الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمارة آل مسعود والفردوس الموعود.

جعفر المهاجر

2017 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إمارة آل مسعود والفردوس الموعود.
جعفر المهاجر
قرأت قبل أيام مقالا كتبه الأستاذ كفاح محمود مستشار رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني عنوانه ( دعونا نعيش بسلام.) وهو مقال يحمل في طياته الكثير من المغالطات والقفز على الحقائق. ومن منطلق حرية الرأي أحب أن أوضح هذه الأمور التي أعتبرها حقائق دامغة ردا على المقال:
إن عنوان مقال الأستاذ كفاح محمود يوحي وكأن حربا تشن على شعبنا الكردي العزيز من قبل الحكومة المركزية الحالية التي يعتبرها الكثير من العراقيين بأنها أضعف حكومة بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية. والعالم كله يعلم إن الشعب الكردي المناضل في إقليم كوردستان قد نال القسط الأوفر من حقوقه في ظلها. وهذه الحقوق يحلم بها أي شخص كردي في الدول المجاورة. ومسعود حول الإقليم إلى إمارة مستقلة يتحكم بشؤونها هو وعائلته ولا علاقة له بالحكومة المركزية إلا حين يطالب بالمزيد من الإمتيازات فيبعث وفدا يترأسه إبن أخيه للتباحث في شأنها. وحصة الأحزاب الكردية في الحكومة العراقية واضحة وضوح الشمس إبتداء من رئيس الجمهوؤية إلى وزراء ونواب ينتقدون الحكومة العراقية بكامل حريتهم، ولديهم القدرة على تعطيل القوانين التي لاتصب في صالح أحزابهم وحكومة إقليمهم. في الوقت الذي يعيش فيه شعب كوردستان تحت نير رئيس إنتهت فترة رئاسته ، وظل متشبثا بكرسي الحكم، ويقود الإقليم بطريقة فردية إستبدادية نحو طريق مجهول ويؤيده في ذلك حزبه وأفراد عائلته بعد أن حل البرلمان وأقال رئيسه يوسف محمد صادق وعطل الدستور، وفصل أربعة وزراء أكراد لاينتمون لحزبه، ومنع النواب الكورد من دخول أربيل، وأخذ يتصرف كدكتاتور كما كان يفعل صدام في فترة حكمه البائدة تماما.
فعن أية (دولة مواطنة) و(دولة كردستانية مدنية متحضرة ) يتحدث الأخ الكاتب ؟ وهل إن هذه الدولة موجودة على سطح القمر.؟ وأستغرب تماما كيف يتحدث الأستاذ عن دولة المواطنة والديمقراطية ويدافع عن شخص متفرد في السلطة. ويزيح أبناء جلدته عن مركز القرار على هواه؟ والأخ العزيز يعلم تماما إن الطالب الشهيد سردشت عثمان حسن أختطف من جامعته في أربيل وبعد دقائق مزقت جسمه رصاصات مخابرات الإبن مسرور التي يطلق عليها ( الباراستن) ورميت جثته في وضح النهار قرب الجامعة وجريمته إنه تجرأ على إنتقاد العائلة البارزانية الحاكمة ووضع نفوذها وتجاوزاتها وامتيازاتها موضع التساؤل.وقد سمعت أحد أعضاء الحزب يقول بعظمة لسانه بعد تلك الجريمة :
(إن من يتطاول على شخص الرئيس في كردستان نقطع لسانه) وهناك شواهد كثيرة تؤكد إن إقليم كردستان خاضع لحكم العائلة المطلق والمظاهرات الإحتجاجية التي قمعته القوات الأمنية بكل قسوة هي دليل آخر على غياب الديمقراطية في إقليم كردستان.
ويقول الكاتب أيضا مع أغلاطه اللغوية والنحوية العديدة:
(بعد أن منحوا ولاية الموصل العثمانية هويتها العراقية في استفتاء عصبة الأمم بالربع الأول من القرن الماضي أملا في أن يحقق الشركاء (الآخرين) في المملكة العراقية (ولاية بغداد وولاية البصرة) وعودهم في تنفيذ مطالب شعب كوردستان في شكل الدولة وأساسياتها وحيثياتها بما يضمن حقوقهم الإنسانية والثقافية والسياسية.)
ومن العجب العجاب أن يسلخ الأستاذ الكاتب وبكل بساطة مدينة الموصل العراقية العريقة من تربة العراق ويعتبرها (عثمانية ) لوقوعها تحت نير الإحتلال العثماني في فترة من فترات التأريخ المظلمة .ولو طبق هذا المبدأ في العالم لألغيت عشرات الدول من الخارطه، وصارت جزءا من دول أخرى إحتلتها في فترات ماضية من زمن الإستعمار.
ثم يتباكى الأخ الكاتب على الكورد الفيليين وغيرهم من مكونات الشعب العراقي كذبا وزورا لكي تبتلع سلطته المزيد من الأراضي العراقية التي يسمونها بـ (المغتصبة) من جانب واحد وعلى رأسها كركوك العراقية خلافا للدستور ولكل القوانين الدولية. وأرجع قليلا إلى الماضي وأذكره إذا كان ضعيف الذاكره:
في الوقت الذي كانت الأجهزة القمعية الصدامية تهجر الآلاف من هذه الشريحة المظلومة إلى إيران تحت أسوأ الظروف المناخية ويغيب أبناءهم في أحواض التيزاب كان مسعود يزور بغداد ويقبل صدر الطاغية صدام كما يقبل الولد صدر أبيه ليكون عونا له على استرجاع أربيل من قبضة الإتحاد الوطني،ويسلمها له ولحزبه، وحدث ذلك تحت سيل من الأناشيد التي كان يطلقها التلفزيون الصدامي ممجدا اللقاء بين صدام و قال مسعود في مقابلة (أنا مستعد لأوقع على بياض كل مايطلبه مني الرئيس القائد صدام الذي هو أب العراقيين جميعا!!!) وذهب ضحية تلك الحملة التي قام بها الحرس الجمهوري الصدامي المئات من أبناء شعبنا الكوردي، وتم تهجير الآلاف منهم إلى إيران وتركيا ودمرت مناطقهم. وبذلك التصرف خان مسعود بني جلدته الأقرب إليه، ولم يدافع يوما عن الأكراد الفيليين عمليا لكنه ظل يتاجر بمأساتهم لأغراض دعائية ونفعية رخيصة. ولا ينسى الكاتب أن يجعل من ظلم النظام الدكتاتوري الصدامي الذي شمل الشعب العراقي برمته قميص عثمان لتغطية مخططات سيده في الوقت الذي تحتضن كردستان اليوم غلاة الطائفيين العنصريين المؤيدين لداعش والمطالبين بإلغاء العملية السياسية ويتجاهل رئيس الإقليم وأجهزته الإستخبارية مواقفهم المشينة ضد الشعب الكردي حين كانوا يرقصون ويهزجون لصدام الذي قام بعمليات الأنفال السيئة الصيت ، وضرب حلبجة بالأسلحة الكيمياوية. والغرض هو الضغط المستمر على الحكومة العراقية وانتزاع المزيد من المكاسب منها على حساب الشعب العراقي.
وأحب أن أقول لحضرة الكاتب لو تكرم بقراءة مقالي وحتى لايقول أنت من عملاء الحكومة العراقية. أنا مواطن عراقي كوردي فيلي مهجر ومن السجناء السياسيين ولم أحصل على أبسط حق من حقوقي داخل العراق. ولكني لست طائفيا ولا عنصريا ولست من أنصار أية حكومة عراقية سابقة أو حالية وجميع هذه الحكومات هي حكومات محاصصاتية ينخرها الفساد من رأسها إلى أخمص قدميها. والصراعات فيها على المناصب لاتنقطع والوضع السياسي السائد في العراق وما يتخلله من مساومات وتناقضات ماأنزل الله بها من سلطان لايسر المواطن العادي. وما دامت كل الأحزاب مشتركة فيها فلا يحق لأية جهة سياسية تبرئة نفسها مماعلق بها من فساد وإفساد ، والتملص من المسؤولية ورميها على الجهة السياسية الأخرى لذر الرماد في العيون، وإخفاء حالة الفساد المتغلغلة بين شخوصها. فالجميع مشترك في الوليمة المحرمة.والقسم الأعظم من هذا الجمع يغرف من الإمتيازات ويطلب المزيد وفي الوقت ذاته هو معارض للسلطة القائمه. وأقول بكل وضوح إنني مع الشعب الكردي في نيل كل مايطمح إليه. ولكن ليس على حساب الوطن العراقي ومصادرة حقوق القوميات الأخرى.
وفي الوقت الذي يخوض فيه أبناء العراق الشرفاء حربا شرسة ضد قوى الإرهاب الداعشي، ويضحون بأرواحهم من أجل تطهير تراب وطنهم المقدس من رجس الدواعش، نرى في الجهة الأخرى رئيس الإقليم يطلق عشرات التصريحات النارية المتشنجة بشكل شبه يومي ليصنع من نفسه بطلا أوحدا للشعب الكردي، ويهدد الشعب العراقي ببحورمن الدم لقضم المزيد من الأراضي العراقية في هذا الظرف الصعب والخطير، ويصر على الإستفتاء من جانب واحد والذي ترفضه كل دول الجوار والعالم والأمم المتحدة عدا الكيان الصهيوني . وهو رئيس غير شرعي. ويصرح إبنه مسرور قائلا : ( لايشرفنا أن نكون عراقيين لأن عدم الثقة بيننا وبين الحكومة وصل لمستوى لايسمح ببقائنا تحت سقف واحد). لكن العائلة الحاكمة تصدر يوميا 500 ألف برميل من نفط العراق الذي هو حق للشعب العراقي ، ولا تعرف الأحزاب الأخرى في كوردستان مصير هذه الإيرادات النفطية. وتستولي العائلة الحاكمة أيضا على المطارات والمنافذ الحدودية ويزور رئيس الإقليم دول الغرب وأمريكا كرئيس دوله، ويطالب رؤساء تلك الحكومات بكل عنجهية وصلافة عدم تصدير الأسلحة للعراق وخاصة طائرات ف16 التي دفع ثمنها منذ فترة طويلة لإبقائه ضعيفا مهزوزا . وقد كانت تصريحاته في البرلمان الأوربي في بروكسل تمثل قمة عنجهيته. حيث ردت حركة التغيير في بيان لها على تلك التصريحات بأنها:
(احدثت شرخا في صفوف شعب كردستان ونقلت صورة غير محبذة عن كوردستان الى الرأي العام العالمي خارج البلاد.) وأجهزة أمنه لاتسمح لجندي عراقي واحد الدخول إلى كردستان ويملأ أعوانه الدنيا زعيقا بأن الحكومة المركزية تريد تجويعهم بقطع الرواتب وهي كذبة يحاولون ترويجها داخل المجتمع الكردستاني للتغطية على مشاكلهم مع بني جلدتهم من الأحزاب الأخرى .
إن مسعود يعلم تماما إن الإستقتاء الذي يدعو إليه لن يكون في صالح الشعب الكردي خلال هذه الفتره. حتى حليفته أمريكا ترفض ذلك ولو كان ذلك ظاهريا . ومسعود الذي تحالف مع أردوغان العثماني ، ومهد لقواته إحتلال جزء من العراق، وأدخل مئات الشركات التركية إلى كردستان وزار تركيا لمرات ومرات لتقديم الولاء لكن كل ذلك لم ينفعه في إستمالته للقبول بهذه الخطوة . حيث يقول أردوغان عن الإستفتاء بـ(أنه غير شرعي وسيؤدي إلى حرب أهلية وإن هوية كركوك تركمانية ونحذر مسعود من تجاوز حدوده .) لكن مسعود وحزبه وعائلته لايستطيعون الرد عليه مطلقا لكنهم قادرون فقط على نهش الحكومة العراقية في كل الأوقات. وكذلك تعتبر إيران وجود سفارة إسرائيلية بالقرب من حدودها خطا أحمرا. ولا يمكن ضم أية منطقة خارج حدود كردستان من خلال هذا الإستفتاء من جانب واحد. وكركوك ستبقى عراقية ومدينة لجميع القوميات المتآخية والبارزاني يدرك تماما حقيقة إنه لايستطيع قهر القوميات الأخرى داخل كركوك وإخضاعها لمشيئته . ولا تتجرأ أية حكومة عراقية أن تقدم له هذه المدينة العراقية على طبق من ذهب . والأحزاب الكردستانية ترفض حكم العائلة المسعودية لأنها ستضع كردستان في نفق مسدود وستجلب العداء لهذا الكيان المرتقب داخليا وخارجيا. والفردوس الموعود الذي يبشر به البارزاني وعائلته وحزبه سيزيد من فقر شعب كوردستان ومشاكله وثراء حيتان العائلة .
إن مسعود البارزاني يعلم إن هذا الفردوس الذي يلمح به للشعب الكوردي بعد الإستقلال لاوجود له على الواقع. وإن دولة المواطنة المتحضرة الديمقراطية هي محض خيال في ظل هذه العائلة التي ركبها الغرور وراحت تتخبط في تصرفاتها الحمقاء وتضع إقليم كردستان في مهب رياح عاتية قادمة . وإن أسلوب المقايضات ومغازلة دعاة الإقليم السني سيفشل أيضا على صخرة أبناء السنة الشرفاء الذين يرفضون تقسيم العراق كما يشتهي البارزاني وعائلته وبطانته.
جعفر المهاجر.
20/8/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع