الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تهاون رئيس جامعة الأزهرفى حق مصر؟

طلعت رضوان

2017 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لماذا ترسيخ سعودية الجزيرتيْن فى عقول طلابنا؟
وأليس من فعل ذلك يـُـدرك أنّ فعله سـيُـسعد النظام؟
وهل يمكن أنْ يحدث ذلك فى أى نظام مُـحترم؟
يوم بعد يوم تتأكــّـد حقيقة المأساة التى تشهدها مصر، وهى مأساة (مُـركــّـبة) أحد أطرافها النظام الذى يسمح بخروج الكثيرين على كافة الأعراف الدولية، فى المحافظة على (هيبة الدولة) وسيادتها على أراضيها، وكذلك احترامها للسلطة القضائية..إلخ، والطرف الثانى: المتعلمون الذين نصـّـبوا من أنفسهم (هيئة دفاع) عن كل ما يفعله النظام (سواء بالحق أو بالباطل) والكارثة عندما يكون الدفاع عن النظام له علاقة بحدود الدولة المصرية ومياهها، كما حدث فى موضوع تيران وصنافير.
وكان المثال الأخيرعن تلك المأساة التى تعيشها مصر، هو ما فعله أحد (الدكاترة) واسمه (سعود واكد) أستاذ الترجمة فى كلية اللغات والترجمة- جامعة الأزهر، والمُـنتدب لتدريس الترجمة للفرقة الثالثة. فماذا فعل سيادة الدكتور فى تملق رخيص للنظام المصرى وللنظام السعودى؟
طلب سيادة الدكتور من الطلبة (فى الامتحان التحريرى) ترجمة فقرة طويلة فيها تأكيد على أنّ ((جزيرتىْ تيران وصنافير سعوديتان)) فكان هذا السؤال المطلوب من الطلبة ترجمته كى يضمنوا الحصول على درجة النجاح فى مادة الأستاذ، هو الكارثة الأولى، أما الكارثة الثانية فقد تمثــّـلتْ فى موقف جامعة الأزهر، حيث اللامبالاة التامة عن الجريمة التى ارتكبها أستاذ مادة الترجمة، وهذه اللامبالاة شملتْ رئيس الجامعة وجميع أعضاء هيئة التدريس، وكأنّ ما فعله الدكتور أستاذ الترجمة (من الأمور الطبيعية والمألوفة والمُـتعارف عليها) فى أعراف الترجمة، ولذلك فإنّ الدكتور الذى ارتكب تلك الجريمة لم يعترضه أحد ولم يـُـستدع للتحقيق، بل لم يـُـوجـّـه إليه (اللوم) أو لفت نظره إلى أنّ ما حدث منه (ما كان يجب حدوثه) بمراعاة أنّ القضاء (المصرى) حسم موضوع النزاع وأقرّ ملكية مصر للجزيرتيْن.
ثـمّ كانت المفاجأة – أو التطور الدراماتيكى فى موقف رئيس جامعة الأزهر، وأعضاء هيئة التدريس – وهو الموقف النقيض من الموقف السابق. وتفاصيل هذا الموقف الجديد أنّ د. سعود واكد أستاذ مادة الترجمة (فى آخر امتحان للطلبة) كتب فى ورقة الأسئلة من الطلبة ترجمة الفقرة التالية ((يعتزم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة زيارة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى منزله فى منطقة مصر الجديدة، بعد إخلاء سبيل الأخير وعودته إلى منزله))
عندما علم رئيس جامعة الأزهر بهذه الفقرة، قرّر- وبصفة عاجلة ودون إبطاء أو تأخير- إنهاء انتداب الدكتور المذكور، وعودته إلى جامعته الأصلية. فلماذا اختلف موقف رئيس جامعة الأزهر لدرجة التناقض بين جريمة مطالبة الطلبة ترجمة فقرة حاولتْ (بخبث) ترسيخ مقولة زائفة فى عقول أبنائنا : أنّ تيران وصنافير سعوديتان، فلم يهتم رئيس الجامعة، بينما فى الموقف الثانى اهتمّ وألغى انتداب الدكتور(صاحب الواقعتيْن) فلماذا تغيـّـر موقف رئيس جامعة الأزهر؟ وهل تصرف من تلقاء نفسه وبإرادته الحرة؟ أم اتصل بجهاز أمن النظام وأبلغ المسئولين بما فعله الدكتور المذكور؟ وسألهم بماذا ينصحون وماذا يفعل مع دكتور المادة؟ وهل السبب - سواء كان من (وحى) رئيس الجامعة، أو بناءً على تعليمات (جهاز أمن النظام) هو أنّ فى الفقرة المطلوب من الطلبة ترجمتها، توحى وتــُـشير إلى أنّ زيارة ملك البحرين لصديقه مبارك، ستكون الزيارة الرابعة؟ وتبعـًـا لذلك - وفقــًـا للعقلية الأمنية التى تدرّب عليها أمثال هذا الدكتور، فإنّ مقر إقامة مبارك، من المكن أنْ يتحول إلى (مقر شبه رسمى لرئاسة الدولة) ويتوازى مع المقر الرسمى، الذى يشغله الرئيس السيسى، وبالتالى فإنّ (مقر مقام المخلوع مبارك) من الممكن أنْ يصير مثل (مقامات الأولياء) ولو حدث فسوف يؤثر على شعبية المقر الرسمى.
ووفقــًـا لهذا التفسير الأمنى - كما يذهب ظنى – شعر رئيس جامعة الأزهر بأنّ الأرض تهتز تحت قدميه، وكأنّ زلزالا وقع على أم رأسه، ولو أنه استسلم لهذا الزلزال فسوف يجد نفسه خارج أسوار الجامعة، بعد الاطاحة به وعزله من منصبه، أو إجباره على (تقديم استقالته)
وأعتقد أنّ ما حدث من أستاذ مادة الترجمة، وما حدث من رئيس جامعة الأزهر من رد فعل متناقض : أحدهما يمس سيادة الدولة على أراضيها ومياهها (فكان الموقف هو اللامبالاة) والآخر: زيارة ملك البحرين لمبارك (المقترحة والتى لم تحدث) فى منزله. أعتقد أنّ ما حدث من تناقض فى الواقعتيْن يصلح لعمل إبداعى فانتازى من الدرجة الرفيعة، لو لدينا المُـبدع الذى يمتلك موهبة مُـبدعى الرواية والمسرح فى أوروبا، أمثال كافكا ويوجين أونسكو..إلخ. ولكننى أعتقد أيضًا، أنه حتى ولو ظهر هذا المبدع المصرى الموهوب، فإنه سيتردّد فى الكتابة - خشية تضييع وقته هباءً، لأنه يـُـدرك الواقع المأساوى (على صعيد حركة الفن فى السنوات الأخيرة) وهذا الإدراك يجعله فى حالة يأس من وجود المخرج الذى سيتحمّـس لمثل هذا العمل، وإذا وُجد هذا المخرج فهل سيجد المُـمول؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح