الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتوى مستوردة، لكن: مُرّة!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2017 / 8 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



.. "نحمل مستقبل التعليم على اكتافنا"!
هذا أحد الشعارات، التي تتوهج في الطريق إلى موقع: "اتحاد معلمي مصر".. لكن يبدو انه اتحاد ضد شعاراته!
فقد نشر على صفحته، فتوى مستوردة تحت عنوان: "حكم قيام الطلاب للمدرسين"، للشيخ ابن باز!
ـ وكأن مصر خلت من علمائها المفكرين!
الفتوى في كلمة، تقول: "لا يجوز القيام للمدرسين إذا دخلوا على الطلبة في الفصول؛ لأنه مخالفاً للسنة الصحيحة"!
الشيخ عبد العزيز عبد الله، لم يستند في فتواه، إلى نص قرآني، كما في الآية من سورة المجادلة (11): "يدفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير"، وإنما اعتماده الكلي على هؤلاء "المُعنعنون"، بمصاحبة "رضى الله عنهم"!
وحتى عندما اراد الاسترشاد بواحد منهم، انتقى حديثاً يقف في الضد أمام حديث آخر!
فالحديث الذي اصطفاه ابن باز عن معاوية، ان النبي قال: "من أحب أن يمثل الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار"، حديث يتحدث ـ في ظني ـ، عن أي شخص مغرور متكبر، وليس عن المدرسين؛ لأنه قال: "وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وأن العلماء ورثة الأنبياء"!
وقد قال، ابن عمه، على بن ابي طالب: "من حق العالم عليك أن توقره، وتعظمه لله"!
ولا ننسى أن أحد امراء المؤمنين، صب الماء ليغسل أبو معاوية الضرير يديه، وقال في ذلك: إنما أردت تعظيم العلم!
ثم أن الذين يؤمنون بأن الإسلام دين الفطرة، لا يمكن أن يُقرّوا بأن الشاعر أحمد شوقي، عندما قال: "قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً"، كان أكثر فطرة من الإسلام!
أنا ضد هذه الفتوى، ليس لأنها مستوردة، فحسب، بل ولأنها مخادعة، ومُرة كالأفسنتين!
فإحترام المعلم وتبجيله، دليل على حسن التربية، واصالة الخلق الطيب، وتقدير للعلم والعلماء، بنص القرآن، وعُرف الفطرة!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا