الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من تٌوجه مقولة الخلل فى فهم الإسلام؟

طلعت رضوان

2017 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كيف تطابق المتعلمون (المثقفون) مع الشيوخ؟
لماذا تكرّر حديث : أمرتُ أنْ أقاتل الناس؟
دأب المتعلمون المصريون (المحسوبون على الثقافة السائدة) على ترديد مقولة (الإسلام الصحيح) و(صحيح الإسلام) عقب كل حادث إرهابى تــُـنفــّـذه إحدى الجماعات الإسلامية، كما حدث فى كل السنوات الماضية، وعلى الفور تــُـسارع الفضائيات باستضافة (زبائنها الدائمين) من (شيوخ وأفندية) فكانت إذا لغة الشيوخ (معروفة مُـسبقــًـا) وأنهم لا يملكون غيرها (فى كل مناسبة شبيهة) ولا يملون من تكرار نفس الكلام، عن أنّ الذين ((نفــّـذوا تلك الجريمة البشعة لا يعرفون الإسلام.. ولاعلاقة لهم بالإسلام.. والإسلام بريىء من أفعالهم..إلخ)) و((أنهم لا يعرفون (صحيح الإسلام) أو (الإسلام الصحيح)..إلخ.
فإذا كانت تلك اللغة هى (بضاعة الشيوخ) الذين يتصوّرون أنّ بضاعتهم هى التى ستقضى (على الإرهابيين) فلماذا تطابق (الأفندية) معهم؟ وأنا أقصد كبار المتعلمين من صحفيين وباحثين وأساتذة جامعات.. وشعراء وروائيين.. إلخ. حيث أنّ (هؤلاء المتعلمين) استخدموا نفس الخطاب الإنشائى الذى توارثه الشيوخ، فلماذا اختفى التميز بين الشيوخ وبين المحسوبين على الثقافة السائدة، أو المحسوبين على أنهم (من النخبة المثقفة)؟
وكيف غاب عن ذهن تلك النخبة (المفروضة على شعبنا كأنها قدر إلهى) أنّ الكلام عن أنّ الإسلاميين القتلة ((لا يـُـمثلون الإسلام)) أو أنهم - على أقصى تقدير- (خوارج)؟ ومع افتراض أنّ هؤلاء المتعلمين يتكلمون من قاعدة (حـُـسن النية) فلماذا لم يتعظوا من التجارب السابقة؟ وأنّ (حُـسن النية) يجب استبعاده فى الشأن الوطنى، وأنّ الأحداث الإرهابية تتكرّر، وأنّ الإرهابيين يزدادون قوة وعنفــًـا وبطشـًـا وشراسة دون رادع حقيقى؟ ولماذا لم يتوقف هؤلاء المتعلمون أمام (البيانات) التى تـُـصدرها الجماعات الإسلامية الإرهابية، والمتضمنة الاستشهاد بالقرآن والأحاديث النبوية وسيرة الرسول، عن (قتل المُـخالفين للإسلام)؟ وكيف لم يـُـدرك هؤلاء المتعلمون أنّ النتيجة النهائية لكلامهم، تصب فى خانة الدفاع عن الإسلاميين القتلة؟ إنطلاقــًـا من (قاعدة حـُـسن النية)
فهل هؤلاء المتعلمون لم يقرأوا القرآن والأحاديث والسيرة النبوية؟ وما الفرق بينهم وبين مفتى مصر (د. شوقى علام) الذى كتب مقالا بعنوان (الخلل فى فهم السيرة النبوية) قال فيه أنّ رسول الإسلام ((جسـّـد معانى الرحمة، وفى سيرته الانفتاح على الآخر، فضلا عن معالم التلاقى والتحالف مع غير المسلمين، دون عنصرية أو تمييز. وأنه رفض فرض العقائد على الآخرين بالاكراه، سواء بالقول أو بالعمل)) (أهرام21/4/2017)
فإذا كان فضيلة المفتى ركــّـز على (السيرة النبوية) وكتب هذا الكلام الذى ينطبق على الفترة الأولى من الدعوة الإسلامية، وقبل أنْ يلجأ الرسول (ومن معه من المهاجرين) إلى المدينة حيث ناصره أهلها، فاستحقوا عن جدارة اسم (الأنصار) أما بعد اشتداد عود الدعوة (بسبب الغزوات العديدة التى أخضعتْ معظم القبائل العربية لجيش محمد) فقد اختلف الأمر فى التعامل مع خصوم الإسلام، من ذلك الحديث الشهير ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأمواهم..إلخ)) (صحيح البخارى أحاديث أرقام25،392،1399،2946) والحديث الأخير رواه عمر بن الخطاب وابن عمر. وقال الرسول ((من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله)) (حديث رقم123)
وأعتقد أنّ هذا الحديث يرى فيه أعضاء التنظيمات الإسلامية المسلحة، السند والمرجع لأفعالهم الإرهابية، حيث يرون أنّ (كلمة الله هى العليا) تكون فى إغلاق الملاهى والخمارات، وإغلاق مصانع البيرة، وتدمير الآثار المصرية، التى يـُـعبـّـرون عنها باستخدام لفظ (وثنية) وكذلك منع الاحتفال بأولياء الله الصالحين، لأنه (بدعة) و(شرك بالله)..إلخ، لذلك فإنّ (قتالهم) ضد مرتكبى (هذه الآثام) هو (فى سبيل الله) كما ورد فى الحديث.
وعن فلان عن فلان عن أنس أنّ جماعة من (عـُـكل) دخلوا المدينة وقتلوا (راعى غنم النبى) فأمر الرسول بقطع أيديهم وأرجلهم، وسُمرتْ أعينهم. وألقوا فى الحـَـرّة يستسقون فلا يـُـسقون وتركهم يعضون الحجارة (حديث رقم233،1501) وعلى قارىء الحديث أنْ يستنتج مصيرهم، بعد أنْ منع الرسول عنهم الماء والطعام.
وقال الرسول ((أعطيتُ خمسًا لم يـُـعطهنّ أحد قبلى : نـُـصرتُ بالرعب مسيرة شهر..إلخ)) (حديث رقم335، 438) وعن فلان عن فلان عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله دخل عام الفتح وجاء رجل وقال له : إنّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال الرسول : اقتلوه)) (حديث رقم1846) وقال الرسول ((مـَـنْ لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله)) فقال محمد بن مسلمة : أنا..إلخ (حديث رقم2510) وإذا كان المفتى ذكر أنّ الرسول ((جسـّـد معانى الرحمة)) فكيف يتسق ذلك مع ما حدث عند غزو خيبر حيث قال الرسول ((الله أكبر. خربتْ خيبر. إنــّـا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُـنذرين)) (حديث رقم2945) وكيف يتسق الكلام عن الرحمة مع ما رواه أبو هريرة، حيث قال ((بعثنا رسول الله فى بعثٍ وقال لنا : إنْ لقيتم فلانـًـا وفلانـًـا (رجليْن من قريش سماهما) فحرّقوهما بالنار. ثم أتيناه نودعه حين أردنا الخروج فقال : إنى كنتُ أمرتكم أنْ تـُـحرّقوا فلانـًـا وفلانـًا بالنار، وإنّ النار لا يـُـعذب بها إلاّ الله، فإنْ أخذتموهما فاقتلوهما)) (حديث رقم2954) وكيف تغافل فضيلة المفتى عن أنّ أعضاء التنظيمات الإسلامية، عندما يقومون بأعمالهم الإرهابية، وقتل كل من يعتقدون أنه (عدو للإسلام) يفعلون ذلك عن إيمان بصواب موقفهم، لدرجة أنّ بعضهم (يـُـفجـّـر نفسه) مع ضحاياه، لثقته بأنه (ذاهب إلى الجنة) لأنه قرأ حديث الرسول ((إنّ الجنة تحت ظلال السيوف)) (حديث رقم2966، 3025)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة لها جذور أعمق
Amir Baky ( 2017 / 8 / 14 - 13:34 )
المشكلة ليس فى فهم النص بشكل خاطئ. المشكلة أن النص سياسى و يتدخل فى شئون الآخرون. فمثلا المشكلة فى أمرتُ أنْ أقاتل الناس ليس الفهم الخاطئ بل فى أن النص ذاتة سياسى. فلو كان هناك خطأ فى فهم أمرتُ أنْ أصلى بالناس أو أمرت أن أصوم أنا و اتباعى فالفهم الصواب أو الخطأ لا يتدخل فى شئون الآخرين. فكرة وجود عقاب دنيوى يقوم به إنسان على إنسان آخر بحجة تطبيق الدين شيئ غير منطقى. فليس هناك تفويض من الله لأحد لينصب الإنسان نفسة قاضيا و حكما على أخوة الإنسان. الثقافة الإسلامية و أى فهم سياسي لأى دين هو المشكلة وهو المظلة الكارثية خصوصا لو تم البناء على هذه الفكرة بتفسيرات خاطئة. فبالملاحظة نجد النصوص الدينية السياسية هى التى تتصدر المشهد فى موضوع الفهم الخاطئ للنص. . فنظريا لو لم يكن هناك نصوص سياسية ما وجدنا مشكلة كبرى فى قضية الفهم الخاطئ للنص

اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي