الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل غياب الحياة السياسيه تنتشر الفوضى ويعم الفساد

محمود الشيخ

2017 / 8 / 14
القضية الفلسطينية


في ظل غياب الحياة السياسيه تنتشر الفوضى ويعم الفساد
بقلم : محمود الشيخ
تعيش البلاد حالة من فراغ الحياة السياسيه،وهي انعكاس لمجموعة اسباب تمتد منذ تسعينات القرن الماضي،نلخصها في المستجدات السياسيه التى طرأت في العام 1993 وبشكل خاص بعد توقيع اتفاق اوسلو،الذى اطاح بالمنجزات السياسيه للإنتفاضة الأولى لشعبنا الفلسطيني،وشكل منقذا لإسرائيل من هزيمتها امام جبروت شعبنا المسلح بإرادته الفولاذيه وبعدالة قضيته الوطنيه،ولذلك واجه جبروت اسرائيل وانتصر على التها العسكريه.
لذلك شكل اوسلو الفرج لإسرائيل،من قبضة انتفاضة دخلت التاريخ ووضعت اسرائيل في قفص الإتهام امام العالم كونها دولة ليست غير ديمقراطيه فحسب بل عنصرية وفاشية يقوم نظامها على اسس عنصرية وتتشابة في كل تصرفاتها واجراءاتها بالنظام الابارتهايدي البائد في جنوب افريقيا..
لقد قدم اتفاق اوسلو اعظم فرصة ذهبية لإسرائيل للإلتفاف على منجزات شعبنا في انتفاضته الأولى،كما شكل ايضا فرصة لوقفها،بعد ان نثر مبدعي اوسلو افكارا تدعي الوصول الى حل سياسي وتبين فيما بعد انه حل كاذب،ونشروا فكرة الركون على حلول هؤلاء السحريه التى ورطت شعبنا وقضيته بفهلويتهم السياسيه،وكذبهم وهذه كانت من اهم خطوات انتهاء الفعل السياسي الجماهيري على الأرض كون ذلك غير مطلوب بعد وصول المبدعين الاوسلويين بأن الحل قاب قوسين او ادنى..
واول عمل نجحوا فيه هؤلاء الأسلويين هو تدميرهم للثقافة الوطنية بعد نشرهم ثقافة اوسلو ثقافة ( سلام الشجعان ) في الوقت الذى كان يدرك الإسرائيلي ماذا يريد وكيف يريد امام جهل الفلسطيني وارتجاليته وعدم معرفته لماذا وكيف ومتى،يذهب بلا خطه ويعود ايضا جاهلا لما يراد،الى ان بدأ بالصراخ بعد ان ادرك ان الإسرائيلي يخطط وينفذ ولديه هدف بخلاف الفلسطيني الذى لا يعرف ما الذى يريده وكيف يريد..
ان الثقافة التى نشرها اتباع اوسلو تعتمد على خيار واحد هو خيار المفاوضات ولن يحيد عنه ابدا قدسه وشرعنه واسس عليه،فقام في اعادة هيكلة المفاهيم الوطنيه وخلق تبدلا في الوعي المجتمعي والفكر السياسي،ولم يتوقف ذلك على الفئة المستفيدة من نشوء السلطة بل انتقل فيروسها الى كافة القوى والأحزاب السياسيه،التى اسعدها مناخ علنية عملها وعلنية قيادتها واراحها من مطاردة الإحتلال لها،فحد ذلك من قدرتها على العمل الوطني..
يضاف الى ذلك تغير جلدها بعد اهتزاز قناعاتها الفكريه،وسيادة حاله الردة والإنحراف وايضا الفوضى الفكريه والتنظيميه التى تخللت صفوف ما كان يعرف باليسار،وفي ظل عدم توفر كفاءات قادره على وقف السيل الجارف للمسار السياسي والفكري والمجتمعي لتلك القوى السياسيه التى انضمت للإعتدال السياسي،والذى سهل عليها الإرتماء في حضن النظام السياسي بعد ان تصالحت مع نهجه السياسي،واختلاقها اوهام امكانية الإصلاح من الداخل،وبذلك انتقلت تلك القوى من حالة خدمة القضية الوطنيه والجماهير الشعبيه والطبقة العامله الى خدمة السلطة والفئة الحاكمه فيها حتى ان جزء منهم اصبح جزء من السلطه ومفاهيمها ويدافع عنها بل اصبح بوقا للسلطه،ولذلك لم يعد بمقدورهم ممارسة حقهم في الشراكه الوطنيه في القرار السياسي،فباتت بحكم القوى الغائبه عن الساحه،لا هم لها غير تقاضي المخصصات،ولذلك تمكنت القيادة الفلسطينيه من التفرد في القرار والغاء دور
( م.ت.ف ) لتصبح هي الأمر الناهي في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
بعد ان خلقت القيادة لدى تلك القوى هاجس الخوف من قطع المخصصات في حال الإعتراض على اي قرار للرئيس،وبذلك اصبحت عاجزه عن القيام بأي دور لا كفاحي ولا اصلاحي ولا حتى اعتراضي على اي من سياسات الرئيس،ظهر ذلك العجز بعد الإنقسام الأسود الذى منيت به الساحة الفلسطينية،واثر سلبا على كل مكونات القضية الفلسطينيه وعلى مواقف الناس من القوى العامله على الساحة الفلسطينية،واستنكافها عن اي فعل ونشاط تدعوا له تلك القوى وباتت الجماهير على قناعة ان اي حراك جماهيري سيجند لخدمة الفئة الحاكمه في السلطة الوطنيه ولذلك تراجعت همم الناس وتباطأت في اي فعل بل اعتبرت اي فعل ضياع للوقت امام همومهم العائليه. .
كل هذا دفع نسبة عالية من الناس للتفكير في الذات بعيدا عن المصالح الوطنية العليا لقضيتنا،ومع ازدياد نسبة البطاله وارتفاع الاسعار تفشت ظاهرة الطوش والمشاجرات في القرى وكذلك في المدن الفلسطينيه،واصبح القتل شيء عادي في المجتمع الفلسطيني،بفعل الضيق النفسي والمالي تعمقت العصبيه في السلوك اليومي للمواطن الفلسطيني واثر ذلك على سيكولوجية الإنسان وكما يقال من راس مناخيرهم الناس ابتحكي ) ما حد متحمل حد..
كل هذه الأسباب التى قدمناها مع النزاعات الداخليه سواء بين الفصائل او في الفصيل الواحد كانت وراء بروز كافة الظواهر الإجتماعيه مجتمعه مع غياب دور القوى السياسيه والسلطة الفلسطينيه وعلماء الإجتماع والمثففين لوضع حد لتلك الظواهر..
وما زاد الناس احباطا ليس ما تقدم فحسب بل استمرار تقليص صلاحيات السلطه من قبل الإحتلال ووقوف السلطة متفرجة على مختلف اجراءات الإحتلال التعسفية ضد الجماهير الفلسطينيه،من هدم بيوت الى قتل متعمد ومصادرة الأراضي واقامة الاف الوحدات الإستيطانيه واقتحامات يوميه للمسجد الأقصى وغير ذلك الكثير في الوقت الذى كانت السلطه تقدم خدمات امنيه للإحتلال دون توقف او احتجاج،ودون ان يرى شعبنا اي حراك سواء من السلطة او القوى السياسيه اي حراك ضد تصرفات اسرائيل واجراءاتها التعسفيه مع ما يبرز بوضوح تام عدم وضوح المواقف مما ينشر اليوم من اقاويل عن امكانية حل القضيه الفلسطينيه في اطار صفقة اقليمية تضع اسرائيل بصماتها بكل وضوح عليها وبموافقة الدول العربيه وبشكل خاص السعوديه ومصر،مع اجراءات التطبيع الجارية اليوم بين معظم الدول العربية الخليجية واسرائيل دون حل يسبق ذلك للقضية الفلسطينيه وقوانا السياسية والسلطة في حالة من الصمت التام ،لكل ذلك تعيش البلاد حالة غياب للحياة السياسيه..
في الوقت الذى نحن احوج ما نكون الى حراك يستوجب سرعة الإصطفاف لتصويب وتصحيح المسار للخروج من الحالة التى تعيشها قضيتنا من اجل الحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني خوفا من الضياع،خاصه اننا نقف على مفترق طرق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد