الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإغتصاب والثأر

أسعد العزوني

2017 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



يسود الشارعان الأردني واللبناني على وجه الخصوص هذه الأيام الفرح والسرور والثبور، بسبب نجاح الحركة النسائية في إجبار الحكومات في هذين البلدين على إلغاء المادة التي تجيز للمغتصب الزواج من مغتصبته هربا من العقاب القانوني ،ورغم الإختلاف على موضوع الإغتصاب ،والإيمان المطلق بأن المرأة التي لا تريد معاشرة رجل لن تجبرها قوة مهما كانت على ذلك ،إلا حالات الغش والخداع وهذه نادرة.
نحن لسنا ضد حراكات منظمات المجتمع المدني ،وهذه إيجابية للحركات النسوية في الأردن ولبنان وستنتشر هذه العدوى في كافة الدول العربية ،ولكن وجه إعتراضنا هو ثورتنا على إغتصاب فردي وصمتنا المطبق على إغتصاب آخر أشد وانكى من الإغتصاب الأول وهو إغتصاب جمعي مادي ومعنوي.
الإغتصاب المسكوت عليه الذي نتحدث عنه، هو إغتصاب الأرض والمقدسات وما يخلف ذلك من مهانة ومذلة للأمة العربية –الإسلامية بمجملها ،وليس لأسرة ربما تكون صغيرة ،مع أننا نرفض رفضا قاطعا وندين بأشد العقوبات جريمة الإغتصاب ونتمنى لو أن المشرع العربي والإسلامي يرتقى إلى عقوبة الإعدام لمن إغتصب أنثى.
ما نراه هو أن أمة المليار نسمة التي تدين بالإسلام وتصلي وتصوم ويحج من يستطيع منها إلى بلاد الحجاز ،لم يتحرك منها أحد لتحرير المقدسات بل على العكس من ذلك قام حكام الحجاز بإلغاء فريضة الجهاد في قمة داكار الإسلامية منتصف ثمانينيات القرن المنصرم ،وها هم يعدون العدة لإشهار علاقاتهم السرية مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،مع ما ينجم عن ذلك من ظلم للشعب الفلسطيني وبيع للمسجد الأقصى الذي سيهدم وسيقام على انقاضه هيكل سليمان المزعوم ،ليكون بنو سلول وبنو قريظة وبنو القنينقاع قد أدوا رسالتهم جيدا ،مع انهم حاليا يحاصرون قطر ويطلبون منها الإستسلام.
أما القضية الثانية المسكوت عنها ،فهي لا تقل خطورة عن الاولى ونقصد بها الثأر أي التربص والتعمد وسبق الإصرار على قتل من قام بجريمة قتل وربما ادانه القانون ،ويقوم البعض بالإنتقام من ذوي القاتل ،وما أشد بأسنا بيننا ،إذ أن عملية الثأر تبقى متحفزة لعشرات السنوات ،ويقولون أن القبدوي يأخذ بثاره بعد أربعين عاما ،وفي يقينه أنه تعجل، كما يشبهون العربي بالجمل اللذي لا ينسى الإنتقام ممن يظلمه.
ولكن الذي لا نجد له تفسيثرا منطقيا أن هذا الشعور العربي قد مات ،ودفن بإسمنت مسلح بالنسبة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،التي لا تخلوا بقعة بين البحر المتوسط وجبال طوروس الجزائرية من جريمة إسرائيلية ويشمل ذلك فلسطين ولبنان والأردن وسوريا ومصر والعراق والسودان والجزائر وليبيا، ومع ذلك نجد الثأر قد تعطل العمل به،وهذا يتطلب درسا وتمحيصا في التركيبة العربية والإسلامية التي تحرم ما تريد تحريمه وتحلل ما تريد تحليله.
ولن نخرج عن المسار فها نحن نشهد قضية محيرة ومذهلة وهي أن ثلاث دول خليجية ومعها السيسي يعادون قطر ويحاصرونها ،ولو وجدوا في انفسهم القوة لقاموا بغزوها ،بينما نراهم والغون في الإتصال مع "إسرائيل"،فأي عرب نحن وأي مسلمين يفرضون حصارا على شعب طيب في شهر رمضان الخير والرحمة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة