الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب والانظمة المتعاقبة

علي هلال الواجدي

2017 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الشباب والانظمة المتعاقبة
علي هلال الواجدي
الشباب في كل المجتمعات هم الركيزة الأساسية والعمود الفقري لاوطانهم ورافد مهم لتطور الشعوب وبنائها والعنصرالرئيسي بكل تغيير يحصل تكنلوجيا عمرانيا اقتصاديا بكل الصعد اذا ما توفرت لهم الارضية الصالحة والجو المناسب وترى الحكومات المحترمة والتي تصبوا الى بناء اوطانها يكون هدفهم الأول هو الشباب وكيف توظف هذه الطاقة بالطريق الصحيح لكي يكونوا منتجين وفاعلين في بناء بلدانهم والدول النامية والمتطورة خير دليل على هذا الشيء بأستقطاب هذه الشريحة والارتقاء بها بما يخدم الشاب والمجتمع ولذلك نرى هذه الإنجازات في البلدان التي تعمل على الشباب وكفائتهم وطورت ونمت قدراتهم بكل المجالات أما في العراق فالأمر مختلف فهنا هذه الشريحة الضحية الأولى للأنظمة الجائرة والسياسات الخاطئة فالماضي القريب خير شاهد على مأساة الشباب ففي حقبة الثمانينيات حصدت الحرب ارواح الالاف منهم وحطمت امال ومستقبل الكثير بالحرب الطويلة مع ايران وعسكرت المجتمع وكبلت وحجمت تطلعاتهم واحلامهم مما تسبب بتوقف نمو وتطور البلد وكلف اقتصاد العراق أموال طائلة وزهق ارواح آلاف البشر وكسر طموح الشاب العراقي نحو مستقبل جيد فكانت خيبة الأمل والحيرة هي العنوان السائد لدى كل الشباب انذاك وهذا ما أراده النظام السابق حتى يكون الشاب لا حول ولا قوة وأداة طيعة بيده يحركها بما يشتهي وما يريد وبعد هذه السنين العجاف أتت سنوات الاضطهاد والظلم والحصار في حقبة التسعينيات وهنا تضاعفت المأساة حينما حرك نظام صدام الجيش باتجاه دولة الكويت واحتلالها وردت الفعل المعاكسة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها والخسائر التي ترتبت على العراق وكسر الجيش والعقوبات والحصار الذي انهك البلد ولا ننسى الانتفاضة الشعبانية وما جرى من مجازر بيد النظام البعثي من مقابر جماعية واعدامات واعتقالات عشوائية والهجرات الجماعية خارج البلد فكان للشباب العراقي النصيب الأوفر من هذه المعاناةالمتلاحقة والتدهور المادي والمعنوي وخنق حرياتهم والرقابة الصارمة على كل فعل مما قيد الحريات وكسر الإرادة والعزيمة لشاب فكانت النتيجة كبت الارادة وانتشار البطالة وتدهور التعليم وكثرة الأمية والتراجع بكل شيء هذا ما يخص المواطن وبالأخص الشباب اما النظام والمقربين منه فكانوا بعالم اخر عالم يعج بالترف والرفاهية وبناء القصور والمنتجعات وكل ما يحلوا له ولحاشيته ليأتي بعد هذه المعاناة المريرة والحروب القاسية التغيير من قبل امريكا وتحالفها وإسقاط النظام السابق فاستبشرت الناس خيرا بهذا التغيير والحرية التي حصلت والخلاص من النظام الظالم واجهزته القمعية التي اذاقت العراقيين ابشع الجرائم والاضطهاد رغم الاحتلال وما خلفه من معاناة وانتهاك سيادة البلد فكان امل العراقيين والشباب خصوصا الذين هم محور موضوعنا ان يكون البلد افضل مما كان عليه والخلاص من كل المعاناة السابقة لكن للاسف كانت الصدمة كبيرة بضياع ملامح الدولة وحل محلها الفوضى والانفلات الأمني والنهب والسلب وسرقة ممتلكات الدولة من معامل ومصانع وكل منشأت البلد وتخريب وتهديم البنى التحتية وتصفية العقول العلمية من اساتذه جامعيين وعلماء وكفاءات وتهجير العدد الأكبر منهم وظهور الطائفية التي حرقت الأخضر واليابس واصبح القتل على الهوية إضافة للإرهاب الأعمى متمثل بالقاعدة والجماعات المسلحة التي لاتفرق بين صغير وكبير ودين ومذهب فكان الجميع تحت مرماه وان ادعو بتمثيل طائفة معينة ومع كل هذه المآسي ماساة الأحزاب والمحاصصة المقيتة التي انهكت البلد وبددت ثرواته وكانوا سبب رئيسي بتدخل الكثير من الدول بالشأن العراقي وتغليب مصالحهم ومصالح من يساندهم على مصالح الوطن وهذا الوضع أثر سلبا على البلد بجميع الاتجاهات اقتصاديا وامنيا وكل المفاصل الاخرى وبعد كل هذا الذي حصل هو احتلال داعش للمحافظات الغربية وكان هذا امر طبيعي بسبب الارضية المناسبة والفساد والتحريض الطائفي وكل ما ذكرناه سابقا كان مقدمة لدخول داعش للمحافظات الاربعة فكانت حصيلة هذا الاحتلال هو قتل وتهجير الآلاف الناس وما حصل من مجازر وأبرزها مجزرة سبايكر هذه المجزرة المؤلمةالتي حصدت أكثر من 1700 شاب بعمر الورود وانهيار المنظومة الامنية بهذه المحافظات وتدمير البنى التحتية وتكليف الدولة أموال باهضة من معدات عسكريةالتي استولى عليها داعش والأموال الخاصة والعامة وتكاليف الحرب والأهم من كل هذه الخسائر خسارة شبابنا الذين ذهبوا وقود هذه الحرب والحروب السابقة ولا زلنا نخسر المزيد من الأرواح والأموال وكل هذا ينعكس على مستقبل شبابنا وطمر طموحهم وتطلعهم وقتل طاقاتهم ولا نرى في الافق القريب ملامح تنتشل حال البلد من كل هذه الفوضى والتخبط وإعطاء الدور الريادي للشباب لأنهم عنوان العطاء والمستقبل الواعد اذا ما توفرت لهم السبل المناسبة هي أمنيات عسى ان تكون في قادم الايام حقيقة
واذا ما اراد القائمون على امر البلد ان يغيروا هذا الوضع المتردي والاجحاف المتجذر لعقود من الحيف على الشباب عليهم الكثير من الجهد والعمل الجدي وأهم ما يمكن عمله
1 العمل على التعليم بجميع المراحل حتى يكون لدينا جيل متعلم قادر على مواكبة العالم وما وصل اليه وهذا لا يأتي الا بمنظومة تعليمية رصينة
2 تنشيط المواهب الفردية وتمكينها والاهتمام بها
3 إيجاد فرص عمل للشباب وخصوصا الخريجين منهم اما بالقطاع الحكومي اوالقطاع الخاص من فتح المعامل والشركات والاستثمار
4 تفعيل الجانب الرياضي من بناء ملاعب واندية رياضية لكي يكون متنفس لهم وصقل مواهبهم الرياضية
5 الاهتمام بالجانب الثقافي من بناء دور السينما والمسارح وعمل مهرجانات مستمرة في جميع مفاصل الثقافة من شعر ومسرح وسينما وكل ما يخص الأدب لكي يكون لدينا طاقات ثقافية شابة 6 إعطاء الأولوية للشباب في الجانب السياسي والجانب الحكومي ومن مواقع وظيفية وخدمية مالهم من طاقة إيجابية بتحريك هذا الجمود الحاصل في البلد
7 ابعاد الشباب عن الصراعات والحروب والطائفية لما لهه من تأثير على عطائهم ومستقبلهم
والكثير من الأمور التي ترتقي بالشباب حتى يكونوا فاعلين في مجتمعهم ليعوضوا ما مضى من حروب ويلات وكل ما حصل لهذا البلد من سوء
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ