الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (1/ كيف نقرأ الثورة ؟)

موسى راكان موسى

2017 / 8 / 18
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا



في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر ، كيف نقرأ الثورة ؟ .



(( قراءة ماركسية )) سيجيب البعض ، و يعنون بها (( تحليل لينين للظروف المستجدة في الساحة العالمية التي لم تكن حاضرة في زمن ماركس ـ المُتزامن مع إهتمام لينين بالوضع الروسي بشكل خاص ، بسعيه مع رفاقه لتحقيق الماركسية على الأرض : الاشتراكية ، فالشيوعية )) . و لحسن الحظ آلت السلطة للبلاشفة ، فكان النتاج الأدبي و الإيديولوجي في معظمه في صالح البلاشفة* ، و كيف لا يكون و السلطة و القمع آلت لهم ؟! ، بالتالي الثورة أيضا أمست لهم ! .


إن القراءة الماركسية لن تتجاوز (التحليل الطبقي) و (الطليعة الثورية) و (وحدة النظرية و التطبيق) ، و لكن كل من الجانبين (العلمي و الإيديولوجي) في القراءة الماركسية لا يصل لقراءة واقعية أو فعلية لثورة أكتوبر ، فالجانب العلمي مُفرط في العقلانية و الجانب الإيديولوجي مُفرط في الأخلاقية .


الثورة ، أي ثورة ، لا هي بعقلانية (( الثورة لا عقل لها )) ، و أيضا لا هي بأخلاقية (( الثورة لا كرامة فيها )) ، و ثورة أكتوبر ليست إستثناءا ؛ و كون الثورة لا عقل لها فهذا معناه أن الماركسية ما كانت لتحظى و لو للحظة بأن تكون عقلا لثورة أكتوبر ، أو لأي ثورة أخرى ، لذا فالقول بأن شعوب روسيا تبنّت الماركسية فكان أكتوبر ، هو مبالغة عظمى ، بل حتى و إن أقتصر القول بأن عمال و فلاحي روسيا تبنّوا الماركسية فكان أكتوبر ، يبقى مبالغة عظمى ، فروسيا لم تعرف الماركسية لوحدها ، بل لم تعرف ماركسية البلاشفة لوحدها ، عرفت كذا ماركسية و التي منها ماركسية المناشفة ، كما عرفت الأناركية و العدمية الثورية و غير ذلك من مذاهب ثورية .


و لعل سؤالا يوجه (( ما سبب الثورة إذا ؟ )) .

إن السؤال عن أسباب الثورة عبث لا يجاريه سوى عبث السؤال عن أسباب عدم الثورة ، الثورة تكون أو لا تكون ، بل تكون أو لا تكون دون أسباب و دون شرعية و دون قيّم ؛ الثورة لا عقل لها كما لا كرامة فيها .


لكن الأسباب موجودة في الكتب و الخطب و المجادلات ، و هي موجودة كإضافة ؛ لوأد الثورة أو للدفع بإتجاه الثورة ، إلا أنها لا تلزم وأدها و لا الدفع بإتجاهها . و شرعنة الثورة أيضا موجودة ، لكنها أيضا موجودة كإضافة ؛ فتوسم ثورة بأنها ثورة صحيحة ، و توسم أخرى بأنها ثورة مضادة ، و الثورة تبقى ثورة مع كِلا الصفتين . أما القيّم فهي مُبتدعة لإستغلال المثاليين السُذّج (كإبتداع القيّم الثورية) ، فواقع كل الثورات التي حصلت على طول التاريخ أثبت أن أصحاب القيّم أنتهوا إلى المقصلة أو المشنقة أو النسيان و ما شابه ذلك ، بينما من لم يلتزم بالقيّم نال الحكم و السلطة ؛ و البلاشفة لم يشذّوا عن ذلك ، فمن سرقة البنوك و الأعمال الإرهابية و المعاملات المالية الخارجية المشبوهة و الصفقات المخابراتية* التي كان من أبطالها تروتسكي (و الذي أنتهى بسببها منفيا شهيدا) و التعامل مع العدو الألماني (حينها كانت ألمانيا ضد روسيا في الحرب العالمية الأولى ، و قد سمحت للبلاشفة بمن فيهم لينين بعبور أراضيها إلى الداخل الروسي) ، مرورا بمناصرة رأسماليي وول ستريت* للبلاشفة حتى ليمكن القول أن دور الرأسماليين في دعم لينين فاقت دعم رفاقه الحمر (على الرغم من أن لينين كان ناكرا كبيرا للمعروف الرأسمالي ، و هو الذي قال : أن الرأسماليين مستعدين لأن يبيعونا حبل المشنقة الذي سنشنقهم به) ، دون أن ننسى طبعا البروباجندا الإيديولوجية التي مارسها البلاشفة (مع استذكار رقابة ستالين الذي مارس دوره الرقابي حتى على لينين نفسه) ، و لو مارس ذلك غير البلاشفة لقيل عنهم (عملاء) (مافيا) (تخريبيون) (تحريفيون) (إرهابيون) (إنتهازيون) (مجرمون) (أشرار) و ربما أيضا (دواعش) و (إخوان) و (صهاينة) ، في النهاية أليست هذه الأوصاف ما تطلقه أكثرية اليسار العربي (بمن فيهم ماركسيون) بشكل خاص على ثوار سوريا ؟! .


لكن البلاشفة غير مُلامين في سلوكهم (الثوري) ، بل إنهم إن لم يقوموا بذلك لكانوا بالفعل مُلامين ، لكن اللوم يقع على من يصف سلوك البلاشفة بغير ما يستحق من مثالية أو يسلك مسلكا دوغمائيا لتبرير سلوكهم .



خلاصة القول : (( لأن الثورة لا عقل لها )) ما كان للماركسية أن تكون عقلا لثورة أكتوبر ، و (( لأن الثورة لا كرامة فيها )) آلت السلطة للبلاشفة لا لكونهم ماركسيين أقحاح أو لأنهم ذوي قيّم ثورية عظيمة ، آلت لهم بفعل عملهم الحزبي الطلائعي اللا أخلاقي و دعايتهم الإيديولوجية ، و فيما لو لم يستلم البلاشفة زمام الحكم لقيل عن الثورة بأنها فاسدة أو غير صحيحة ؛ فثورة أكتوبر ليست صحيحة لأنها ثورة صحيحة ، بل الثورة صحيحة لأن البلاشفة (من أستلم الحكم) قالوا أنها صحيحة .


(( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه )) ، و الأجدر مع الذكرى المئوية لثورة أكتوبر أن نعرفها و نعرّفها قدر نفسها ، بعيدا عن الأوهام المثالية و الأساطير البطولية ، و أعتقد أن ذلك يبدأ بـ(كيف نقرأ الثورة ؟) ؛ لعل هناك رهاب من الوقوع في ما يسمى بـ(( قراءة برجوازية )) أو كما هي تهمة النمريين (( قراءة برجوازية وضيعة )) ، لكن أيا تكن التهمة تبقى أفضل من عقود بقيود (( القراءة الماركسية )) التي لم تنتهي إلى حل جامع مانع حاسم بين ملل الماركسية [ليس هناك (( قراءة ماركسية )) بل (( قراءات ماركسية )) ، و كل منها لا يكتفي بالأختلاف مع الأخرى بل و تصل لدرجة تنقض فيها أحداها الأخرى ــ إذا بماذا ستختلف حينها (( القراءة الماركسية )) عن (( القراءة البرجوازية )) ؟!] .




================


* رغم القمع البلشفي وُجدت أعمالا أدبية و أسماء أدبية طريقا للظهور خصوصا مع الفترة التي بدأ فيها مشروع (( الأدب المُستعاد )) مثل : إسحاق بابل (حكايات أوديسا) (فرقة الخيالة) و أندريه بلاتونوف (الحفرة) و ميخائيل بولغاكوف (قلب الكلب) و إيفان بونين (الأيام الملعونة) و إيفان شميليوف (شمس الموتى) ... و غيرهم الكثير .


* كان أن تحدثت يلينا تشافتشافادزه (المؤرخة و رئيسة البرامج الرئاسية في صندوق الثقافة الروسي) في برنامج (( رحلة في الذاكرة )) على قناة روسيا اليوم بإسهاب عن ذلك في حلقتين : (لغز تروتسكي. كيف أضحى الصبي ليو برونشتاين من مدرسية يهودية دينية زعيما للثورة العالمية؟) و (مشروع "إدارة العاصفة" . أسرار الأب الروحي للثورات الملونة مطلع القرن الماضي و نماذجها الحديثة) .


* يتناول (أنتوني سي ، ستن) في كتابة (( وول ستريت و الثورة البلشفية )) بإسهاب رصين و عميق دور رأسماليي وول ستريت في دعم الثورة البلشفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القراءة الماركسية للنمريين
فاخر فاخر ( 2017 / 8 / 19 - 06:52 )
يقول موسى أن الثورة بلا عقل وبلا أخلاق كذلك هي الثورة البلشفية وكذلك هي الثورة المضادة التي قادها يلتسن بل هو ورثها عن خروشتشوف والطغمة العسكرية في الخمسينيات
أنا كماركسي أوافق على أن الثورة أي ثورة بلا عقل وبلا أخلاق حيث هي أمر ديالكتيكي تفرضه حركة الطبيعة وهذا ليس مما أوحى به الكاتب المعارض للماركسية بل حتى الماركسية تفتقد العقل والأخلاق حيث لم تضف عبقرية ماركس شيئاً للنظرية التي سميت باسمه لأنه اكتشفها ، اكتشفها فقط حيث كانت موجودة بكا قواعدها وقوانينها قبل ماركس
ولما كانت الماركسية موجودة قبل ماركس فلا بد أن تكون هناك قراءة ماركسية تنسب إلى القواعد والقوانين التي اكتشفها ماركس وتسمى مجازا قراءة ماركسية
الألمان ساعدوا لينين مؤملين انسحاب روسيا من التحالف لكن وقائع أكتوبر 1917 - مارس 1918 بينت أن لينين وصل إلى السلطة ليحمي روسيا من الاحتلال الألماني بدلالة محادثات اتفاقية برست لوتوفسك الجائرة التي رفضها تروتسكي بداية واقتنصها فرصة لإسقاط لينين من قيادة الحزب ثم عاد مرغما للموافقة عليها حين باتت موسكو وبطرسبورغ مهددتين بالاحتلال الألماني .
في 25 أكتوبر (الشرقي) قام

(يتبع)


2 - القراءة الماركسية للنمريين
فاخر فاخر ( 2017 / 8 / 19 - 07:17 )
قام البلاشفة بانتفاضة نكرر انتفاضة لتصحيح الثورة البورجوازية واستكمال أهدافها حيث القيادة البورجوازية في الحكومة المؤقتة تنكرت لأهداف الثورة الثلاث وهي الانسحاب من الحرب والإصلاح الزراعي وانتخاب الجمعية التشريعية ولذلك أصدر لينين صبيحة السابع من نوفمبر مرسوم السلام والانسحاب من الحرب ومرسوم الأرض وفي الشهر التالي تم انتخاب الجمعية التشريعية وتلك هي أهداف الثورة البورجوازية وما لا يعلمه الكثيرون هو أن الأممية الثانية في اجتماعها في بازل وكان ذلك آخر اجتماع يحضره البلاشفة قد قررت أن يتوجب على الإشتراكيين الروس أن يقوموا بالثورة البورجوازية وإنضاجها نظراً لهشاشة البورجوازية الروسية ,
البورجوازية الروسية رفضت أن يقود البلاشفة ثورتهم وأعلنوا الحرب على البلاشفة فكان أن التف الفلاحون الفقراء والعمال حول البلاشفة وسحقوا البورجوازية وفلول القوى الرجعية الأخرى وهو ما أملى على البلاشفة إعلان الثورة الإشتراكية العالمية في 6 مارس 1919 وهو ما واجهته الدول الرأسمالية بارسال 19 جيشا لروسيا لخنق البولشفية في مهدها كما أعلن تشيرتشل الذي أرسل ثلاثة جيوش ولاقوا الهزيمة المنكرة

(يتبع)


3 - القراءة الماركسية للنمريين
فاخر فاخر ( 2017 / 8 / 19 - 07:46 )
عندها علا صياح مجلس العموم ضد تشيرتشل وزير الحرب حيث أوشكت المالية على الإفلاس مما حدا بتشيرتشل إلى الاستقالة .
في مارس آذار 1921 كان البلاشفة قد حققوا نصراً عالميا وطهروا الأراضي السوفياتية عبرقارتي آسيا وأفريقيا من كل أثر للأعداء وهو الأمر الذي يقطع بأن الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي لم تكن بأمر من لينين أو البلاشفة بل ربما العكس هو الصحيح حيث جهد البلاشفة لمرافقة البورجوازية في إنضاج الثورة البورجوازية وليس الاشتراكية ومن ألغى الثورة البورحوازية من تاريخ روسيا هو البورجوازية نفسها وليس البلاشفة

ليدب الرعب في البورجوازية الوضيعة ومجنديها الذين يختلقون الدعاوى ضد الاشتراكية وضد الماركسية كما اختلق السيد الكاتب حججه المعادية ؛ ليدب الرعب في هؤلاء القوم لأن الثورة البلشفية ما زالت في الأرض وتحكم أمور دنيا البورجوازية الوضيعة وليس إلا من ارهاصات هذا الأمر هو أن ستالين الذي قلبه يعمر بحب الإنسانية كما شهد رفيقاه في الحرب تشيرتشل وروزفلت قتل 80 مليونا
ذلك هو الرعب الذي يخلخل مفاصل البورجوازية الوضيعة فتستكب مجنديها بلا عقل وبلا أخلاق


4 - المتنمر فاخر فاخر
موسى راكان موسى ( 2017 / 8 / 19 - 14:23 )
حالما قرأت قولكم (( أنا كماركسي أوافق على أن الثورة أي ثورة بلا عقل وبلا أخلاق حيث هي أمر ديالكتيكي تفرضه حركة الطبيعة وهذا ليس مما أوحى به الكاتب المعارض للماركسية بل حتى الماركسية تفتقد العقل والأخلاق )) توقفت عن الموازنة ، من الممكن مجادلة اللا أخلاقي لكن من المستحيل مجادلة اللا عقلاني ، و ما دامت الماركسية تفتقد للعقل و الأخلاق [و هو أمر ألصقته بالماركسية لتماهيها بالثورة التي لا عقل لها و لا كرامة فيها] فعلام نخوض جدالا نعرف يقينا أن لا فائدة منه .

يمكنك أن تزبد و ترغي كما تشاء ، لكن لتعلم أن (( الزبد يذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) .

تحياتي ،


5 - كيف نقراء الثورة ؟بمنطق الاختلاف ام بمنطق التماثل
حميد فكري ( 2017 / 8 / 20 - 20:50 )
كيف نقراء الثورة ؟سؤال وجيه .يستهل السيد الكاتب اجابته ،بالقول ان الثورة اي ثورة لاعقل ولا اخلاق لها.ويخلص الى القول ان ثورة اكثوبر لا تشذ عن هذه القاعدة ،فالماركسية اذن ليست عقل ثورة اكتوبر..هذه القراءة التي املنا منها ان تكون ،اكثر موضوعية وواقعية ،فتضيف الى المعرفة شيءا ،يفيدها .للاسف لم تنجح ،لانها استندت الى منطق تفكير ،يلغي ويطمس كل اختلاف اوتناقض في الواقع والتاريخ ، ويرجعه الى الفكر فقط.ولهذا استوت عنده كل الثورات عبر التاريخ ،وانتفت الاختلافات التاريخية بينها ،بل استوت عنده حتى مع الثورات المضادة .فهي ثورات وكفى . هذا المنطق قاده بالضرورة الى نفي حتى اسباب قيام الثورات ،او عدم قيامها لانه سيان عنده .لكن مع ذلك فثورة اكتوبر،كانت الثورة الوحيدة،قياسا على ماقبلها ،التي ساهم فيها العقل بقسط كبير في انجازها ،والماركسية بالطبع كانت الاكثر ثقلا وفعالية في انجازها .فالنظرية لاول مرة في التاريخ تلتحم بحركة التاريخ وتفعل فيه .ولم تعد الثورة مجرد فعل ميكانيكي،لان الناس هم من يصنعون تاريخهم.


6 - التماثل حاضر كما أن الإختلاف حاضر
موسى راكان موسى ( 2017 / 8 / 20 - 22:26 )
حميد فكري .. تحية طيبة ،


أن يتقمص المرء شخصية مهدي عامل لا يجعله يفكر مثل مهدي عامل ؛ التقمص لا يتجاوز التكرار لمقولات جوفاء كإستعمالك :

1. (( لأنها استندت إلى منطق تفكير ، يلغي و يطمس كل اختلاف أو تناقض في الواقع و التاريخ ، و يرجعه إلى الفكر فقط )) .

2. (( لم تعد الثورة مجرد فعل ميكانيكي ، لأن الناس هم من يصنعون تاريخهم )) .




7 - يتبع
موسى راكان موسى ( 2017 / 8 / 20 - 22:27 )
عموما ، وجهت إتهام (بتقمص مهدي عامل) أن منطق التفكير يلغي الإختلاف و يرجعه إلى الفكر : رغم أن منطق التفكير الذي استعملته يقول (( الثورة لا عقل لها )) ! ، في حين أنك بعد كذا سطر بالضبط تقول (( ثورة أكتوبر (...) ساهم فيها العقل بقسط كبير في إنجازها )) طبعا ذلك بفعل الخلطة الماركسية السحرية (( وحدة النظرية و التطبيق )) ــ الثورة لا تختلف في طبيعتها اللا عقلانية و اللا أخلاقية ، سواء أكانت ثورة أكتوبر أم ثورة مضادة ، طبعا هذا لا يلغي الإختلاف بين (مجريات الأحداث) و (ما أنتهت إليه الأمور) و (التحليلات المُقدمة) بين ثورة أكتوبر مثلا و الثورة الفرنسية ، التماثل حاضر كما أن الإختلاف حاضر ، أما التناقض فهو في رأسك وحده حاضر ؛ لا وجود لمتقابلات متناقضة موضوعية أو في الواقع ، نعم هناك متقابلات متضادة موضوعية و واقعية ، لكن التناقض إن وُجِد فإنه يوجد في الفكر فقط .



المبالغة في تقدير ثورة أكتوبر (أعني دور البلاشفة و بطولتهم) لا يحتاج لأن نسأل عن أسبابه فأسبابه واضحة للأعمى كما للبصير .


8 - يتبع
موسى راكان موسى ( 2017 / 8 / 20 - 22:27 )
أخيرا ، مسألة أن الناس يصنعون التاريخ لا إختلاف فيها ، لكن الإختلاف (و لنقل التناقض بيننا) هو في السؤال : كيف يصنعونه ؟! ، وفق المنطق الذي استعمله أجد الثورة لا عقل لها ؛ كيف تريد أن تقفز على علم إجتماع الجماهير (أنبهك لكلمة علم) فقط لتثبت أن ثورة أكتوبر (( الوحيدة )) على حد وصفك كانت بعقل ، بل بعقل ماركسي لشعوب (لا شعب واحد) يتجاوز عددهم عدد أهل البحرين ؟! .


حدث العاقل بما لا يُعقل .. فإن صدق فلا عقل له .


9 - الى السيد الكاتب
حميد فكري ( 2017 / 8 / 21 - 23:13 )
ان يتقمص المرء شخصية مهدي عامل ،لايجعله يفكر مثل مهدي عامل .وهل استدعاء فكر مهدي تقمص لشخصه ؟ثم الا نستدعي فكر ماركس ،كما استدعيت انت فكر ارسطو وكانط وغيرهما ،فهل تقمصت انا شخصية ماركس ،وتقمصت انت شخصية ارسطو وكانط؟ هذه مرجعياتنا ،وبها نفكر وعلى اساسها نحدد مواقفنا .


10 - العقل كان حاضرا في ثورة اكتوبر
حميد فكري ( 2017 / 8 / 21 - 23:58 )
تعترض على قولي ،ثورة اكتوبر ساهم العقل بقسط كبير في انجازها،معتبرا هذا مجرد خلطة ماركسية سحرية .(وحدة النظرية والتطبيق).بداية هذه ليست خلطة سحرية ،بل ديالكتيك صرف،وسبب نعتك لها بالخلطة السحرية يعود الى فهمك لهذه المقولة .فانت تفهمها بمعنى تطابق النظرية والتطبيق ،وهذا ابعد مايكون عن معناها الماركسي الحقيقي .فالوحدة بين النظرية والتطبيق لاتنفي وجود الاختلاف بينهما ،وهو اختلاف يعود لحركية الواقع باستمرار .لهذا فالماركسيين في روسيا وعلى راسهم لينين،لم ياخذوا الماركسية وقاموا بتطبيقها ،بل اعادوا انتاجها في واقع تاريخي ،ولم يات هذا بخلطة سحرية ،بل بعمل نضالي مثابر ومجهود نظري هاءل ،عرف خلال تطوره وسيرورته ،عقبات واخفاقات وايضا نجاحات. بهذا المعنى فان العقل الواعي ،كان حاضرا في ثورة اكتوبر.


11 - نقطة اخيرة :تصحيح
حميد فكري ( 2017 / 8 / 22 - 00:28 )
تقول موجها الكلام الي -كيف تريد القفز على علم اجتماع الجماهير (وانبهك الى كلمة علم)فقط لتثبت ،ان ثورة اكتوبر هي (الوحيدة)على حد وصفك كانت بعقل ،بل بعقل ماركسي لشعوب (لا لشعب واحد )يتجاوز عددهم عدد اهل البحرين.. اعتراضي على قولك هذا ،هو متى قلت انا ،ان ثورة اكتوبر في روسيا ،كانت بالعقل الماركسي وحده؟الم اقل بالحرف -والماركسية كانت بالطبع الاكثر ثقلا وفعالية في انجازها.الا يعني هذا ان تيارات فكرية وسياسية وحتى تنظيمية ،قد شاركت فيها لكن الماركسية كانت الاكثر فاعلية ؟ثم انا لم اقل ان ثورة اكتوبر وحدها بالمطلق كانت بعقل ،بل هي كذلك قياسا على ماسبقها ،ولا يعني هذا ان مااتى بعدها ،لم تكن بلاعقل .فاثورة الصينية والفييتنامية مثلا كان لها عقلها ،والعقل في كل هذه الثورات هو تنظيماتها الشيوعية ،كتنظيمات محورية فيها.


12 - لكي يكتمل إشراقك
موسى راكان موسى ( 2017 / 8 / 22 - 07:36 )


يا حبذا فقط لو تشرح معنى قولك (( (وحدة النظرية و التطبيق) . بداية هذه ليست خلطة سحرية . بل ديالكتيك صرف )) كي يتسنى لك الإشراق الكلي .


13 - في انتظار المزيد من المقالات
حميد فكري ( 2017 / 8 / 23 - 23:09 )
لنترك الاجابة المباشرة على سؤالك هذا ،السيد موسى ،ولتكن الاجابة ضمن سلسلة التعليقات علىماتتفضل به من مقالتك .وامل ان لاتبخل علينا بها ،فهي حافزة على التفكير.وهذا هو الاهم .


14 - سفسطة وتفلسف زائد
حسن نظام الدين ( 2017 / 8 / 29 - 07:19 )
سفسطات لا اول لها ولا اخر؛ بداه الشاب ألاردني/البحريني. والردود أيضا لم تخرج من دائرة السفسطة التي اتسم بها المقال! السؤال هنا؛ ما علاقة هذا المقال بتحليل وتقييم ثورة اكتوبر، تقييما موضوعيا/ تاريخيا. للأسف إن الشاب الكاتب اخذ ينحو شيئا فشيئا نحو الأنارخية والعدمية، البعيدين عن الجدل الماركسي، الذي بدونه بالطبع لايمكن فهم اية ظاهرة اجتماعية تاريخية. فما بالنا للفهم الصحيح لثورة إشكالية من الأساس، تتطلب تحليلها رصانة وعقلانية ناضجتين، هذا إذا لم نقل تتطلب الفهم العميق لقوانين الجدل الماركسي؟! وإلا ماذا تعني هذه اللازمة المشروخة المتكررة (الثورة لا عقل لها!) أتساءل بل اسال الشاب عما يعنيه بالضبط بهذه الجمل الفضفاضة الفارغة من المعنى؟! إنها لا شيء.. عدى أنه تفلسف زائد، لاطائل من وارئه غير الوصول إلى شهرة مبكرة كقلم يحاول نقد الماركسية! كل ما استطيع أن اهمس في اذن الكاتب هو الآتي : محترفو الفكر البرجوازي والمثالي ومتخصصيه لم ينجحوا في النيل من صرح الماركسية بتكتيك لي ذراع الواقع. فما بالك أنت الذي مازلت تحبو في درب المعرفة؟! نصيحتي إليك: إقرأ كثيرا وحاول أن تستوعب الجدل قبل السقوط في التيه


15 - أناركية ، عدمية ، سفسطة ، شهرة مبكرة ، طفل المعرفة
موسى راكان موسى ( 2017 / 8 / 29 - 15:50 )
بدون ألقاب يا حسن نظام إن كان هذا إسمك فعلا ،

يبدو أن حظي معك أنتهى إلى خمس أوصاف فقط (أناركية ، عدمية ، سفسطة ، شهرة مبكرة ، طفل المعرفة) ، أفلا تكمل معروفك و تصفني مرة واحدة بكل الأوصاف التي أعتادت أصابعكم و ألسنتكم على تداولها أو تلك المتبقية في رصيدكم ، يا حسن أنت من جيل العجائز الحُمر و هم البلاء الأعظم ليس فقط في الأحزاب الشيوعية و الجمعيات التقدمية بل و أيضا في الساحة الفكرية ، لذا تراني أكرر دائما (يجب تصفية العجائز الحُمر) ، نعم أنا أحبو مثلما قضى ماركس حياته كلها يحبو ، من يتوقف عن الحبو مثلك يتوقف عن أن يكون معاصرا و نشطا فكريا ، نعم أنت تفكر لكنك تفكر حيث توقفت عن الحبو ، و كفاك عجرفة بأن الزمن و المعرفة توقفت حيث توقفت أنت .

طبعا (العجائز الحُمر) ليست المشكلة الوحيدة هناك (تمجيد الشهداء) و (الإحتفاء بالمناضلين) حتى بلغ السجود الفكري في الوسط الأحمر أشده ، حضرتك جئت على ذكر (ماركسيين وثنيين) في تعليقاتك الأخرى ، لكنك تناسيت عمدا رفاقك الشهداء و المناضلين و العجائز الحُمر في الخليج ، أوليس الأولى بك إنتقاد ذوي القربى عملا بقوله (( الأقربون أولى بالمعروف )) ؟!


16 - كلمة ختامية ودية
حسن نظام الدين ( 2017 / 8 / 29 - 21:09 )
لابد من تعليق ختامي بسيط، حتى لا نسقط في خطا لا طائل منه
أولا يا أخي الكريم لم أتشرف شخصيا بمعرفتك. فانا لا أعيش حيث تعيش جنابك. ولم أقابلك يوما. أنا لست من البلد الذي قد تعتقد. أعيش في إحدى البلدان الغربية هاربا من بلدي الام، حيث التصفية تكون من نصيب أمثالي! أتردد إلى البلدان الخليجية. ولي أصدقاء ورفاق هنا وهناك. وقد يكون بينهم من ظلمتهم بكنية (العجائز الحمر!)، فأنت لا تعرف كل قصتهم (منهم صديقي الشهيد حسن نظام) سألت عنك هاتفيا لدى أصدقاء لي في بلدك. وحدث أن شخصا عزيزا يعرفك خير المعرفة (لا داعي لذكر الأسماء). لمعلوماتك؛ لم أسمع شيئا ضدك أبدا. بل أن الشخص المعنى وشخصا آخر، قد مدحاك لجرأتك على خوض مماحكات عويصة ومسائل معقدة لا يخوضه عادة من هو أكبر منك سنا وأفهم منك معرفة! كل ما في الأمر إنني قررت أن أنتقد ما كتبته من أفكار متناقضة غير منسجمة مع النهج الذي تدعيه (الماركسية). وهذا ما آلمني. من هنا فإن النقد كان وديا وقلبيا وليس تجريحا شخصيا. فالنقاط التي عددتها (العبث/الأنارخية/السفسطة..الخ) هي في الواقع ما لمسته في الأفكار المرسلة من قبلك في مقالك. وهي بالطبع لاعلاقة لها بشخصك الطموح

اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على