الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال نشأة الخلق

داود السلمان

2017 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقول الآية:
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} ياسين
مدخل فلسفي كلامي:
نحن أمام قضية فلسفية كلامية تتعلق بمبدأ بداية خلق الانسان، كيف خلق الانسان الاول؟، وكيف كانت البداية، وعلى ماذا جرى ذلك الخلق؟. وللفلاسفة فيها اجابات كثيرة ليس هنا محل طرحها.
والسؤال هذا كان ولازال يُطرح في الساحة الفلسفية والفكرية قديماً وحديثاً ومنذ آلاف السنين؛ وثمة اجابات فلسفية ودينية كثيرة تجُيب على هذا التساؤل؛ والاجابات كانت كثيرة ايضاً ومتعددة الاوجه، لكنها تقنع أناس ولا تقنع آخرين، اذ القناعة تأتي بحسب إيمان الشخص المعني، وأمّا الذي لا يقنع فله فلسفته الخاصة وفهمه لمعنى الخلق والوجود. والفلاسفة، هنا واجبهم اعطاء الاجوبة العقلية والمنطقية ويبقى الدور على المتلقي، أمّا يقتنع بتلك الاجابة أمْ لم يقتنع.
وفي تفسير هذه الآية مباحث:
1- الآية لم تستطع إقناع السائل، حيث أشارت بقولها أنه نسي خلقه، وهو لم يكن قد عرف خلقه اولاً حتى ينسيه، بمعنى أنه ما كان يدرك النشأة الاولى، مثلاً أنك تسأل شخصاً: ماذا كنت تفعل حينما تزوجا أباك وأمك؟!.
2- كان يجب أن تكون الاجابة عن تساؤل الشخص المعني اجابة منطقية عقلية، يعني أن يشرح له المقصود بالسؤال: أن نشأة الانسان الاول (آدم مثلا أو غيره) بالطريقة المعلومة عندنا، بحسب الكتب السماوية أنّ الله خلق آدم من طين ثم خلق له زوجه حواء، الى أن تكاثر نسلهما فوصل الى ما نحن عليه اليوم.
3- لو أن السائل كان مدركاً وفاهماً أن الله كان قد خلق تلك العظام، فقطعاً لم يكن يستغرب أبداً، بل الصحيح أن سؤاله يكون ليس له معنى، بلا ادنى شك، فمثلا أنك تعلم أن الخبز الذي نأكله يكون معمول عادة من الدقيق – الطحين، وتأتي الى بائع الخبز تسأله عن ذلك الخبز من ماذا صُنع، اليس يضحك عن عقلك، أو تسأل عن التمر كثلاً، أو أي فاكهة أخرى من أي مادة تُصنع.
4- السائل كان في شك وحيرة ويبتغي الاجابة الشافية لذلك السؤال الفلسفي، لكن صُدم بالإجابة، والمجيب أعتبره يعلم ذلك، لكنه نسي كيف أنه خُلق وجاء للوجود، والصحيح أنه فاقداً تلك المعلومة، والا لما سأل ذلك السؤال المحيّر.
5- الظاهر أن السائل ما كان قد حضيّ بالإجابة مباشرة ، بل قد سكت المجيب عنه وهو النبي، حتى نزلت الآية تخبر الناس عما جرى بين النبي وذلك الشخص. وكأنّ الآية تريد أن تقول: لا يسأل أحدكم مثل كذا أسئلة لأنها معلومة ولا تحتاج الى شرح وايضاح. لكن السؤال أمر مشروع، وعليه يبدو أن السؤال غير مسموح به في ذلك الزمان.
6- ذكر المفسرون: إن أبيّ بن خلف أتى النبي بعظم بال فقال: يا محمد، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم ؟ فقال: نعم، ويبعثك ويدخلك النار، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
7- يجوز أن السائل كان يسئل سؤال استفزاز وانكار، لا سؤال معرفة وتعلم، وإيضاح وكشف مكنون. والنبي اكتفى بالسكوت، واجابه بنعم وسيدخلك النار!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل