الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتراف سبيل حل المشاكل

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2017 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرية الفرن التابعة لمركز ومدينة ابو قرقاص محافظة المنيا ، بها مواطنين مصريين مسيحى الديانة ارادوا الصلاة ، لاتوجد كنيسة لديهم ، اتخذوا منزل احدهم مكانا للصلاة مصطحبين معهم احد القساوسة
لاحظ باقى اهالى القرية المواطنين المصريين المسلمين ان مواطنيهم المصريين المسيحيين يتجمعون للصلاة فى منزل احدهم للصلاة فى اوقات محددة ،،،
الوضع الطبيعى فى مصر المدنية ان مواطنى مصر المسلمين انتابتهم الحسرة على عدم وجود كنيسة للصلاة لمواطنيهم المسيحيين، فقام احد المواطنين المسلمين بالتبرع لمواطنيه المصريين المسيحيين بمنزل فسيح يملكه لصلاة مواطنيه مؤقتا
ثم قام المواطنين المسلمين بالتبرع بثمن قطعة ارض لاقامة كنيسة لاخوانهم المسيحيين المصريين للصلاة بها على ان يتشاركوا معا مسلمين ومسيحين فى بنائها وانتهت القصة بسعادة وسرور
حقيقة الامر فى مصر التى يتصدر فيها شيوخ الفتنة الاعلام ومجالس الصلح العرفى واكشاك الفتوى لم يكن بهذا الشكل الراقى
حيث راقب اهالى القرية مواطنيهم المصريين المسيحيين ولاحظوا تجمعهم فى اوقات محددة للصلاة فى منزل احدهم فقاموا بالتجمع والاحتجاج وحضر الامن فورا ومنع الصلاة وقرر انه فعلا لايجوز الصلاة فى منزل احد المسيحيين بدون تصريح من السلطات المختصة وتم تحرير محضر شرطة بقيام احد الاقباط بمحاولة اقامة شعائر دينية دون ترخيص
ودور الامن هنا محمود مؤقتا لان هذا الوضع المزرى من منع مسيحيين من الصلاة هو امر منهجى فى بعض محافظات الصعيد وليس حادث فردى يمكن معالجته امنيا ولكنه يعبر عن ثقافة شاذة تضطهد الاخر
ولكن للقصة وجه اخر هذه الحادثة
لانها كارثة نموزجية بكل المقاييس فهى لم تتحول بعد الى عمل عنف يسقط فيه قتلى وجرحى وبالتالى فهى فرصة للازهر وللاوقاف وللقوى السياسية ليقوم كلا منهما بدوره لنعرف كيف وصل بنا الحال الى هذه المأساة
على الازهر ان ينزل بشيوخه لبحث هذه المشكلة فهؤلاء المتطرفين لم ياتوا من الفضاء ، ولهم شيوخ ومريدين وجوامع وزوايا ترضعهم العنف وكره الاخر كل يوم جمعة ، كيف استطاع هؤلاء الشيوخ والدعاة ان يصلوا الى قلوب وعقول هؤلاء المواطنين المصريين المسلمين ليغيروا فى طبيعتنا الراقية المتسامحة على مر الدهر
على الاوقاف صاحبة الملايين الموقوفة والمهدرة فيما لايفيد ان تبحث المشكلة فربما تكون البطالة ضاربة باطنابها فى القرية وبدلا من انشغال شبابها ورجالها ونسائها باشغالهم واعمالهم انشغلوا بمواطنيهم المسيحيين
على القوى السياسية ان تبحث هذه المشكلة ايضا فهؤلاء الغاضبين المتعصبين هم فارغون عقائديا وفكريا وهم وقود لكل الجماعات المتطرفة والغبية ، التى تنشر الخراب والفوضى
متى نتعلم من كوارثنا ونحل مشاكلنا وقضايانا بالعلم بدلا من ان نهيل عليها التراب مؤقتا او نعتقد اننا نحلها بتبويس اللحى والكلام النمطى الذى لايقدم ولكنه يؤخر فتظل جذوة المشاكل مشتعلة تنتظر الوقت المناسب لتحرق الاخضر واليابس


مصدر الخبر
المصرى اليوم عدد الاحد 20 اغسطس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر