الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ودادية موظفي العدل مستعدة للتعامل مع كل التنظيمات المهنية الملتزمة بالصمت عن سوء التدبير وحسن التبذير

اسماعين يعقوبي

2017 / 8 / 20
المجتمع المدني


بالرجوع الى الحوار الذي أجرته جريدة الصباح في عددها 5383 ليومي السبت والأحد 12-13 غشت 2017 مع رئيس ودادية موظفي العدل، نستشف مجموعة من المغالطات والرسائل تتمثل فيما يلي:
1- بخصوص عنوان المقال:
عنون المقال بعنوان غليظ لا من ناحية الكتابة ولا من ناحية المضمون حيث نقرأ: "الإدارة القضائية مكبلة بالبيروقراطية. أبرباش رئيس ودادية موظفي العدل أكد استعدادها للتعامل مع كل التنظيمات المهنية الملتزمة".
أول ملاحظة يثيرها هذا العنوان البارز هو أن الادارة القضائية مكبلة بالبيروقراطية وبالتالي وجب أولا تبيان المقصود بالإدارة القضائية التي لم يبدأ الحديث عنها الا في الآونة الأخيرة وكذا تبيان مختلف مظاهر البيروقراطية والتمييز بين ما هو هيكلي في بيروقراطية الادارة القضائية والمرتبط أساسا بالنظام السياسي وما هو طارئ وظرفي أي المرتبط بالقائمين على الادارة القضائية، ومن هنالك وضع خطة العمل للتصدي للبيروقراطية بصيغتيها الهيكلية والظرفية.
ثاني ملاحظة تتعلق باستعداد الودادية للتعامل مع كل التنظيمات المهنية الملتزمة والتي توحي لأول وهلة أنها (أي التنظيمات المهنية الملتزمة) تنظيمات خارجية عن اطار الموظفين الذين يفترض أن الودادية تمثلهم بحكم وقوة الخطاب الملكي المؤسس لذات الودادية.
فالقارئ يعتقد أن الودادية وفي اطار انفتاحها على الجميع والمجتمع مستعدة للتعامل مع التنظيمات الملتزمة بقضايا الموظفين والمدافعة عن حقوقهم، في حين أن مضمون الحوار ينم عن منطق وسلوك اقصائي اتجاه موظفين منخرطين بقوة القانون والخطاب. هذا المنطق، ورغم التبجح (إنها شريك قادر على امتلاك الوعي للفصل بين حدود النقابي وحدود الجمعوي)، أنتج منطقا جديدا يختصر الودادية في النقابة والنقابة في الودادية وهو ما أكدته حتى التعازي والتبريكات التي تتم بشراكة بين الطرفين، بحيث أن التنظيمات الاخرى غير ملتزمة في تقديم العزاء والتبريك.
ثالث ملاحظة وتتعلق بالربط بين طرفي العنوان أي بين البيروقراطية المكبلة للإدارة القضائية والاستعداد للتعامل مع كل التنظيمات المهنية الملتزمة، حيث انه بعد وصف غريب، انتقل السيد الرئيس الى تصفية حساباته مع كل المعارضين لطريقة تسيير وتدبير شؤون الودادية، وضمنها وضع مستخدم في منصب المدير العام للودادية بدعوى أنه من الشخصيات المرموقة الى وضعه في المكتب المركزي للودادية ضدا على القانون الذي لا يسري مفعوله الا بعد تبنيه من قبل المؤتمر حيث يمكن لأي موظف أو مواطن اطلع على أبجديات القانون أن يفهم التلاعب الحاصل، فكيف لمستخدم في المؤسسة المحمدية للاعمال الاجتماعية أن يحضر كمؤتمر في مؤتمر الودادية قبل تعديل القانون الاساسي للودادية؟ وكيف لأعضاء ودادية بنوا تاريخهم على الصراع ضد المتقاعدين الذين يسيرون النقابات أن يفتحوا الباب أما المتقاعدين لتسيير شؤون الودادية؟
ان غياب تعريف وفهم للبيروقراطية المكبلة للادارة القضائية وكذا غياب برنامج وتصور لمواجهة هاته البيروقراطية تجعل العنوان الأقرب الى الصواب هو "الإدارة القضائية مكبلة بالبيروقراطية، ورئيس ودادية موظفي العدل أكد استعدادها للتعامل مع كل التنظيمات المهنية الملتزمة بالصمت عن سوء التدبير وحسن التبذير"، ويجعل من مضمون الحوار وسيلة لتمرير العديد من الرسائل وتصفية الحسابات مع عدة أطراف سنتطرق لها في الأجزاء المقبلة.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Amnesty Launches Annual Report on the State of Human Rights


.. وكالة -الأونروا- تنشر مشاهد للدمار في غزة في اليوم الـ 200 ل




.. بطلب من الأرجنتين.. الإنتربول يصدر نشرة حمراء لاعتقال وزير د


.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي




.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا