الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراءات الأيديولوجية .. والإستنتاجات المغلوطة!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 8 / 19
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
كتبت بوستاً بعنوان؛ "بخصوص ردود الأفعال وقضية إتهام الكرد بالعمالة للأمريكان!!" وقلت فيه؛ "بدايةً علينا أن ندرك بأنه عندما نتجادل حول مسائل فكرية وقضايا سياسية عامة وليس مسائل شخصية فلا أعتقد بأن هناك ما يدفع للإستفزاز وثانياً وبخصوص النقاش حول العلاقة مع الأمريكان فقد قلنا ونعيد ونقول؛ بأن من حق شعبنا أن يعمل علاقات مع كل الأطراف والقوى الإقليمية والدولية وذلك بحسب مصالحنا الاستراتيجية وذلك إسوةً بالآخرين ثم هل وجدنا هناك من حقق للكرد مصالح جيوسياسية أفضل من الأمريكان والكرد رفضوها مثلاً .. أيها الإخوة؛ إننا لسنا من مريدي أي الجهات والأفكار أو المنظومات والدول حيث الأمريكان بالنسبة لنا كأي قوة عالمية حيث نطالب قيادات شعبنا أن يستفيدوا من وجودها في المنطقة ومن دون المراهنة الكلية عليها حيث "ليس من المنطق أن تضع كل بيضاتك في سلة واحدة"، كما تقول أمثالنا الشعبية!!". وهكذا ومثل كل مرة جاءني عدد من الردود والتعليقات وَمِمَّا جاءني هو ما كتبه أحد الأصدقاء حيث يقول:

"اعتقد بإنه بات معلومآ بإن اميركى الحاليه كقوى عالميه عظمى والتي تسعى للهيمنة على العالم كمشروع، لا تختلف نهائيآ الا في بعض الهوامش التي تتعلق بالزمن عن بريطانيه وفرنسا العظمتين في القرن الماضي، فلو تم استحضار المشهد البريطاني في العراق والفرانسي في سوريا بعد التقسيم وبعد تثبيت الخطوط العريضه (سيكس بيكو) من خرئط مرسومه على الورق الى واقع حقيقي ، وتمت مقارنته بالمشهد الاميركي اليوم بيما يخص سوريا والعراق سنجد بإن المشهدين متطابقين تماماً وخاصتآ بعدما تفرغت كل من بريطانيه الى برنامجها لتقسيم العراق الى ثلاث كانتونات وفرنسا الى برنامجها لتقسيم سوريا الى اربع كانتونات، من أجل صياغة منظومه استعماره متكامله وبهدف إنشاء آليه تعدديه لهضم الكعكه العراقيه والسوريه، بالشكل والطريقه المناسبين .. اعتقد بإنه لو تم الاتفاق على هذه المقدمه المتواضعه سنذهب بكل تأكيد للاتفاق لاحقآ للتوافق على الاستنتاجات وعلى جملة اسئله المراد طرحه في هذا السياق:

الاستناج الاول: الإتفاق على إن العلاقه الكرديه الاميركيه مصلحه كرديه إستراتيجيه الآن، وعليه يجب الاعتراف بإن العلاقه الكرديه البريطانيه الفرنسيه في القرن الماضي كانت مصلحه كرديه استراتيجية.

الاستنتاج الثاني: الاتفاق على إن الفشل الكردي لعدم بلوغ اهدافه في القرن الماضي لم تكن عائده للإنقسام الكردي الكردي الداخلي، بل كانت تتعلق بشكل مباشر بتراجع وإنحسار وخسارة كل من بريطانيه وفرنسا.

الاستنتاج الثالث: الاتفاق على إن اسباب الفشل البريطاني الفرنسي لتقسيم المقسم (سيكس بيكو) والمفاعيل العكسيه على الكرد وكردستان، في القرن الماضي، سيكون مشابهآ تمامآ للمفاعيل العكسيه للمشهد الاميركي وفشله في المنطقه مضروبآ بعشره.

الاستنتاج الرابع: الاتفاق على إن ذهب الكرد (اصحاب القرار) الى خيار تكرار واستنساخ التجربه السابقه ، والإتفاق على إن أصحاب القرار لم يكلفو أنفسهم عناء دراسة التجربه السابقه ومشاق قراءة التاريخ جيدآ، لدرجة القول بإنهم كانو غافلين عن ما هو قادم كحدث مزلزل سيغير وجه المنطقه والعالم.

والاستنتاج الاخطر على الاطلاق: الإتفاق على إن منظومة العمال الكردستاني هي المنظومه الاشد إدراكآ ومعرفه بقرائة التاريخ والاحداث وفهم السياسات الاقليميه والعالميه، (وهي كذلك قولآ وعملآ) وبإنها إما كانت هي غالفه عن ما هو قادم بخصوص المنطقه، وعليه هم امام مسؤليه تاريخيه ومطالبون بالاجابه عن الكثير من الاسئله، أو كانو غير غافلين وكانو على درايه بما هو قادم، وإلا لماذا ذهبو الى إجراء تحولات كبرى في بنية المنظومه على مستوى الداخل (خارطة السلام والنقاط العشره - حزب الشعوب الديمقراطي - الاعلان الاتحاد الديمقراطي في سوريا كفرع مستقل وبنفس الوقت يؤمن بالفكر الاوجلاني) وبالتالي إن كانو غير غافلين، فلماذا اجرات هذه التغيرات الجوهريه إن لم تكن بهدف خلق أرضيه مناسبه لتتلائم مع تكرار التجربه السابقه المرتبطه عضويآ بالعنصر الخارجي، وبالتالي هم غير قادرين بوضع البيض في سلتين، لإن القرار مرهون للإميركى، وبالتالي يجب الاعتراف امام هذه الحاله بإن الحاله الكرديه في القرن الماضي كان مرهونآ للبريطاني والفرانسي".

وأخيراً أيها الأصدقاء لكم وله ردي وتعليقي بخصوص ما طرحه من نقاط وإستنتاجات؛ صديقي.. مع كل التقدير للجهد والمقارنة، لكن دعني أقل لك وبإيجاز ودون الدخول في الجزئيات والتفاصيل، بأنك وللأسف تُخضع كل قراءاتك لمواقف إيديولوجية مسبقة من الرأسمالية العالمية وهذه طبعاً ترتبط بثقافة أحدنا وبحسب تواصلك على الصفحة يبدو إنك آتٍ من بيئة شيوعية ماركسية وغير قادر إلا أن يخضع قراءاته للمنبت الثقافي الفكري وبالتالي فإن القراءة بهذه الحالة ستكون إنحيازية.. أما النقطة أو القضية الأخرى وهي الأهم بالنسبة لموضوعنا تلك المتعلقة بالكرد ومقارناتك واستنتاجاتك والتي جاءت خاطئة وغير دقيقة وذلك لسبب جد مهم أنت أغفلته، ألا وهو بأن كل من فرنسا وبريطانيا كدولتين استعماريتين قديمتين .. هما صحيح كانتا وراء "سايكس بيكو" وتقسيم المنطقة، لكن المشروع الأساسي لهما ولعموم المشروع الإستعماري حينذاك كان خلق الدولة الإسرائيلية والتي كشفتها الوثائق والمعاهدات السرية وقد نجحوا في مشروعهما والكرد حِينَئِذٍ لم يكونوا بالنسبة لهم إلا على الهامش، بينما في المشروع الأمريكي الجديد فقد حل الكرد محل اليهود والدولة الكردية محل الدولة الإسرائيلية وهكذا فإن المقارنة الحقيقية والواقعية يجب أن تكون من هذا المفهوم السياسي لكلا المشروعين الإستعماريين للمنطقة لكي تستقيم تلك المقارنات والإستنتاجات.

وبالتالي وإستناداً على هذه القاعدة الجوهرية في قراءة المشهدين السياسيين والمقارنة والاستدلال بينهما وجعله منصة ونقطة إنطلاقة للقراءة فإننا سوف ندرك بأن كل الاستنتاجات التي توصلت لها خاطئة وفاسدة بالمعنى السياسي وذلك لسبب جوهري، كما نوَّهنا سابقاً حيث إنطلقا أساساً من قضية خاطئة وفاسدة حين أخطأت في قراءة المشهد السياسي وجعلت من الكرد في المشهدين -القديم والجديد- وكأنهما كانوا مركز الإهتمام للدوائر الغربية الإستعمارية، بينما في حقيقة الواقع هم أحلوا مكان اليهود والمشروع الإسرائيلي القديم لكل من بريطانيا وفرنسا في المشروع الأمريكي الجديد وبالتالي وإنطلاقاً من إعتماد قضية خاطئة فقد جاءت كل استنتاجاتك خاطئة، فكما نعلم وكقاعدة فلسفية سياسية فإن المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة وهذا ما أوقعت وأقعت قراءتك فيه وبالتالي جاءت كل الاستنتاجات في غير سياقاتها المنطقية والواقعية، مما أدى إلى إنزياحات بنيوية وفكرية في مساراتها المعرفية والاستدلالية وللأسف.. نأمل أن نكون أوجزنا وأوصلنا الفكرة والنقطة الجوهرية حول المسألة المطروحة في البوست والتعليقات!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل