الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح بندر و إستخدام كرت دار العجزة لإغتيال الحزب الشيوعي

عبير سويكت

2017 / 8 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


صلاح بندر و إستخدام كرت دار العجزة لإغتيال الحزب الشيوعي

بقلم : عبير سويكت

لاحظنا في هذه الأيام إنشغال الأوساط السودانية الإجتماعية قبل السياسية و الإعلامية بموضوع المناضلة فاطمة إبراهيم أم النضال و صوت المواجهه و دار العجزة بعد أن قام صلاح بندر بالترويج لهذا الموضوع و أنا كنت قد أطلعت على هذا الموضوع في الصحف الإلكترونية و لفت الموضوع إنتباهي من ثلاثة محاور رئيسية سبق أن درسناها في ما يسمى بي (Schéma de communication) التي تتمركز على ثلاثة عناصر هي (l émetteur, le recepteur, et le message) أي المرسل و المستقبل و الرسالة، فإذا بدأنا بمرسل الرسالة د. صلاح بندر بإعتباره
، (la source de l information)
مصدر المعلومة لوجدنا أنه (source peu fiable) فهذا السوداني المقيم في بريطانيا و الذي تم إستبعاده من الحزب الشيوعي لأسباب عديدة معروف عنه التحسس و التجسس و السعي لمعرفة أخبار الآخرين و مراقبة أحوال الناس و الأخطر من ذلك أن هذا الرجل تخصص و تفنن في زرع الفتن و إحاكة المكائد و بث روح الكراهية و خلق الصراعات و عرف بالخبث و المكر و النفاق و الكذب و حب إلحاق الضرر بالآخرين حتى بات جميع أبناء الجالية السودانية يخافون من أذاه و يتحاشونه و عندما يرونه يديرون وجوههم و يتغابون فيه العرفه و يصفون أفعاله بالابليسية الشيطانية لخسة و قبح المؤامرات التي يقوم بها ضد أي شخص أو جهه يضعها في رأسها و يقولون أنه كنشرة الأحوال الجوية متقلب الأفعال و الأقوال و المزاج و الأطوار و يعرف عنه أن لا حبيب له و لا صديق فالرجل لا يثبت على مبدأ واحد قد يكون اليوم معك و غداً ضدك يمكنه أن يكون اليوم شيوعياً و غداً إسلامياً فهو يكون حيث تكون مصالحه حتى و إن كان مع إبليس ذات نفسه و تشير عصا الإتهام إلى الإشاعات التي تدور حول عقده صفقات خفية مع عملاء النظام بطريقة سرية جداً و لكن هو حر في نفسه إذا شاء أن يغني فليغني و إذا شاء أن يصلي فليصلي الأرض تسع الجميع و نحن نتطرق له فقط كأحد المحاور الرئيسية لكن لن نطيل الحديث عنه فهناك عناصر أخرى أهم على سبيل المثال : العنصر الثاني المتمثل في الرسالة المرسلة التي كانت بعنوان " غرفه رقم خمسه ( فضيحة بجلاجل للحزب الشيوعي السودانى ... و منافقيه)" و بما أن أساتذتنا سابقاً كانوا يركزون عل (l importance du titre et son pouvoir) أهمية العنوان و أثره و تأثيره على مستقبل الرسالة فالعنوان يوحي بمحتوى الرسالة و الهدف منها، فعندما نقرأ ( فضيحة بجلاجل للحزب الشيوعي السوداني... و منافقيه ) نفهم أن صفارة البداية قد أطلقت و المباراة بدأت بتمريره حريفه و متقنة بحركة بهلاونية من لاعب الوسط صلاح بندر إلى جناح الهجوم إعلام المؤتمر الوطني الذي يقوم بدوره بمهاجمة مرمى الشيوعي عن طريق الترويج لموضوع دار العجزة بأساليبه القذرة موجهاً سهامه للحزب الشيوعي الذي أعتاد نظام الإنقاذ و إعلامه نسب كل ما هو غير مقبول في الوسط السوداني إلى هذا الحزب و وصفهم بالفاسدين و المنحلين أخلاقيا و الملحدين و لكن إذا عرف السبب بطل العجب و عندما نسمع إعلامهم يردد أن وضع السيدة فاطمة إبراهيم في دار العجزة يدل على أن إبنها عاق و هذا شئ طبيعي فلا خير يرجو في إبن أرضعته أمه و اشبعته بالأفكار المكارسية و هنا عبارتهم واضحه وضوح الشمس و معني الكلام : إياك أعني و أسمع يا شعب السودان لا خير يرجا في الحزب الشيوعي و قادته الذين تم وضعهم في دار العجزة في أواخر أيامهم مثل هؤلاء لا خير فيهم للشعب السوداني، لكن الخير كل الخير في حكومة الإنقاذ التي بعثت متمه و مكملة للأخلاق لتخرج الشعب السوداني من الظلمات إلى النور و هي ملجأهم الآمن و المحافظة على ثقافة البلد و عادته و تقاليده و على تماسكه و ترابطه الأسرى، و طبعاً كل هذا كلام فارغ الهدف منه إغتيال الحزب الشيوعي سياسياً بإعتباره خصم حكومة الإنقاذ اللدود و المتصدي دوماً للإسلام السياسي و العامل بنشاط على فضحه و تعريته ، أما موضوع دار العجزة في أوربا و الخدمات الصحية و الرعاية العالية التي تقدم لكبار السن بالإضافة إلى أن قرار وضع كبار السن لا تقرره الأسره وحدها ولكن هناك جهات مسؤوله هي التي تحدد إذا كانت حالة كبير السن تسمح له بالمكوث وسط أهله أم يفضل حل ثاني حتى يتلقى العناية التي تناسب حالته فكل هذه أشياء سبق أن ذكرتها الباحثة الإجتماعية و هي صحيحه و واقعية معروفه لكل من يعيش في أوربا ، لكن أنا شخصياً رأي في هذه النقطة بالتحديد أفضل الإحتفاظ به لنفسي، أما إذا تحدثنا عن ما هو مرفوض و غير أخلاقي هو تحميل الحزب الشيوعي قرارات السودانيين الأسرية الخاصة و إستعمالها كسلاح ضده، فبالنسبة لي موضع دار العجزة يعني كبار السن الذين يتم إدراجهم ضمن قائمة (les personnes vulnérables) تلك القائمة التي تضمن كبار السن و المرأة و الطفل بإعتبار أن هذه الشرائح من المجتمع محتاجه لرعاية و عناية خاصة، و المسألة في نظري هي إنسانية في المقام الأول و الأخير و الإنسانية لا دخل لها بديانة و لا جنس و لا لغه و ثقافه و توجه سياسي، فصحيح أن الديانات السماوية الثلاثة تحس على تعزيز القيم الإنسانية لذلك تجد السودانيون يقولون : الإسلام دين رحمه (ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا)، و قول أبي هريرة : (بينما بغي من بغايا بني إسرائيل تمشي، فمرت على بئر ماء فشربت، و بينما هي كذلك مر بها كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فعادت إلى بئر الماء، فملأت موقها، فسقت الكلب فغفر الله لها)، إذن لا اختلاف في أن الديانات السماوية تحس على تعزيز قيم الإنسانية و الرحمه و العطف على الحيوان و الإنسان، و لكن الإنسانية فطره داخلية نابعه من داخل النفس البشرية لا علاقة لها بالدين أو التربية الأسرية و لا الجنس و لا الثقافة و اللغه فقد تجد شيوعيا إنسانيا أكثر من الإسلامي و العكس، و تجد رجل إنسانياً أكثر من المرأة و العكس، و تجد ملحدا إنسانياً أكثر من الديني و العكس، و حتى بين الإخوان الأشقاء و الأبناء تجد من هو إنساني أكثر من الآخرين، و قد تجد نصراني و غربي أكثر إنسانية من العربي المسلم و العكس، و قد تجد شخص ذو أخلاق عالية جداً و تربية أسرية حميدة لكن الصوت الإنساني بداخله ضعيف، إذن الإنسانية لا يمكن نسبها إلى فكر دون الآخر أو ديانة دون الأخرى أو ثقافة بعينها... الخ، و هذا الأسلوب الساقط من صلاح بندر و من إعلام المؤتمر الوطني يدل على مدى تفاهة مستخدميه الذين أعتادوا الضحك على الدقون و الاستخفاف بعقول السودانين و لكن على من هذا الهراء؟ موضوع فاطمة و دار العجزة تم تفجيره لأغراض سياسية لا غير و إلا لماذا تتركون الأزمة الإجتماعية السودانية المحلية و تذهبون إلى سودانيي بريطانيا؟ فمواقع التواصل الإجتماعي السودانية من فيسبوك و قروبات مغلقه و قروبات واتساب مليئة بقصص سودانية محلية يقشعر له البدن فهنالك العديد من كبار السن السودانيين تبقى عليهم أسرهم في البيت العائلي فقط خوفاً من ألسنة المجتمع و ليس رحمةً منهم و إنسانية و حالهم يرق له القلب و يعاملوا أسوأ المعاملة في خفاء و لو وضعوا في دار العجزة لكان أفضل لهم و أنا اتحد اي سوداني يقول لي انه لم ير معامله سيئه لكبار السن في الأوساط السودانية، بل هناك ما هو أسوأ فقد صرنا نسمع بالابناء الذين يرمون بأهلهم إرضاء لازواجهم و النساء الساقطات اللاإنسانيات اللاتي يخيرن الرجل بين فراشهن و بقاء أمه في البيت و هناك العديد من القصص الواقعية المحزنه ليس في السودان فقط بل الخليج العربي أيضاً الذي صار يتصدر القائمة الأولى، و لكن أنتم في الأساس لا يهمكم الشعب السوداني و ما يعانيه من أزمات إجتماعية فما يشغل بالكم هو البقاء في السلطة و جمع أموال الشعب المريض المظلوم الجائع لذلك ركزتم على قضية فاطمة و تركتم مآسي شعب بأكمله لأغراض في أنفسكم ، و لكن الحمدالله أن الشعب السوداني أذكى من أن يتم تخديره بهذه التفاهات ليكف عن المطالبة بحقوقه و يجعل من حكومة حرامية كافوري مثله الأعلى.

عبير سويكت
ناشطة سياسية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس
20/08/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات