الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسّيجة

تغريد الكردي

2017 / 8 / 19
الصحافة والاعلام


في ثمانينيات القرن الماضي و حتى اوائل التسعينيات و قبل ظهور الحملة الأيمانية
وظهور(عبدالله)المؤمن المفاجئ وحَمَلَت الأكفان واصحاب مقولة (كلا كلا للشيطان)
كانت المنازل تمتلك حدائق!, حدائق واسعة واحيانا قليلة صغيرة, حسب مساحة
المنزل, أما أسّيجة تلك الحدائق فكانت بإرتفاع متر و نصف تقريبا أو ما اقصاه
متران, تعلوها النباتات المتسلقة أو قد تظهر سيقان الاشجار المتفاخرة بسنواتها
واضحةً للعيان, ارتفاع تلك الأسّيجة لم يكن يمنع المّارون في الشارع أو الساكنون
في المنازل المجاورة أو المقابلة من رؤية اصحاب منزلٍ ما في حال خروجهم الى
الحديقة, هم وعائلاتهم أو اصحابهم وهؤلاء يعلمون تماما إن بخروجهم يكونوا
بمواجهة العالم وتكون القبلات والضحكات والاحضان والنقاشات علنية,
كانوا يتفاخرون اذا ماحدثت مناسبةٌ ما, فتتزين الحدائق بالاضواء والموسيقى
والاغاني ولايتوقف الاحتفال إلا فجراً, كان العَلن عالمهم, لاشيء يخيفهم.
اليوم و بعد ظهور ماذُكر اعلاه, باتت المنازل بلا حدائق تماما إلا ماندر جدا أما
الأسّيجة فهي بإرتفاع ثلاثة إلى اربعة امتار واحيانا تصل إلى خمسة بعد اضافة
اطارٍ من صفائح الحديد (الجينكو) أو اسلاكً شائكة,
اصحاب المنازل يخفون نسائهم و اطفالهم, واحتفالهم بإي مناسبة يكون داخل
جدران اربعة.
في منطقتي التي أسكن (الكرادة) والتي تعتبر منطقة وسطية بين الحيّ الشعبي
والحي الراقي (كما اعتاد البغداديون تصنيف الاحياء), حين تُسمع اصوات احتفال
في بيتٍ ما (كأن تكون مناسبة زواج أو خطوبة), يخرج اصحاب المنازل المجاورة
إلى الشارع متسائلين"هاي منو؟.. شكو؟", وبعد إن يسمعوا الجواب يصمتون و تمّر
دقائق و يعود الجميع إلى منازلهم العالية الإسّيجة و يغلقوا الابواب.
اما أنا فاشتاق لتلك المنازل العتيقة ذات الحدائق الواسعة وليتها بلا إسّيجةٍ تُذكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي