الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة جمعية ما بين النهرين في مهرجان الشعر والخطابة في كوبنهاكن

شابا أيوب شابا

2017 / 8 / 18
المجتمع المدني


كلمة جمعية ما بين النهرين في مهرجان الشعر والخطابة في كوبنهاكن والذي أقامه التيار الديمقراطي يوم الخميس 17 أغسطس 2017
في البداية نود أن نهنئ ضباطنا وجنودنا الأشاوس في القوات المسلحة وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وقوات البشمركة، و الحشد الشعبي وأبناء العشائر الأبطال، وكل ابناء شعبنا العراقي بيوم الانتصار على الخلافة المزعومة، تلك التي لم تخلّف سوى الدمار والهلاك والعبث بتاريخ مدينة عريقة كالموصل والبلدات التابعة لها، متمنين النصر التام في كل ربوع الوطن العزيز ، لكي ينعم الجميع بالسلام والأمان ، ويستعيدون أفراح أيام زمان. بهذه المناسبة ايضاً، نقف خاشعين أحتراماً وإجلالاً لأرواح الشهداء والضحايا من أفراد قواتنا المسلحة الباسلة والمدنيين من ضحايا العنف والإرهاب ، متمنين الرحمة على أرواحهم الطاهرة ولأهاليهم وأحبتهم بالصبر والسلوان.
الحضور الكرام
لقد مرّت على الكلدان والآشوريين والسريان، أهل الأرض الأصليين، موجات من الإضطهاد والتنكيل ووقع عليهم الظلم لا لجرمٍ إرتكبوه ولا لذنبٍ إقترفوه، وإنّما فقط لأنهم ليسوا مسلمين، ولم يرغبوا في تبديل دياناتهم. وهذا ينطبق أيضا على إخوتنا من اليهود والصابئة والأيزيديين. وكانت أولى هذه الموجات على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ، ثم في زمن الخليفة المهدي، ثم في عهد الخان المغولي (خربندا) ، ثم على يد تيمورلنك ثم مذابح العثمانيين 1916 ، وآخرها مذابح سُمّيل عام 1933.
ولكن سقوط الموصل وبلدات سهل نينوى بيد داعش يُعد أسوأ كارثة حلّت بتاريخ شعبنا الكلداني الآشوري السرياني منذ إعتناقه الديانة المسيحية. ولتبيان حجم الكارثة نعرض عليكم الأرقام التالية.
بلغ عدد العائلات المسيحية التي نزحت من مدينة الموصل 14000 عائلة ويقدّر عدد أفرادها ب 90000. وفي بلدة قره قوش وحدها ذات 35000 نسمة، وهي أكبر بلدة مسيحية في عموم العراق أضرم الإرهابيون الدواعش النيران في 2269 منزلا وهدموا بشكل جزئي 3950 منزلا وفجّروا 108 منزلا ولم يعود الى بيوتهم سوى 1200 عائلة، إذ أن أكثر من ثُلثي سكان البلدة قد هاجروا إلى الخارج. والأمر نفسه يسري على بلدات أخرى مثل برطلّة وتلكيف وتللسقف وبعشيقة وكرمليس.
كان عدد المسيحيين في العراق قبل 2003 ما يقارب مليون ونصف، لم يَبقى منهم الآن سوى 400000. أي أنّ أكثر من مليون مسيحي عراقي قد غادر البلد، ومعظمهم كوادر في مختلف الإختصاصات ومنهم عدد غير قليل رجال أعمال.
يقول أستاذ التاريخ طه باقر أن العراق كان خزاناً يستوعب كل الأقوام المهاجرة، والتي إشتد عليها الزمن، قادمين من كل حدبٍ وصوب، من وراء جبال زاكروس ومن جنوب القفقاس وشماله ومن بلاد الآراميين ومن جزيرة العرب، ومن يهودا والسامرة. وكان كل من وطأت قدمه هذه الأرض الطيبة لم يفكر أبداً في مغادرتها. فحتى الإسكندر الكبير ولشّدة إعجابه فكّر أن يجعل من بابل عاصمة لإمبراطوريته المترامية الأطراف قبل أن وافاه الأجل فيها. أمّا اليوم فلم تعد هذه البلاد تستوعب حتى أهلها الأصليين من الكلدان والآشوريين والسريان والصا بئة المندائيين والأيزيديين و اليهود، وباتت غنيمة بيد فئات وشرائح لا تشعر بالمسؤولية الوطنية ولا تلتفت الى هموم و طموحات الشعب، و بيد بعض النكرات ممن لم يحلم يوماً أن يرتقي لهذه المناصب لفقدانه الكفاءة والمهنية والمصداقية.


إننا وفي غمرة فرحنا بعد دحر داعش في معقله، يسودنا القلق عمّا ستخلٌفه هذه الإنتصارات ومرحلة ما بعد داعش ، حيث تسود أجواء عدم الثقة بين المكونات، ويشتد الصراع بين القوى المتنفنذة في المنطقة لبسط الهيمنة، وفرض إرادات بالضد من إرادة أهالي الموصل و البلدات التابعة لها. فقد أُقيل مؤخراً مدير ناحية ألقوش وقائمقام قضاء تلكيف من منصبيهما بحجج واهية، ولأهداف حزبية ضيّقة، وتجري ضغوطات لتنحية قائمقام قضاء الحمدانية. إن كل هذه المخاوف تجعلنا أن نقولها بملئ الفم، وبدون مجاملة، ولكي نحافظ على ما تبقى من حضاراتنا، كفانا من نظام المحاصصة الطائفية والإثنية، كفانا فكر الإقصاء والتهميش القادم إلينا من شيوخ بدو الصحراء، ومن فتاوى رجال الدين الطائفيين والمعممين الفاسدين، الذين أدخلوا بلدنا في نفق مظلم، لا نرى فيه نورا في الأفق، ونقول لكل هؤلاء لم نرضى في العراق بعد اليوم إلا بدولة مدنية ديمقراطية إتحادية، دولة القانون والعدالة الإجتماعية، دولة المواطنة، لا دين فوق دين، ولا مذهب فوق مذهب ولا قومية فوق قومية، ولا سيادة للعشائر. السيادة للعراق فقط.

ان انتصارنا الحقيقي والفعلي على الدواعش لا يتم إلاّ بالقضاء على فكر الدواعش ، و بمحاسبة كل من تسبب في أذية العراق والعراقيين ويأتي في مقدمتهم المحتل الأمريكي البغيض وثمَرَتُه المُرّة، المحاصصة الطائفية والإثنية، والمسؤولين التنفيذيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكل من تقاعس في حماية ممتلكات الدولة في الموصل وتوابعها وحماية أرواح مواطنيها. وكذلك في أنصاف ارواح الشهداء وعوائلهم ، وفي استرجاع حقوق النازحين والمهجرين، واسترجاع الأموال المنهوبة والتي غدت في بُطُون الفاسدين، الذين ما زالوا يتاجرون بالدِّين للبقاء في السلطة، وأصبحوا على غفلة يتبنون الدولة المدنية بعد 14 عاماً من تبنّيهم لشعارات إسلامية.
آن الأوان على ما نعتقد لشبابنا وشاباتنا ولأبناء شعبنا عموماً ان يُفكروا جلياً بما حلّ بهم وببلدهم من كوارث وأزمات بسبب المحاصصة الطائفية والإثنية وبسبب الإستقواء بالأجنبي، وان ينخرطوا في عملية التغيير للوضع السياسي القائم، وذلك عبر المشاركة النشيطة في الحركات الإحتجاجية المطلبية والنشاط المدني العام، والضغط على المسؤولين بغية تغيير موازين القوى لصالحهم و لصالح الفقراء والمحرومين والأرامل واليتامى وكل الذين وقع عليهم ظلم الدواعش وظلم الفاسدين المتربعين على عرش السلطة.
الدنمارك 15 أغسطس 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل