الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهرزاد...(الحركة الرّابعة)

كمال عبدالله

2017 / 8 / 17
الادب والفن


اختار طاولة تطل على الشارع الذي يمر على الجانب الأيمن من بار " المرجان" فجلس بعد أن طلب زجاجة بيرة في انتظار وصول صديقه وزميله أحمد...لم تتجاوز الساعة السادسة مساء ومازالت الشمس تلقي بجمرها على الأرض...كانت البيرة باردة جدا وكان يشعر بلذة كبيرة وهي تخترق صدره...لم تكن صالة البار قد امتلأت بعد ومازالت أصوات الزّبائن هادئة بعض الشيء...وضع علبة سجائره على الطاولة البنية ثم حمل الزّجاجة إلى فمه...كان طعم البيرة حارقا وكان يستمتع بهذا الطعم الذي يسري في عظامه...ابتدأت الظلمة تقتحم الشارع الذي كان يبدو له من وراء النّافذة و قد ابتدأت الحركة تدب بين دكاكينه...
- مساء الخير...هل تأخّرت كثيرا ....؟
- لا...أو لنقل... تأخّرت شيئا ما فقط....
- لقد بقيت انتظر خروج " هيفاء" من المدرسة....
- وكيف حالها...؟
- على ما تعرف من الدّلال....ماذا ستسقيني...؟
- وما الذي ترغب به...؟
- أي شيء...أريد أن أعرف فقط ما سبب هذا الكرم المفاجئ...لكن قل لي قبل أي شيء...هل تخاصمت مع
منى اليوم....؟
- لا...لم يحصل....هل اشتكت لك منّي...؟
- كلا...ولكنّها كانت عصبية جدا اليوم....وقد شككت في الأمر عندما سألتني عنك....
- لم نتخاصم اليوم...بالعكس...سوف أساعدها في انجاز عملها حول العمارة (ب7).....
***
- ابحثي عن هاتفي داخل حقيبة يدي بالمطبخ و جيئيني به...
- حاضر....
قامت من فراشها فارتدت تي- شيرت أحمر اللّون على بعض صور الصّور المتحركة ثم ارتدت شورت أزرق وعادت إلى فراشها...لقد قرّرت أن تكلّمه...سوف تقول له أي شيء...ما الذي يحصل معها...؟...كيف سيطر وجوده اليوم على تفكيرها على النّحو...؟...لم يكن عادل سوى مجرّد صديق بالنسبة لها...وهي تشعر في قرارة نفسها بأنه لم يتجاوز صفته تلك ومع شعورها بأنه لم يكن سوى مجرد صديق فقد أحست بغيرة قاتلة اليوم و هي تنظر إليه يغادر المكتب ليكلمها....
- خذي....على فكرة ماما...لقد سمعت سيارة أبي وهي تتوقف أمام المنزل....
- اذهبي و أعدي له الفطور...سوف أنزل بعد قليل....
***
ملأ كأس أحمد ثم ملأ كأسه والتفت إلى ناحية الشارع الذي انعكست أضواء فوانيس التنوير العمومي على إسفلته المائل للزرقة فبدا مشعا تحت ضوئها الأصفر...لقد كان يفكّر بوضع أحمد في صورة ما يحصل معه و لكنّه عدل عن الفكرة و اعتبرها غبية نوعا ما...لقد كان أحمد دائما صندوق أسراره و لكن هذا لن يكون كذلك هذه المرة...سوف يكتفي بتناول الخمرة معه ثم سوف يوصله إلى البيت و تنتهي الحكاية عند هذا الحد...
- هل كلّمت زميلك...؟
- لا...لم أفعل...
- يريد أبي أن يعرف إن كنّا سوف نذهب لزيارة أخيه الليلة...
- اذهبا لوحدكما...سوف أنجز الشغل الذي جئت به معي من المكتب....
***
- من يطلبك...؟
- إنها منى...اسمع...رُدَّ أنت على الهاتف و إذا سألتك عنّي فقل لها بأنّني خرجت لشراء السجائر..
- لماذا لا تريد أن تردّ...؟...لعلّها تريدك في أمر هام...
- مثل ماذا...؟
- وما أدراني صديقي...
- هل سترد أم لا...؟
- لا...
- ألو...أهلا منى...
- أين أنت الآن......؟
- لماذا؟
- أريد أن أعرف فقط...
- أنا بالبار مع أحمد...
- سوف تبقى كثيرا بالبار...؟
-..................!!!..............لا.....لماذا تسألين...؟
- سوف لن آتي غدا إلى العمل....تستطيع المرور عليّا بالمنزل لنتحدّث قليلا في الشغل الذي اتفقنا على
انجازه...سوف أنتظرك على الساعة العاشرة....
- اتفقنا سأكون عندك على الساعة العاشرة...
- ما الذي كانت تريده...؟
- طلبت منّي أن أزورها بالبيت من أجل العمل الذي سوف ننجزه معا...
- هل هناك شيء ما بينكما...؟
- لا...ليس هنالك شيء بيننا غير الذي أخبرتك به....
***
ليس هنالك شيء بيننا...!...إلى ما قبل حكاية شهرزاد، لم يكن هنالك شيء بيننا...ولكن الأمور تغيّرت...لم تكن حادثة حافظة أوراق شهرزاد مجرد صدفة...لقد كان من الممكن أن يجدها أي شخص غيري ولكن الذي وجدها هو أنا...ومنذ أن التقيت بها تغير كل شيء في حياتي...لن أستطيع القول بأنّني قد أحببتها...ولن أستطيع القول بأنّها مجرّد صدفة...هل يكون هشام هو مفتاح هذه السلسلة من الأحداث لتي تتعقّد يوما بعد يوم...؟....أعيد ترتيب الأحداث في رأسي...أحاول إيجاد علاقات منطقية بين الأحداث و لكنّني لا أجد شيئا....
- ألو...
- أهلا سيد عادل...أعتذر إن كنت قد اخترقت عليك ما أنت فيه....
- لا أبدا...تفضلي أنا وحدي...
- هل أستطيع أن أراك...؟
- الآن..؟
- لا...غدا مثلا....
- اتفقنا...
- من كانت....؟....منى....؟
- لا...امرأة أخرى...
- من تكون....؟
- لا أستطيع إخبارك....
***
بدت على وجه أحمد علامات الامتعاض بالرغم من محاولته إخفاءها...ولكنني لم أكن أستطيع إخباره بها...مازلت أشعر بأن الغموض يكتنف وجود هذه المرأة في حياتي...لقد حيّرني سلوك منى اليوم...أعرف أنها من النوع الذي يغار من كل شيء و لكنّني لم أتوقع أن أرى كلّ هذه الغيرة على وجهها...لقد كانت متحفزة جدا...وعندما هممت بالخروج من المكتب لمكالمة شهرزاد أحسست بأن عينيها كانتا فارغتين تماما...
- سوف أقدم لك نصيحة مجانية صديقي عادل...ابتعد عن طريق منى...أنت تلعب بالنّار...
- ما الذي تتحدث عنه يا رجل...؟...لا شيء بيني و بين منى...هي مجرد زميلة...
- استمع لي جيدا عادل...لقد حاول غيرك قبلك...مدير الادارة...مدير الحسابات...رئيس قسم الموارد البشرية...ولم ينجح أحد في استمالتها إليه...
- وأنت...؟...ألم تحاول معها....؟
***
لم يفهم عادل جيدا ما الذي كان يريده مراد بقوله " ابتعد عن طريق منى"...هل أحس بشيء ما جعله يقول مثل ذاك الكلام...؟...لم يعد يستطيع التفكير جيدا بعد كل ما شربه من الخمرة...كان يشعر بدور شديد يعصف بداخله و صار يشعر بأن صوت أحمد بعيد جدا عنه...فكر بأنه لو ذهب إلى حمام الحانة لافراغ ما في جوفه فسيصير أفضل...اتكأ على الطاولة البنية محاولا النهوض فكاد يسقط...وفهم أحمد أنه لن يستطيع الوصول بمفرده إلى الحمام...كانت صالة الحانة تتحرك وكان يشعر بأنه يمضي في غيبوبة بعيدة جدا....
- عادل هل تسمعني...؟
-.......
- هل تسمعني....؟....أيها النادل....تعال...ساعدني على حمله....
- رأسي...أشعر بوجع يكاد يشطر رأسي إلى نصفين....أحمد....خذني إلى البيت....
***
عندما استيقظ صباحا كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا...شغل هاتفه الجوّال ثم اتجه إلى بيت الحمام ليغسل وجهه و شعره...كان يبدو متعبا جدا خاصة و قد انتشر شعر لحيته التي لميحلقها منذ أيام على وجهه...لقد اتصل به الجميع عل ما يبدو...أخته سلوى ...أخوه مراد...منى...أحمد....شهرزاد...
***
أشعر بألم شديد في رأسي...ل أكلم أحدا...سو أغسل أسناني و سوف أعود إلى الفراش....كانت الحرارة القاتلة قد بدأت تنتشر بكل مكان من المنزل...
***
تناول حبة أسبيرين ثم عاد إلى فراشه بعد أن مرّ بالمطبخ وصنع لنفسه قهوة...لم يضع فيها قطعتي سكر كما تعوّد...سوف يتناولها مرّة...ألقى بجسده النحيل فوق الفراش الذي بدأت خيوط الشمس تتسلّل إليه...وقرّر أن لا يغادر البيت....
- ألو...من...؟...أهلا سيد عامر...
- ليس من عادتك التأخر عن الشغل....هل أنت بخير...؟
- نعم...شكرا...أشعر فقط ببعض التّعب...
- لقد خاطبتني منى على الهاتف تسأل عنك بخصوص الشغل الذي سوف تنجزانه معا..
- لن أستطيع الذهاب لرؤيتها اليوم...سوف أراها غدا...
- اتفقنا...سوف اخبرها بذلك لو كلمتني مرة أخرى...اسمع نسيت أن أخبرك بزفاف هشام...ابني...لا تنسى ذلك...سيكون زفافه الأسبوع القادم...إلى اللقاء الآن....
***
ألقى برأسه على المخدّة و أغمض عينيه...مازال يشعر بدوار بدوار حاد يعصف برأسه...قدّر بأنّه لو استطاع النوم مرّة أخرى فسيستيقظ على غير ما هو عليه الآن...وبالرّغم من محاولات الارتخاء والاستسلام مرة أخرى فقد أحسّ بأنّه لن ينام...نهض متكاسلا من فراشه و عاد مرّة أخرى إلى الحمام فألقى بكثير من الماء على رأسه ووجهه...لقد بدا متعبا جدا...ورغم محاولاته تذكّر ما دار بينه و بين أحمد من الحوار، فإنه لم يتذكر شيئا...جمل متقطّعة حول منى...ثم لا شيء...
ألقى على وجهه الكثير من رغوة الصّابون وبدأ في حلق وجهه...لقد مضت ثلاثة أيام أو كثر من دون أن يفعل ذلك...فكّر بمكالمة أخيه مراد لمعرفة السبب الذي جعله يطلبه...كما فكّر في مكالمة سلوى أخته أيضا...أسرع لغرفة نومه ليجلب جوّاله عندما سمع صوت الموسيقى الصّادرة منه...وضع السماعة على الجهة التي لم يغمرها صابون الحلاقة من وجهه...
- صباح الخير....
- صباح الخير عادل...لقد طلبتك فوجدت هاتفك مغلقا...
- فعلا..لقد استيقظت منذ قليل فقط...
- لم تذهب للعمل....
- كلا لم أذهب...
- أنت بخير..؟
- أنا كذلك نعم و لكنّني أشعر بدوار شديد....
- هل تشرب...؟
- نعم...ويبدو أنّني قد تناولت الكثير من الخمرة البارحة...أنت بالبيت...؟
- لا...أنا بالشغل...أردت فقط أن أطمئن عليك...
- شكرا...قلت لي بأنك تريدين أن نلتقي...؟
- إذا كان لا يزعجك...
- هذا لا يزعجني...
- أكلمك بعد الظهر لتحديد موعد...؟
- اتفقنا...سوف أنتظر مكالمتك...
أكمل عادل حلق وجهه و غسله ثم عاد إلى غرفة نومه ففتح النافذة واتجه إلى قاعة الجلوس...لم يزل يشعر بالكثير من الآلام في رأسه...ويبدو أن لا مفعول لحبة الأسبيرين...عادت صور أحداث اليوم الماضي تتساقط من جديد فوق رأسه...لم يفكّر في أي يوم من الأيام بــ"منى" إلا كصديقة يحترمها لكنها لم تكن كذلك بالأمس...لقد رأى فيها امرأة بكل ما يغري في المرأة من غنج و دلع ودلال...فكر بأن يكلّمها...سوف يسألها عن الملفات التي تريد منه أن يشتغل عليها...استلقى فوق الأريكة المخملية ثم شغل التلفزيون ومضى ينتقل من قناة إلى أخرى من دونما تركيز...كان منشغلا بهما معا...مازال غموض شهرزاد يلتحف كلّ تفكيره...كان صوتها المتهدج يوحي إليه مع كل مكالمة بأنّها تريد أن تخبره بشيء ما...ليس للصدفة مكان في رأسه...هناك تدبير ما...شيء أكبر من أن يعرفه هو الذي يجعله يكون في كل التقاطعات التي تمر منها...التقط هاتفه من فوق الطاولة الصغيرة التي كانت قربه ثم ركب رقم " منى "....كان صوتها حادا...عدوانيا...كانت كأنّها تلومه لأنه لم يذهب إليها....
- أنت بالبيت...؟
- نعم لقد كنت أنتظرك...لماذا لم تأتِ....؟
- لقد أصبحت متوعّكا...
- طبعا...لاشك بأنك قضّيت الليلة الفائتة معها....
- مع من...؟
- صديقتك الجديدة...
- لا...لم أقض الليلة معها و لكنني شربت كثيرا فأصبحت متصدّع الرأس...
- سلامتك...سوف تأتي...؟
- لست أدري...مازال رأسي يؤلمني...
- سوف أعد لك شيئا خاصا تشعر معه بالراحة في أقل من نصف ساعة...
- وما هو...؟
***

وضع رأسه تحت ماء الحنفية الذي كان يتسلّل بين خصلات شعره محدثا صوتا شبيها بصوت تكسّر الأمواج على الشاطئ الصّخري الذي التقى قربه "شهرزاد"...وفي ما كان الماء ينساب فوق رأسه، قرّر أن يذهب لزيارة "منى" التي تنتظره...لم يكن سلوكها غريبا عنه...هو يعرف أنّها تغار من كل شيء ويعرف أنّها لا تفعل ذلك بصفة مصطنعة...ما أثار انتباهه هو قول "أحمد" صديقه بأنّه عليه أن ينتبه لعلاقته بها...ولم تكن علاقته بها مثيرة كثيرا للإهتمام...أحيانا كان يجد لذّة عندما كان يرى الخجل على وجهها كلّما تغزّل بها...وكثيرا ما كان يحاول تفاديها لما يعرفه عنها من الثرثرة...غسل وجهه بعد أن أتمّ حلق ذقنه ثم عاد إلى غرفة نومه فارتدى ثيابه على عجل وغادر منزله باتجاه منزل "منى" على الجهة الأخرى من المدينة...اقترب منتصف النهار واشتدّت الحرارة فيما كان يعبر الأسواق التي تفصل بين منزله و الشارع الرئيسي الذي سيكون عليه أن يسلكه للوصول إلى منزل "منى"...مازال يشعر بآلام شديدة في رأسه ومازالت تفاصيل القصة التي جمعت بينه و بين شهرزاد تلحّ على رأسه...قرّر أن يشتري لها شيئا ما يحمله معه إليها...سوف يسألها قبل كل شيء إن كان سيجد زوجها هناك...لا يريد أن يحمل لها هدية، حتى ولو كانت بسيطة، فيراها "فيصل" زوجها الذي لا تتجاوز علاقته به التحية كلما تقاطعت طريقاهما...
- ألو...منى....نعم ...أنا عادل...
- أهلا بك...أين أنت؟
- أنا قادم إليك...فيصل موجود بالبيت...؟
- لماذا...؟
- لا أريد أن يراني عندما أكون معك...
- هو ليس موجودا الآن...ولكنّه سوف يأتي على الغداء ثم يغادر مرّة أخرى...
- كلميني عندما يغادر...
- حسنا...
- انتظري...ماذا تريدين أن أشتري لك...أنا لا أعرف شكل الهدية التي تريدين...
- لا تشغل نفسك بهذا...لا أريد شيئا...
- ما رأيك بزجاجة عطر...؟
- سأنتظرك....
***
أعاد تليفونه فوق لوحة القيادة ثمّ عاد يتفحّص وجوه المارّة الذين كانت سيارته تمرّ بالقرب منهم...سوف لن يذهب للقاء "منى" قبل ساعتين من الآن...أغرته فكرة أن يذهب إلى البار لاحتساء بعض زجاجات البيرة...سوف لن تنزعج "منى" فهي تعرف أنّه يشرب...عدّل سير اتجاهه إلى الجهة إلى بار " الميدوز"...لقد كان قبل أعوام من زبائنه عندما كان يأتي مع "أحمد" فيقضيان به سهرات ماجنة...ابتسم في سره وهو يتذكّر أحمد الذي لم يكن يحتمل الشراب الأمريكي...اقتربت سيارته من البار الذي قرّر أن يقضي به ساعات الانتظار، وقبل أن ينزل من السيارة انتبه إلى صوت هاتفه....
- أهلا صباح الخير....
- أهلا شهرزاد...كيف حالك....؟
- بخير...أين أنت...
- انا خارج البيت...قرب بار " الميدوز"...ماذا هناك...؟
- أريد أن تساعدني عادل...
- لا أفهم...فيم أساعدك.......؟
- لا أستطيع أن أشرح لك على التليفون...
- متى تريدين أن نلتقي...؟
- الآن لو استطعت...
- لا أستطيع الآن...أنا مرتبط بموعد...نلتقي غدا على الساعة الخامسة بعد الظهر...
- اتفقنا...
- مع السلامة....
***
لم أكن أعير أي اهتمام لكلامه في بداية زواجي من والده...كنت أكتفي بالصّمت كلّما كان يلقي على مسمعي ألفاظ الغزل...لم أخبر والده بشيء من هذا و للحقيقة فلم يكن ذلك يضايقني...لقد اعتبرته مثل ابني بالرغم من أنّه ليس لي أبناء...ولم يكن والده لينتبه لهذا فقد كان أغلب الوقت خارج البيت...لم أتزوجه عن حب...كنت قد بلغت الثانية و الأربعين من عمري عندما قدّمتني له إحدى قريباتي...كان ذلك خلال حفل تخرج ابنها الذي صادفت سنة تخرجه سنة تخرّج هشام ابن زوجي...في ذلك اليوم اقترحت قريبتي على "عامر" والد هشام أن يحتفلوا بالتّخرّج ف منزل "هالة" قريبتي...وهكذا كان...في الليلة الموالية لتخرج شام و "فادي" بن هالة كنا جميعا بمنزل "هالة"...لم أكن قد تزوجت بالرّغم من تقدّمي بالعمر و كنت، خلال الحفلة، أرى "هالة" وهي تتحدّث إلى "مراد" ثم أرهما ينظران إليّ معا...وكلّما حدث هذا، كنت أشعر وكأنّ نظراته تعريني...صالة البار تبدو شبه خالية عندما اتجهت إلى المكان الذي كنت أجلس به أنا و "أحمد" في تلك الأيام الخوالي...طلبت زجاجة بيرة فشربتها بسرعة ثم طلبت أخرى واتكأت على النافذة لأشاهد السيّارات التي كانت تمرّ بالشارع و لأشاهد سيول المارة التي كانت تتفادى أشعة الشمس الحارقة...أفكر بزجاجة العطر التي سوف أشتريها...سوف أحاول البحث عن ماركة يكون اسمها ذو دلالة...تجاوزت الساعة الواحدة ولم تكلمني "منى"...تركت البار و اتجهت نحو سيارتي التي انحرف عنها الظلّ فتحولت إلى فرن...
- بماذا أخدمك سيدي...؟
- أريد زجاجة عطر من النّوع الذي يكون عطرها خفيفا....
- هدية...؟
- نعم ...هو كذلك...سوف أهديها لامرأة...
- متزوجة...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما