الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عبد السلام العجيلي الأديب والإنسان
آرام كربيت
2017 / 8 / 19الادب والفن
عندما يمر اسم عبد السلام العجيلي أمامي تنهض كلمة الرقة، وتقف بكل جمالها، وبهائها أمام عيني، فالرقة وعبد السلام العجيلي توأمان، أحدهما يقارب الأخر كصدى ونبراس مقترنين. بالمكان، والاسم. لقد نهل الأديب العجيلي أفكاره، وقناعاته، ورؤاه من تراب مدينته الرقة، بحاضرها وبشرها وثقافتها وأرضها وتاريخها. فهذه المدينة المباركة، المعطاء، تشبه إلى حد كبير موطني الجميل، ومسقط رأسي، الجزيرة السورية من حيث الطقوس والعادات والتقاليد، والعيش المشترك الذي تغمره المحبة والمودة، وطيبة القلوب وصفاء السريرة.
كان عبد السلام العجيلي قامة وطنية كبيرة على مختلف الصعد، وترك بصمته على الشؤون الثقافية والسياسية والاجتماعية في وطننا سوريا الحبيبة. فمند المرحلة الثانوية كنا نقرأ للعجيلي نصوصاً كثيرة من أدبه، وفكره كأديب سوري كبير في أغلب المناهج الدراسية خلال فترة السبعينيات وخاصة تلك التي تختص بالأدب العربي الحديث، وكتبه التي تتناول الهمّ الوطني والقومي والاجتماعي والسياسي في بلدنا، وقد كان لمدينته الرقة ونهر الفرات فيها، الحضور اللائق، وهل يستطيع المرء أن ينسى عالم البادية المفتوح على الخيال والمدى والريح والجمال والصفاء كما صوره لنا أديبنا العجيلي من دون أن ينغرس وينطبع في ذاكرته كقطعة غناء من نبل الطبيعة وجمالها، ولولا الحاجة ودافع الحياة المعاصرة لما ترك عبد السلام العجيلي الرقة وغادرها ذات يوم لدراسة الطب.
إضافة إلى عمله كطبيب، كان نائباً منتخباً في البرلمان السوري ضمن فترة الاستقلال، إلى جانب شغله عدة مناصب وزارية، وتفانيه في كل موقع عمل فيه. فهو مثال أي إنسان سوري، متعدد، متنوع، لا يرضى البقاء في مقام واحد، فهو مثقف وروائي في هذا الجانب، وكاتب قصة قصيرة وسيرة ذاتية، وشاعر في الجانب الثاني، وطبيب وسياسي في الجانب الثالث. وله أعمال كثيرة منها: ديوان نشر في العام 1951 بعنوان، الليالي والنجوم، ورواية، باسمة بين الدموع، نشرت في العام 1958، ومجموعة قصصية، الحب والنفس، نشرت في العام 1959، وفارس مدينة القنطرة، قصص نشرت في العام 1971، وأزاهير تشرين المدماة، قصص 1974، قلوب على الأسلاك نشرت في العام 1974، والمغمورون نشرت في العام 1979، "في كل واد عصا"، مجموعة مقالات، نشرت في العام 1984 كما نشر في العام 1997، "أحاديث طبيب"، ومجهولة على الطريق، قصص نشرت في العام 1997. العجيلي كاتب وأديب ينتمي بعمق إلى هذا المكان الحيوي الناضح بالجمال والغنى، مدينته، الرقة، وسائح في مكان أخر. لقد جاب دولاً كثيرة في العالم وله أصدقاء ومعارف على مستوى العالم في مجال الأدب والفن والعمل، ونصير الفقراء والمهمشين ومدافع قوي عن وحدة أمته، الأمة العربية في أغلب أعماله. وشارك في جيش الإنقاذ في فلسطين وحمّل في قلبه مرارة خسارتها وتشريد أهلها من ديارهم وبلده. كما أنه، انطلق إلى هذا العالم من موقع حبه لبلده، وشكل من خلاله تجربة غنية تحصل عليها داخل أعماله الإبداعية عبر قصصه وروايته. وقد أنجر ما يزيد عن خمسة وأربعين كتاباً، هو محصلة حياته وخبرته.
هذا المبدع أثرى المكتبة السورية والعربية بالعديد من الأعمال القيمة والثمينة التي تركت أثراً في نفوس أبناء المنطقة والعالم. وبقي إنتاجه الغزير موضع اهتمام القراء والكتاب والنقاد للأجيال المتلاحقة.
رحم الله أديبنا الكبير عبد السلام العجيلي الذي كان عدة رجال في رجل واحد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح