الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الصقور- الاميركية تستهدف ضرب وتغيير النظام في ايران

جورج حداد

2017 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إعداد: جورج حداد*

نشرت الجريدة الالكترونية الروسية "برافدا . رو" تحليلا للخبير الستراتيجي الروسي فيكتور دينيسينكو بعنوان " "الصقور" الاميركية تستهدف ايران".
وجاء في المقال "ان السياسيين الاميركيين لديهم تاريخ محزن طويل في الحركات السياسية الخارجية البغيضة، التي تدعي الديمقراطية. وخلال الحرب الباردة حدثت امور من الواضح انه لا احد يريد ان الان ان يستذكرها، مثلا تعاون واشنطن مع الكونترانس في نيكاراغوا ومع الاتحاد الوطني لاستقلال انغولا بزعامة يوناس سافيمبي. وبينت الثلاثة العقود الاخيرة ان الولايات المتحدة لم تستخرج اي استنتاج من اخطاء الماضي.
وخلال عهد كلينتون، فإن الادارة الاميركية، وضعت امام الجيش مهمة "تحرير" كوسوفو التي انتهت بارتكاب الكثير من جرائم الحرب خلال تلك الحرب، والتي استمرت في ارتكابها بعد الانفصال عن صربيا. وادارة جورج بوش صادقت على كل ما صدر عن "المؤتمر الوطني العراقي"، مع ان المعلومات المزيفة للمؤتمر الوطني العراقي حول امتلاك نظام صدام حسين اسلحة الدمار الشامل، فإن السياسيين الاميركيين نفخوها الى هذه الدرجة، انه لا يزال يفلت من العقاب غزو العراق (بالرغم من ان الجميع يعلمون الان ان تلك لم تكن سوى كذبة) ".
ويضيف المقال "وهناك تخوف، من ان ادارة ترامب بدأت تفكر في ارتكاب مغامرة مشابهة، ولكن هذه المرة ضد ايران". ويؤكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي تيد بو: "في جميع انحاء العالم يعيش ايرانيون، فارون من الدكتاتورية، بما في ذلك في اميركا وفي داخل ايران بالذات يوجد مواطنون، لا يؤيدون النظام التوتاليتاري لتلك الدولة".
ويقول وزيرالخارجية الاميركية تيللرسون ان سياسة الادارة الاميركية حيال ايران لا تزاال "في مرحلة الصياغة". ولكن من المحتم ان واشنطن ستعمل "بالتعاون مع عناصر داخل ايران". وبكلمات اخرى فإن السياسة الاميركية في الوقت الحاضر حيال ايران تقوم على تغيير النظام.
وهذه الستراتيجية سوف تسحب وراءها الكثير من المشكلات. وقد اصبحت مثيرة للقلق بشكل خاص القوة المنظمة الكثيفة داخل وخارج ايران، اي منظمة "مجاهدي خلق". ومع ان تيللرسون لا يذكر هذه المنظمة بالاسم، حتى لا يبدو ان الولايات المتحدة تلح على دعم الارهابيين العالميين. الا ان الاصلاحيين المعتدلين رفضوا اكثر من مرة الوقوع في احضان الاميركيين، معتبرين ان هذا الموقف سيقوض سمعتهم الداخلية. وفي الواقع فإن قسما كبيرا من الدمقراطيين الايرانيين قد دعم الرئيس حسن روحاني، وهذا هو العامل الاساسي لاعادة انتخابه في الصراع مع سياسة الصقور في انتخابات 2017.
ان تاريخ "منظمة مجاهدي خلق ايران" يجبر اي سياسي على البقاء بعيدا عن هذه المنظمة. وفي واقع الامر، يعود ذلك الى الهالة السياسية الغريبة التي احيط بها مسعود رجوي. ان منظمة "مجاهدي خلق" كانت هي التي نظمت العديد من العمليات الارهابية التي يتضمنها السجل الرسمي للحكومة الاميركبة حتى شباط 2012.
لقد تأسست "منظمة مجاهدي خلق ايران" سنة 1965 من قبل طلاب يساريين ايرانيين، كانوا يناضلون ضد نظام الشاه، الذي كان احد الحلفاء الستراتيجيين الرئيسيين لواشنطن.
ولكن ايران لم تصبح اشتراكية، ووقع خصام شديد بين اية الله الخميني ورجوي الذي انتقل الى العمل السري. وفي نهاية الستينات وعلى امتداد السبعنات من القرن العشرين قامت هذه المنظمة بعدد من العمليات الارهابية التي قتل فيها العديد من الاميركيين العاملين في ايران.
ومع ذلك فإن سجل "منظمة مجاهدي خلق ايران" لم يزعج السياسيين الاميركيين. فطالما انهم لا تعجبهم الثيوقراطية، فلماذا لا يجعلون الارهابيين اصدقاءهم؟
وعلى امتداد شهور طويلة حاول المحافظون " ـ الصقور" ان يصدروا قرارا يبررون فيه هذه المنظمة، الا ان وزارة الخارجية امتنعت تقريبا مدة خمس سنوات عن ان تفعل ذلك.
ان انصار هذا التوجه كانوا: رئيس السي آي ايه السابق جايمس فولسي ـ الابن وبورتير غوس، وكذلك الوزراء السابقين في ادارة بوش : توم ريدج ومايكل موكاسي. وقد صرح عضو الكونغرس دين رورابيكر بكل ثقة ان "منظمة مجاهدي خلق ايران" "تهدف الى تحقيق حكم علماني، سلمي ودمقراطي". وفوق ذلك فإن هذه المنظمة الارهابية سامحت عمدة نيويورك السابق رودول جولياني، والسناتور جون ماكاين.
ومنذ ذلك الحين فإن حماس الجمهوريين قد ازداد. ومنذ فترة وجيزة تمت دعوة مريم رجوي للاستماع اليها تتحدث عن ستراتيجية الانتصار على داعش. وقد صدر القرار بمنح القائدة الحالية لمنظمة مجاهدي خلق ايران منصة للدعاية. وكما نلاحظ ان عددا كبيرا من النخبة السياسية الاميركية يبدون كأنصار متحمسين لتغيير النظام في ايران. ومنظمة مجاهدي خلق ايران تحضر نفسها للاضطلاع بهذا الدور.
ولكن على "الصقور" الاميركيين ان لا ينسوا ان ايران هي حليفة لروسيا، كما ان الجيش الايراني هو من الجيوش القليلة القوية حقا في المنطقة. وخلق بؤرة توتر جديدة في المنطقة هي فكرة سيئة.
وادارة البيزنسمان ترامب عليها ان تهرب كما من الطاعون من الافكار العقيمة "للصقور" الاميركيين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن