الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ

طلعت رضوان

2017 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من المستفيد من تخلف شبابنا (جيل المستقبل)؟
لماذا لا يتعلم المسئولون من أنظمة التعليم الأوروبى؟
أعتقد أنّ القاعدة المُـتفق عليها بين العقلاء من البشر، أنّ مهمة التعليم (فى أى بلد) رفع مستوى وعى التلاميذ، الوعى المؤسس على تعظيم قدرة العقل بهدف التمييز بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الشائع والمتعارف عليه (اجتماعيـًـا وإنسانيـًـا) إلخ.
كما أعتقد أنّ تلك القاعدة هى السائدة والمنتشرة فى (كل) الأنظمة السياسية التى تعى أنّ عقول تلاميذ مرحلة التعليم قبل الجامعى، قابلة للتشكل وللتأثر بكل ما يدرسون، وأنّ ما يتلقونه هو ما يترسّـب فى عقولهم ووجدانهم، ويعملون على تطبيقه فى حياتهم، كما تــُـدرك تلك الأنظمة أنّ هؤلاء التلاميذ هم الذين سيكون من بينهم من يتولى حكم الوطن، أو يكون من بين قياداته فى مناصب الدولة العليا.
وأتذكر كيف كان الشعب الكندى يـُـحب ويحترم رئيس الوزراء الأسبق (كريتيان) الذى مكث فى منصبه لمدة عشر سنوات، والسبب أنه ترك لمواطنيه الكثير من القيم الإنسانية النبيلة وقيم حب الوطن، فجعل الشعب يفخر بإنتمائه لكندا ((ولذلك فإنّ الكنديين يـُـردّدون : أنا أتحدث الإنجليزية والفرنسية وليس الإنجليزية الأمريكية، أفخر بأننى قادرعلى حياكة علم بلادى، أومن بالتعددية.. لا بالإستيعاب (أى الانصهار فى أى آخر) (مراسل الأهرام- جمال زايده- رسالة أوتاوا- أهرام25/11/2003) وفى أرشيفى الخاص الكثير من الأمثلة التى تدل على أهمية مرحلة التعليم قبل الجامعى، حتى ولو بالاستشهاد بحضارات الشعوب المختلفة، ومن أمثلة ذلك تدريس الحضارة المصرية بأسلوب علمى وجاد، بل ووصل الأمر لدرجة أنّ ((أول كتاب يتسلمه التلميذ بالمدارس الابتدائية فى أوروبا، يجد فى صفحته الأولى صورة لهرم زوسر المدرج وتحته عبارة: أول حضارة عرفتْ استخدام الأحجار ذات الزوايا القائمة، وأول صرح حضارى فى تاريخ الإنسانية)) (د. صبحى شفيق- صحيفة القاهرة22/11/2005)
هذا هو مستوى التعليم فى الأنظمة الوطنية التى تعمل على ترسيخ قيم الحق والجمال والانفتاح على ثقافات وتجارب الشعوب المختلفة، من خلال رفع وعى عقول التلاميذ، بينما التعليم فى مصر- مثله مثل نشاطات عديدة فى مؤسسات الدولة- فإنّ السائد هو العكس، وإنْ كانت الصورة تبدو قاتمة فى التعليم الأزهرى، فإنّ التعليم العام لا يختلف عنه إلاّ فى الدرجة.
وقد لفت نظرى أنّ من انتقد التعليم الأزهرى أحد المحامين بالنقض، ووصف نفسه بأنه (كاتب إسلامى) هو المستشار السابق: أحمد عبده ماهر، الذى أقام دعوى قضائية اختصم فيها شيخ الأزهر، بسبب ما وجده فى كتاب مُـقرّرعلى تلاميذ السنة الثانية ثانوى أزهرى بعنوان (الاختيار لتعليل المُـختار) وهوعن الفقه الحنفى. وكتب: أنه ناشد شيخ الأزهر كثيرًا ((حتى لا يتم تدريس هذا الكتاب ولكن بلا جدوى)) فاضطر إلى اقامة الدعوى القضائية، وأضاف بالنص أنّ ((هذا الكتاب يـُـلـوّث عقول التلاميذ)) حيث يدرسون:
• تــُـقتل الجماعة بواحد ويـُـقتل الواحد بجماعة اكتفاءً (ص417) ومع ملاحظة أنّ الكتاب لم يشرح للتلاميذ معنى كلمة اكتفاءً.
• لا قصاص فى التخنيق والتغريق (ص418) وهكذا يتعلــّـم التلاميذ أنّ من حق أى إنسان أنْ يخنق إنسانـًـا غيره، أو يتولى (غرقه) وهو آمن من أنه لا عقوبة عليه، كأنما فعل شيئـًـا (طبيعيـًـا) مثل من احتكّ بغيره فى زحمة الأتوبيس، واعتذر للمتضرر الذى قبل الاعتذار.
• لا قصاص فى اللسان ولا فى الذكر إلاّ بقطع الحشفة (419) والسبب - كما جاء فى الكتاب - أنّ اللسان والذكر ينقبضان ويتمـدّدان. فما المُـتوّقع أنْ يكون قد ترسّخ فى عقل التلاميذ عندما يقرأون هذا الكلام؟ هل سيترسّخ شىء غير(الحق) فى قطع لسان أى إنسان أو قطع عضوه الذكرى؟ دون أنْ يناله عقاب. أو ليس هذا ما يفعله أعضاء الجماعات الإسلامية الذين يستبيحون - ليس قتل الأبرياء (فقط) وإنما التمثيل بجثثهم قبل القتل؟
• دية المرأة (المسلمة) نصف دية الرجل (ص428) أى ترسيخ الأثر الإسلامى الذى فرّق بين الرجل والمرأة، واعتبرها أقل منه فى (كل) شىء، حتى فى قيمة المبلغ الذى يستحقه ورثتها فى حالة قتلها (وفق الفقه الإسلامى) الذى لا يعترف بقوانين العصر الحديث، ثـمّ يأتى التعليم ليؤكد (على آلية الدية) بدلا من رفضها والبدء فى تطبيق التشريعات العصرية، وتبدو الكارثة - من خلال المفارقة - أنّ المرأة المقصودة (مسلمة موحـّـدة) مثل الرجل. ومع ملاحظة أنّ التفرقة بين المرأة والرجل تكرّرتْ فى كتاب آخر من كتب المعاهد الأزهرية، لدرجة أنه على التلاميذ حفظ حديث ((لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة)) (الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع - الصف الأول الثانوى أزهرى - العام الدراسى2014/2015- ص255) وضرب لهم الكتاب أمثلة أخرى عن تلك التفرقة : ص264، 365.
• كل ميت به أثر أنه تـمّ قتله : يـُـجمع خمسون رجلا يحلفون بالله ما قتلناه (ص452) والنتيجة أنه يترسّخ فى عقول التلاميذ استبعاد الآليات الحديثة التى وردتْ فى قانون الإجراءات الجنائية، مثل شهادة الشهود، جمع الأدلة، أخذ البصمات، تقرير الطب الشرعى..إلخ.
فإذا كان هذا هو ما يترسخ فى عقول أبنائنا، فما المنتظر منهم مستقبلا؟ وما تأثير هذا التعليم عندما يذهبون إلى قراهم وينشرون (هذا الهراء) علمًـا بأنّ عدد تلاميذ المعاهد الأزهرية (ابتدائى واعدادى وثانوى) خلال عام دراسى واحد (1994/95) وصل إلى مليون وستين ألف تلميذ، حسب إحصاء الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء (علاء قاعود – نحو إصلاح علوم الدين – مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان - عام2000ص68، 73) وهذا الرقم يمكن ضربه ×10هم أصدقاء وأقارب التلميذ الواحد. فكم وصل عددهم ونحن فى عام2017؟
فلماذا يـُـصر شيخ الأزهرعلى تدريس أمثال هذه الكتب المؤدية إلى تخريب عقول شبابنا؟ ومن المستفيد من ذلك التخريب؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهما طال النفق سياتي بعده النور الحقيقي
مروان سعيد ( 2017 / 8 / 16 - 07:38 )
تحية للاستاذ طلعت رضوان وتحيتي للجميع
نفق طوله اكثر من 1400 سنة من الظلام الدامس يكفي سينبثق النور قريبا ولكن يوجد كثيرين تعودوا على هذه الظلمة فيخافون النور لاانها تفضح عريهم
يوجد كثير من المتنورين والشرفاء امثالك وامثال المستشار احمد عبدو ماهر والشيخ الازهري اللذي سجنوه حديثا محمد عبدالله نصر ارادوا تنظيف الازهر من هذه الفظائع التي تدرس وتزرع في العقول الداعشية السلفية
ولكن لايمكن للظلمة ان تغلب النور تصور شمعة صغيرة تبددها
من القذارات التي يدرسها الازهر هو الاستنجاء بالكتاب المقدس وقتل الاسير بطرق عجيبة واكل الكافر نيئا ما عدا السبايا والعبيد ونكاح الوداع وتعدد الانكحة في الارض وفي الجنة وناكح الميتة لايوجب الوضوئ
ما هذا الكره الفظيع للمسلم المختلف عنهم ولغير المسلم وهل ننتظر من خرجيه غير الدعشنة والقتل
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص