الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوابا الى رئيس الاقليم أو البديل عن الاستفتاء

بهاءالدين نوري

2017 / 8 / 20
القضية الكردية


السيد المحترم مسعود البرزاني
اثناء اجتماعكم بعلماء الدين في الاقليم كنتم قد طلبتم من المطالبين بتأجيل الاستفتاء أن يقدموا بديلا عن ذلك التأجيل . انا أجيب هنا على سؤالكم هذا و اقدم لكم البديل بصورة منطقية .
لا ريب في ان من حق اقليم كردستان أن ينال استقلاله ، بالاخص منذ ان اعادت الدول المبريالية الكبرى و بعد الحرب الكونية الاولى ، توزيع الخريطة السياسية في الشرق الاوسط . لكن ذلك مالم يحدث بسبب الوضع الجيوبوليتيكي – توزيع كردستان على اربع دول في المنطقة – الامر الذي زاد كثيرا من تعقيدات القضية الكردية .
حمل كرد العراق السلاح طوال عشرات السنين و قدموا تضحيات لاتحصى لنيل حقوقهم القومية المشروعة . وفي النهاية ، وفي هذا العالم اللاعادل ، اصيبت الحركة الكردية بنكسة كبرى في مجرى عمليات الانفال و استخدام السلاح الكيمياوي من لدن نظام صدام ، ومع تغير الظرف جراء حرب الخليج ، وبمساعدة المجتمع الدولي ، نهض الاقليم من جديد و حقق مكاسب هامة و اقام لنفسه كيانا هاما طوال 12 سنة قبل ان يسقط صدام . كانت هذه فرصة ذهبية للاقليم كي يوطد مواقعه السياسية و الاقتصادية و العسكرية . لكن زعماء الحزبين الحاكمين وضعوا المصالح الحزبية الضيقة ، مع الاسف ، فوق المصالح العامة و اثاروا من جديد اقتتال الاخوة ابان التسعينات و قسموا الاقليم الى دويلتين و منطقتين مختلفتين جغرافيا و اقتصادين و قوتين عسكريتين حزبيتين – مالم يعالج عمليا حتى هذه اللحظة ، بل على العكس من ذلك ، اوجد معضلات اخرى كثيرة و آخرها معضلة هذا الاستفتاء غير الملائم من حيث الزمن و الظروف .
* * *
يوجد اليوم طريقان لتحقيق الاستقلال للاقليم :
1- طريق الكفاح المسلح ضد النظام العراقي . ويعرف الحكام انفسهم ان هذا ليس بالطريق الملائم ، ويقولون : " اننا نبدأ المفاوضات بعد الاستفتاء " .
2- الطريق السلمي الديمقراطي المدني كما جرى في عدة بلدان ديمقراطية ( جيكوسلوفاكيا ، كندا – كويبك ، سكوتلدنده ) ، وهو الطريق الصحيح الوحيد اليوم ، و للسير عبره شروطه و مستلزماته . ويتأتى على كل من الجانبين العراقي و الاقليمي ان ينفذ قسطه من المهام . و حتى هذه اللحظة لم يقم أي من الطرفين بتنفيذ شيئ من هذه المهمات . وبعد صياغة الدستور بثماني سنوات حكم نوري المالكي باسلوب طائفي شيعي ، فقطع الرواتب عن الاكراد و تصرف تجاه السنة العرب بشكل اسوأ اذ انتهج سياسة قادت الى استيلاء ارهابيي داعش على الموصل و صلاح الدين و الانبار و سنجار و حويجة و مدن اخرى عديدة . ولولا بيشمركة الاقليم لاستولوا على كركوك ايضا . فالمالكي كان و لايزال يستحق التقديم الى العدالة على جرائمه الكبرى ، بما في ذلك جريمة نهب المليارات من واردات النفط . وأيا كان الأمر فأن التحالف الشيعي أقصى المالكي من رئاسة الوزارة ، بعد أن حكم ثماني سنوات ، وأحل محله حيدر العبادي الافضل بكثير من سلفه ، رغم انه ظل يحكم في اطار نظام طائفي شيعي . فالعبادي احترم البرلمان ووجه ضربة قاصمة الى ارهابيي داعش و حافظ على قدر من التوازن في الوضع الاقتصادي العراقي رغم انه استلم من سلفه خزينة فارغة في ظروف هبوط حاد لاسعار النفط عام 2014 .
وانتم ، ايها السيد رئيس الاقليم ، تحكمون الاقليم منذ 26 عاما ، وكان في ايديكم جميع موارد الاقليم ، والنتيجة هي هذا الاقليم الخرب البائس الذي ازداد سوئا سنة بعد اخرى . بعد 26 سنة من الحكم عجزتم عن توزيع برميل من النفط لكل عائلة على المواطنين في الشتاء البارد الماضي ، وتوقفت مشاريع الاعمار كليا منذ ثلاث سنوات و للآن . والاسوا من كل شيئ أن قضية البناء الديمقراطي في الاقليم قد تراجعت الى الوراء بعد 14 عام من سقوط صدام . قارن بين الاقليم المتحرر من صدام منذ 1991 و بين بغداد المتحررة منذ 2003 لترى أن الحياة البرلمانية في 26 عاما من وجود الاقليم لم تزد عنها في 14 سنة من وجود العراق بلا صدام لأن البرلمان الاقليمي – الخمسين بخمسين – المنتخب في 1992 قد عطل بعد سنتين من انتخابه لمدة 13 سنة ، وتكرر تعطيل البرلمان في الاقليم خلال السنتين الاخيرتين ، بقرار فردي من رئيس مطعون في قانونية رئاسته . وقد منع رئيس البرلمان المعطل من دخول عاصمة الاقليم ، الامرالذي لم يسبق له مثيل في اي بلد .
* * *
كلا ليس من الصواب أن تعطى الاولية اليوم لاستقلال الاقليم في وقت تخنقه أزمة شاملة ، ولم تنته الحرب ضد ارهابيي داعش ، ولم ينفذ الاستفتاء ( المادة 140 ) الخاص بالمناطق المتنازع عليها بسبب اهمال حكام الاقليم ، ولم تخط حكومة الاقليم أي خطوة لحل المشاكل الملتهبة ( كمشكلة الرواتب و الكهرباء .. الخ ) .
ذلكم هو هو الطريق لتهيأة الاجواء في العراق وفي الاقليم نفسه لاستفتاء ديمقراطي حر ، كما يجري في الدول الديمقراطية ، في ظروف مؤاتية ، من اجل الاستقلال ، وليس لاقامة جنوب سودان جديد يتحسرفيه المواطنون على الماضي . ذلكم هو الخيار الناجح ، بدلا من هذا الاستفتاء المخطط له قبل أوانه ، أيها السيد الرئيس ! اذا اريد انتهاج طريق صحيح وجب ان ينتهي تعطيل البرلمان و أن تعالج مشكلة الرئاسة و توفر مستلزمات الانتخاب الحر النزيه لبرلمان جديد يحل محل هذا البرلمان المعطل المنتهية ولايته .
( مترجمة من اللغة كردية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إنسجام مع الهندام
أبو كريم ( 2017 / 8 / 22 - 01:01 )

لا يبدو أنَّ لهذا الكاتب علاقةً بالأفكار التي -آمَنَ- بها على مدى حوالي (صدّق أو لا تصدق) ثمانين عاماً؛ إنه لا ينتقد الموقف القومي من معالجة القضية. إنه لا يقول أن القوميين في كل مكان لم ولن يحلوا المشاكل القومية لشعوبهم، بل يعقّدونها ويُدخِلونها في طرق مسدودة، وأن الحركات القومية الحديثة في بلدان كالعراق كانت من العوامل المؤثرة في انحسار الحركات الاشتراكية والوطنية هناك، وبالتالي من عوامل ضعف الحركة الاشتراكية في عموم العالم، وأحد عوامل انهيارها نتيجة ذلك لضعف، لأن وطنية
البورجوازيين والقوميين وطنيةٌ كاذبة وعملهم من أجل الاستقلال هو مجرد صراع مع الرأسمالية الغربية من أجل الانفراد باستغلال شعبهم؛
(يتبع)


2 - إنسجام الهندام 2
أبو كريم ( 2017 / 8 / 22 - 01:04 )
ولا عجب، فهذا الكاتب كان (منذ ما قبل 1993) من الذين تناسَوا شعار -قوّوا تنظيم حزبكم- فساهم في شقِّهِ ثم تحطيم ما تبقى منه وبيع أشلائه إلى القوميين وسادتهم، ومن الذين تناسَوا: -قوّوا تنظيم الحركة الوطنية-.. فمضى لـ-تقوية- الحركتَيْن القوميَّتَيْن العراقيَّتَيْن اللتين دمّرتا العراق ومستقبلَه، وقد فعل ذلك بصورةٍ مباشرة مع إحداها وغير مباشرة مع الأخرى، عدوّتها، فهو من مجموعة -جوقت- سيئة الصيت عميلة الدكتاتورية الصدامية؛

اخر الافلام

.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال


.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب




.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب