الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيُهما أصوب؟

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2017 / 8 / 14
القضية الفلسطينية



أحداث فراغ في مجال ما هو بمثابة ترك الأمور تسير وفق أهواء الناس، مما يعني غياب القوانين والقواعد التي تضبط التصرفات والسلوكيات التي تحكم وترسم الحدود في العلاقات بين الناس؛ أي تحديد العلاقة فيما بين بعضهم البعض؛ وأيضا فيما بينهم وبين المجتمع بشكل عام، ولو نظرنا إلى واقع الأسرة بشكلها المُصّغر؛ نجد أن وجود الأب أو راعي الأسرة يُشكل الأمن والأمان لهذه الأسرة، ليس في درء المخاطر عنها فحسب؛ وإنما أيضا في تحديد علاقتها بمحيطها وفي السعي لتأمين حياة كريمة وخالية في الوقت نفسه من المنغصات التي تؤثر سلباً على حياة تلك الأسرة، وتزيد من الصعوبات والمعيقات الحياتية الروتينية.

إذا كان الأمر على مستوى أسرة واحدة في غاية الصعوبة؛ فكيف سيكون على مستوى بلد بأكمله، فما يعيشه وطننا في الفترة الراهنة تعتبر من أحلك الفترات وأشدها صعوبة وقسوة، وذلك كنتيجة للعديد من العوامل الداخلية والخارجية، والتي تحيط بقضيتنا من كافة جوانبها، ولعل البيت الذي تفسد أركانه يصعُب علينا سكنه خوفاً على حياتنا، ورغم أن بيتنا الوطني تخلخلت إركانه بعض الشيء؛ إلا أننا نملك القدرة على ترميمه والسكن فيه من جديد كأسرة واحدة لا فرق فيه بين هذا وذاك، فالخلاف شيء مقبول لكن من غير المقبول وضع حلول فردية لخلافاتنا والتي تزيد الأمور تعقيداً، لا وبل تهدد أمن وسلامة الناس، حتى وإن كان المقصود من هذه التصريحات خلط الأوراق وقلب الطاولة وإرباك العدو غيرها من نوايا معلنة وغير معلنة؛ فإرباك الأمة وتهديدها بسلامتها مرفوض دينياً وخُلقياً.

ففي ظل ما نعيش وما نواجه من أخطار تهدد أمننا جميعا، وتُمكن الاحتلال من سلب ونهب أرضنا، وسعيه الدؤوب لتهويد مدينتنا ومسرى رسولنا، لا بد من العمل على إعادة اللحمة بين شطري الوطن والكف عن التصريحات التي لا نجني منها غير الحقد على بعضنا البعض، وعدم التلويح بتشكيل وتأليف إئتلافات جديدة لا تغنى ولا تسمن من جوع، إلا أنها تزيد من الفرقة والتشتت بين أبناء الوطن الواحد، ولعل التصريحات الأخيرة بإحداث فراغ أمني وسياسي في القطاع، لهو شيء في غاية الخطورة على أبناء شعبنا في القطاع، فإن كان ولا بد من إحداث تغيير فليكن تغيير في النفوس والقلوب، بأن تصفح وتتقارب بغية تحقيق هدف الشعب الوحيد والمتمثل بالتحرر والإستقلال من براثن هذا المُحتل. وهذا لا يكون بالطبع إلا بالجلوس إلى طاولة الخلافات لتسويتها بشكل يخدم مصالح الأمة ويعزز من صمودها... فأيهما أصوب؛ إحداث فراغ أمني وسياسي أم حل الخلافات والتوحد في مواجهة العدو؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة