الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنفتاح عربي متأخر

مؤيد حميد

2017 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إنفتاح عربي متأخر
مؤيد حميد

الثقة والارادة عند الانظمة العربية , تكاد تكون مبعثرة ومفككة , وتخضع للامزجة والسياسات الامريكية ( الجمهورية والديمقراطية ) .. وبعد إحتلال بغداد , حاولت الحكومات العراقية المتعاقبة , فتح صفحة جديدة في العلاقات مع العرب , ومد جسور التفاهم على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل , ألا أن الانظمة العربية خذلت العراق وشعبه , وتركته في منتصف طرق صعبة , وراحت تجند وتمول وترسل العديد من المسلحين والتنظيمات الارهابية , حيث واصلت الفتاوى التكفيرية المحرضة لقتل النفس العراقية , طريقها في العقول المريضة , وكل غاياتها , إفشال العملية السياسية , وخلق فجوات مذهبية وعرقية في بنية المجتمع العراقي ..
أن إبتعاد النظام العربي بكامله عن العراق , خلق فراغا سياسيا وستراتيجيا , أتاح للنظام الايراني أن يكون البديل والمساند للعراق وشعبه , ولان المذهب والمعتقد في كلا البلدين واحد , والغالبية العظمى من الاحزاب الشيعية قد نشأت وترعرعت في طهران , مكن الاخوة في إيران أن يتوغلوا ويتمددوا , ويسيطروا حتى على القرار العراقي السيادي ..
وبعد أربعة عشر عاما , فطنت الانظمة العربية على الخطر والتمدد الايراني في المنطقة , حيث يجدها البعض أنها صارت قوة كبيرة , لا سيما في الصناعات الحربية , وبفضل سياسة ترمب , سارعت السعودية بنظامها الجديد , ووفقا لخارطة الشرق الاوسط الجديد , أن تستقطب بعض الاطراف الشيعية المعتدلة , التي لها ثقل جماهيري واسع , والمشاركة في العملية السياسية في العراق , وأن تمد لها جسور الثقة المتأخرة , وإعادة العلاقات بشكل قوي , في محاولة منها , لاخراج هذا البلد الكبير من القوقعة والوصاية الايرانية ..
ولو لم تكن علاقة العراق مع أمريكا وبريطانيا على هذا النحو , ما كانت للعرب علاقات متينة مع بغداد .. وقد نشهد قريبا إنضمام العراق في مجلس التعاون الخليجي ( كما كان سابقا ) , أو قد ينبثق عن هذا الانفتاح , إستثمارات عربية في العراق , تحسن الوضع الاقتصادي وتغير من واقعه المأساوي , والذي ينتج عنه , تحسنا أمنيا , من خلال القضاء ( ولو بالحد الادنى ) على البطالة المقنعة , التي تغزو مدننا الكئيبة ..
إيران , يعتبرها الكثيرون من قادة الاحزاب السياسية الشيعية , هي الاب الروحي , وصاحب الفضل الذي لا ينسى في إرتقائهم وبقائهم في سلم السلطة .. فلا توافقات على قوانين أو إنقسامات أو تشكيل تحالفات , في نية هذه الاحزاب الشيعية , يجب أن تخضع أولا , لرأي ولي الفقيه .. فكيف إذا ما أقدم هؤلاء القادة على زيارة أية دولة عربية أو خليجية , فبالضرورة , يجب أن تحظى بموافقة إيرانية مسبقة .. في حين, وبصورة خاطئة , أعتبر البعض زيارة مقتدى الصدر الى السعودية والامارات ( قد هزت ترتيبات الملالي في المنطقة , وأن الحاضنة العربية للعراق أهم من الحاضنة الفارسية ) , تلك هي أمانيهم ..
العقول الايرانية سبقت العقول العربية والخليجية بأشواط عريضة في كل المجالات .. تلك العقول الذكية هي من سمحت , لان يكون العراق منفتحا على محيطه العربي , بعد أن أمسكت بخيوط اللعبة جيدا .. وأن الترتيبات الايرانية للمنطقة , هي التي تنفذ وبحذافيرها , لان البقاء للاقوى دائما ..
العراق , هو حلقة الوصل ما بين إيران والسعودية ودول الخليج الاخرى , وأن أستقراره يعني أستقرار وأمن المنطقة برمتها , وسياسة الحياد التي ينتهجها , هي من توصله في نهاية المطاف الى بر الامان , فيما لو أحسن إختيار رئيس وزراء العراق في المرحلة المقبلة .. لان الحروب والازمات تضعف البلدان وتستنزف من مواردها , وتخلق بؤرا للارهاب , يستفيد منها تجار وسياسيو الحروب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث