحتلال هذا هو تعريفنا للإنتفاضه الشعبيه ( الطلاق ) من الوضع القائم والخلاص من الإحتلال بل كنس الإحتلال هكذا كانت مفاهيمنا للإنتفاضه وبالمناسبه الإنتفاضه لم تكن في بدايتها لها مهندس كما يعتقد البعض بل بعد نشوبها وتدحرجها واتساعها وشموليتها كان لا بد ان يكون لها قياده توجه نضالات شعبنا لتعزيز منجزاته وتكديسها وتوجيه دور كل فئة اجتماعيه من فئات شعبنا خاصه ان كل الفئات الإجتماعيه كانت مشاركه فيها بعد ان تضررت كافه الفئات من سياسات الإحتلال.
وبالرغم من كافة اجراءات الإحتلال الإسرائيلي التعسفيه حينها وتعطيله لمصالح الناس وقطع ارزاقهم وشنه لحملات اعتقالات واسعة جدا طالت اشخاص ليس لهم اي علاقه بالعمل الوطني اشخاص عاديين،وبالرغم من القتل المتعمد الذى كان يقوم به جيش الإحتلال ورغم اغلاق الطرق الا ان الناس كانوا سعداء يسيطر عليهم احساس النصر وقرب الخلاص من الإحتلال،وكان تحديهم للإحتلال واجراءاته فوري وعلى كل لسان وعند كل شخص من موقع الفخر بدور شعبنا،لم ارى في حينها اي شخص يعرب عن استيائه من اي اجراء مهما عظم ومهما اشتد من قبل الإحتلال،بالرغم من الأخطاء الجسيمة التى وقعت في حينها من قبل البعض من الفئات الشبابيه المنصهره في العمل الوطني،الا ان الجماهير كانت تمتعض انما تغض الطرف عنها فمصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصيه،لأن الحركة الوطنيه في حينها رغم الأخطاء التى ارتكبها البعض منها كانت تعتبر نفسها خادمة للجماهير وليست سيدة عليها،قائدة لنضالاتها لا تنتظر مكاسب لا مادية ولا تعينيه في مناصب ومراكز،لا تستغل مكانتها في النضال لتحقيق غايات لقائد او لنفر او لفئة،وكانت قرارات قيادتها الموحده جماعية والتنسيق بينهما على قدم وساق وكانت تلعب دورا كبيرا في انهاء خصومات بين الناس بلا تحيز ولا تفرد،تقود نضال شعبنا رغم الإنقسام في حينها اذ كانت حماس تصدر بيانات خاصة بها تتعارض فعالياتها مع الفعاليات التى تدعوا لها القيادة الوطنية المتحده،ولم تحاول التنسيق مع احد من اطراف القيادة الوطنيه الموحده،الا ان قضيتنا ودور شعبنا ونضالاته لم تتأثر ولم يشعر احد من شعبنا لا بالإحباط ولا باليأس بل شعور الناس كل الناس اننا المنتصرون والإحتلال المهزوم.
فمن يتذكر في حينها ان المستوطنون لم يستطيعوا السير في شوارع البلاد بلا حراسة من الجيش بخلاف اليوم يسيرون بشوارع البلاد ونحن من يريد حراسة على نفسه من بطشهم وتغولهم واجراءاتهم،طرق كثيره توقفوا عن سلوكها خوفا من الشباب ومن القوى الضاربه التى كانت لهم بالمرصاد،لم تنتشر السرقات كما هي اليوم فلجان الحراسه في كل موقع تنتشر،ولم يتجرأ احد مطلقا لا على ممارسة تعاطي المخدرات ولا زراعة اشتالها،ولم يتمكن احد من تسويق البضاعة الإسرائيليه او شراؤها،ولم يكن في السوق بضاعة فاسدة كما اليوم او مسربه ،ولم تكون اصلا لا سيارات مسروقه ولا مشطوبه،والقانون كان مفروضا بطبيعته،ولم يكن القتل منتشرا كما هو اليوم على خلفية الشرف،ولم يكن هناك شان لفلان على حساب علان،ولا وجود للواسطه بين الناس واحترام الفرد والفئه والموقع كانت صفة قائمه لا جدال فيها،ولا اريد الخوض اكثر في ذلك لكن علينا تذكر ما كان وكيف كان وسبب سيطرة شعور الثقه بالنفس لدى كل الناس واسباب ثقة الناس بحركتهم وقيادتهم.بخلاف ما نراه ونسمعه ونعيشه اليوم يدعون الى اعادة الثقه ب ( م.ت.ف ) وهم سبب هدمها يدعون الى تجديد هيئات ( م.ت.ف ) ولا يشاورونها يدعون الى جماعية القياده وهم يتفردون بها،يدعون الى انهاء الإنقسام وهم يعززونه،يدعون الى محاربة الفساد ويمارسونه،يطالبون العالم بالوقوف في وجه سياسة اسرائيل ولا يقفون هم بل يعطلون اي حالة نضاليه يقوم بها شعبنا،انتصر اهالي القدس بجهودهم وبوحدتهم ويجربوا سرقة انتصارهم،يسلبهم الإحتلال دورهم ويقلص صلاحيات سلطتهم،ولا يرفعون صوتهم،اتوا بإتفاق دمر كل منجزات شعبنا ويتمسكون به رغم ان الإحتلال داسه ببساطير جنوده،مزقوا وحدة شعبنا جغرافيا وشعبيا ويدعون انهم يناضلون من اجل تحقيق النصر وكنس الإحتلال،كل الأدوات التى يجب تأمينها لتحقيق النصر بددوها ويقولون سننتصر،فإذا تخليتم عن الشعب بوصفه امضى سلاح في مواجهة اسرائيل كيف ستؤمنون النصر وبمن،وفي ظل اسوأ ظروف عربيه تعيشها قضيتنا تنسقون مع اسوأ دول عربيه مسؤولة عن كل الدمار في سوريا والعراق واليمن وليبيا،وتراهنون على امريكا العدو المتحيز لإسرائيل فكيف ستؤمنون نصرا قريبا،اعتقد كل هذا هو سبب سيطرة الشعور بالإحباط على شعبنا فماذا تريدون اكتر من ذلك،خاصه وان القوى السياسيه فقدت دورها،وباتت عاجزة عن القيام بأي دور يساهم في وقف عجلة التدهور في حالتنا الفلسطينيه،فهل نحن نعيش حالة ضياع ام ماذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن