الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين عبد الحسين عبد الرضا.. وياسر الحبيب..

حسين القطبي

2017 / 8 / 19
الادب والفن



تكاد تشعر بحرارة البحر، ورطوبة شمال الخليج، عندما تسمع اسمهما، سعدي عبد اللطيف، الذي عاش على هامش السعادة، كاتبا ومترجما.. وعبد الحسين عبد الرضا الذي جسد شخصية الرجل الطيب، الظريف، المحب للاخرين دائما.

الاول، نقل تجارب انسانية راقية، انتجتها شعوب، ونخب واعية لمعاناة الانسان، واهمية السلم في السلوك الانساني.. عن طريق الترجمة من الانجليزية الى اللغة العربية، وقدمها ليساهم في انتاج جيل يتوق للتطور ويثمن مفاهيم كالعدالة الاجتماعية والتحرر من قيود التراث.

والثاني جسد للملايين كيف بامكان الانسان ان يكون محبا، وكيف يتمتع وينتشي بهذا الحب تجاه الاخرين، وكيف تكون النكتة العابرة مدخلا للصفاء الروحي.

الاثنان رحلا في ظرف اسبوع، بدون وداع، كانهما ينسحبان من المجتمع بعد انتهاء مدتهم الوظيفية..

ترجمة قصص، ودراسات ادبية عن نتاجات غابريل غارسيا ماركيز، انطوان تشيخوف، الشاعر الانجليزي ت س اليوت.. واخرين، هو نقل اكبر التجارب الانسانية الى المواطن العربي لكي يساهم في دمج المجتمع العربي في الثقافات العالمية.. هذا جزء مما قدمة سعدي عبد اللطيف...

والكوميديا العابرة للطوائف، والعابرة للشعوب، تهذب الشخصية بالشكل الذي تعالج مثل الدواء، جنوح الانسان للعنف، وتكبح الرغبات السلبية والاحقاد وتنتقد السلوك الفردي غير السوي في العلاقات الاجتماعية، هو ما قدمه الفنان عبد الحسين عبد الرضا.

رحلا على نفس المركبة الفضائية باتجاه الصمت البعيد، وسيقل حضورهما حتى ينتهي بالتدريج.. مثل كل شخوص هذا الجيل الستيني والسبعيني لكي يفسح المجال للقادم....

لكن من هم الاكثر سطوعا في هذا الجيل، جيل اليوم، الذي حل محل المثقفين والفنانين في رسم شخصية المجتمع، والتاثير في سلوكيات افراده...؟؟؟

المتابع يجد الفضائيات صارت تمارس ديكتاتورية في ساحة التواصل الاجتماعي، والاعلام الموجه، ومع انحسار دور الكتاب، تزداد اهمية التلفزيون، ويتجذر احتكاره لنقل المعلومة اكثر، واكثر.

ولو تتابع هذه الفضائيات، ستجد ان شخصا مثل العريفي، ينظر لثقافة الحقد، ويعبئ الشباب نصف الامي في معارك احقاد طائفية وعرقية، باسم "اهل السنة والجماعة".. وتجد شخصا اخر، مثل ياسر الحبيب يعيد ترجمة هذه الاحقاد، واخراجها بشكل طائفي اخر، ليستهدف ما تبقى من المجمتمع..

كلاهما يرتدي زي الحواة الفكريين، سواء بالكوفية المسبلة على ذقنه، الكث، او العمامة السوداء، التي تشبه مستودع كراهية متنقل يحمله على راسه.

ثقافة السلم والمحبة، التي انتجت متجمعات اكثر توازنا في العقود السابقة، تنحسر اكثر واكثر، وروح العداء والكراهية، التي تحرق بلداننا في الشرق الاوسط، وتعتدي على المجتمعات الانسانية المسالمة الاخرى، تضطرم اكثر واكثر...

ولا غرابه في انتشار حرائق الشرق الاوسط، هذه التي دمرت العراق وسوريا، وافغانستان واليمن، والصومال وليبيا.. الخ، مادام جيل عبد الحسين عبد الرضا، ينسحب بصمت، ويحل محله جيل يتابع ثقافة ياسر الحبيب.

حسين القطبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة