الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرلة التاريخ وأيقنته لتنحرف وجهته

عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي

2017 / 8 / 23
القضية الفلسطينية


المحمية العبرية كيان بلا تاريخ تحرجه ولادته وتخجله نشأته يدور وعيه القومي الوطني في فلك التوراة وكل ما تعلق بأسلافه فهو من المقدسات ما جعل مادة التاريخ من المحظورات ولا تُستمد إلا من التوراة فالطفل في المدرسة الصهيونية يدرس تاريخ الهيكل من زمن سليمان عليه السلام إلى عهد هيرودس ويدرس تاريخه في القرنين الأخيرين لترتبط الدولة الحديثة في الوعي الصهيوني بأرض الرب وشعبه فالهيكل للرب والحكم للشعب وهذا ما يفسر الهوس الصهيوني بالهيكل لأنه يثبت بزعمهم أن هذه الأرض من حقهم ويُبطل ملكيتها لكل من جاء بعدهم لتنتقل التوراة من مقدس ديني إلى إطار للوعي الوطني القومي فيصبح التاريخ اليهودي تاريخا دينيا مقدسا وبهذا تكتمل أضلاع
مثلث المقدسات
شعب
وأرض
وتاريخ اليهودية
وكل طاعن في هذه المقدسات الوهمية فهو من أعداء السامية فالدولة في الوعي الصهيوني كيان مقدس في كل أحواله لأنها التجسيد المادي الملموس لوعد الإله لشعبه المختار والمتميز على الأغيار في كل أجياله فالصهيوني شخص مقدس لنسبه ومعتقده ما يجعل القداسة سمة من سمات تاريخه وحاضره ومستقبله لينتقل التاريخ من مجال زمني لسرد الأحداث واستخلاص العبر وتعليمها للأجيال إلى إطار لتكريس قداسة إسرائيل وشعبه وتقديمهم في صورة الشعب المثالي الذي يرتقي في أقواله وأفعاله وفي جميع أحواله إلى درجة الكمال لأنه الممثل الشرعي والوحيد للرب الذي نسبهم إليه ولم يعاملهم إلا معاملة التكريم والإجلال ليصبح تاريخ شعب إسرائيل هو تاريخ الرب الذي ظهر في الشعب وبه وذلك في كل تفاصيل هذا التاريخ وفي كل حقبه ليتكرر باسم الرب ذي الجلال هذا المشروع الاستيطاني الإحلالي للشعب الهمجي الاحتلالي من زمن إسرائيل مرورا بتشييد الهيكل فالسبي ثم تحرير قورش والعودة لبناء الهيكل الثاني ثم التحرش السلوقي مسبب الثورة الحشمونية ثم حملة تيتوس الرومانية وهدم الهيكل وتشريد اليهود وبعد طول تشريد هاهو ذاك الشعب التائه يعود ليثبت من جديد أنه الشعب الوحيد الذي يصحبه الرب في حله وترحاله ولا يظهر الرب إلا من خلاله فالرب هو شعب إسرائيل في كل أقواله وأفعاله وفي جميع أحواله لذلك لا يكف اليهود عن القتل والسلب والنهب ولا يعتذرون ولا يقبلون النقد أو المحاسبة لأن الرب حل فيهم وإليه يُنسب كل ماضيهم فربهم الذي صرعه إسرائيل جدهم
هذا الرب المهزوم عندهم ملزم بالانقياد لهم لأنهم شعب إسرائيل الذين يرثون انتصار جدهم لذلك تجلى الرب لموسى رسولهم وهو إلى اليوم يسالمهم ولا يصارعهم ولا يتجلى إلا لهم ولا يظهر إلا بهم ولا يتكلم إلا من خلالهم
فما الصهيوني الاسرائيلي جنسية اليهودي ديانة العبري ثقافة السامي نسبا إلا طفل يعد للحرب أو مجرم يباشر القتل أو مقاتل إحتياط أو قاتل قديم يخطط ويفيد بخبرته أو شيخ خرف حريديم يحرض على القتل مدار حياتهم على الحرب يصنعونها ويستعدون لها وكما يتمسكون بأسلحة قتلهم لا يغفلون عن كمامات غازاتهم السامة ومع أول دوي لصفاراتهم يهرعون إلى ملاجئهم فالمجتمع اسبرطي بامتياز ما جعله يخلد عقدة الماسادا في نصب تذكاري ويجعل من جنون شمشون إختيار شمشون فما سبب هذا الولع بالقتل والانتقام
-إنه الاستعلاء على الخلق والخالق لذلك أطلقوا على الأرض التي اغتصبوها اسم إسرائيل عليه السلام لأنه استحق هذا الاسم بعد أن باركه الرب لكن لماذا بارك الرب يعقوب وسماه إسرائيل لأن الرب صارع يعقوب ولم يقدر عليه ولم يطلقه يعقوب إلا لما باركه وسماه إسرائيل
" قام يعقوب في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر عبر مخاضة يبوق أخذهم وأجازهم الوادي وأجاز ما كان له فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ،
وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ
وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ
وَقَالَ: أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ.
فَقَالَ: لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي
فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: يَعْقُوبُ
فَقَالَ: لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ،
لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ
وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ.
فَقَالَ: لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟ وَبَارَكَهُ هُنَاكَ "
سفر التكوين
-فهذا المسخ الذي يسمي نفسه شعب الله المختار يزدري الخالق ويستعلي على الأغيار الذين لا يشبهونهم حتى في النسب فضلا عن الانتساب فهم أبناء الرب الذي أمرهم بقتل الأنبياء وأتباعهم ودعاتهم ولو كانوا من الأبناء والآباء
" إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً،
وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا،
فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ.
وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ.
وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا.
تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ "
سفر تثنية
لذلك حاربوا المسيح الذي أخبرهم أنه كلمة ربهم واتهموه بالكفر وما طعنهم في نسبه إلا لأنه أفسد انتساب هذا الشعب إلى الرب وقلب رأس هذه العلاقة على العقب فهذا المبعوث سلبهم كل ما يميز علاقتهم بربهم وحرمهم مغانم انتصار جدهم فبينما الرب يطيعهم ويخدمهم بسبب هزيمته أمام جدهم إسرائيل
" وهذا هو سر اطلاق هذا الاسم على دولتهم "
فإذا بالرب يأمرهم ويستخدمهم ولا يقر بهزيمته بل يبكتهم على فريتهم ويتوعدهم بالعقاب على ضلالهم فبادروا إلى قتل المسيح الذي كان سببا في إذلالهم لما جعلهم مثل غيرهم في علاقتهم بربهم مع إقراره بفضلهم ولم يشفع له عندهم أنه يشاركهم النسب والدين كما أنه رسول رب العالمين بل قتلوه بسيف الرومان الوثنين وشردوا كل من آمن به واتبعه لقطع دابر هذه الدعوة التي تنسب كل أمجاد اليهود شعب إسرائيل إلى المسيح وحده
-فبعد أن كان اليهود يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه أعتقد المسيحيون أن المسيح هو ابن الله الوحيد
-وبعد أن كان اليهود يعتقدون أن وعد الرب لا يتحقق ولا يتجسد إلا في دولتهم وملكهم الذي استحقوه وتوارثوه عن جدهم الذي هزم ربهم ما جعل الرب يخدمهم ويظهر بهم ومن خلالهم ما أسبغ القداسة على كل أقوالهم وأفعالهم ونزههم عن مشابهة الخلق في كل أحوالهم إعتقد المسيحيون أن الرب تجسد في المسيح لذلك يؤمنون أن يسوع هو الله في كل أفعاله وأقواله وأحواله ليصبح ابن الإنسان هو العنوان الوحيد للقداسة والإيمان وكل من ينازعه هذه الأوصاف دعي ومدان وبهذا يسلب شعب إسرائيل كل مزاياه وتنتهي حقبة احتكار الإله ليفقد تاريخهم قداسته وتتمكن الأمم من نقده ومساءلته حينها لن ينفعهم إنتسابهم إلى يعقوب
" إسرائيل "
ولن يقدسهم الرب لأنهم من سلالته
وبما أن اليهود مسكونون بهاجس الطهرانية متشبعون بفكرة السامية لم يتقبلوا هذا الدين الذي يسويهم ببني جنسهم ويرد الفضل إلى ربهم القوي الغني القدير ويخبرهم أن إسرائيل هو العبد الضعيف الفقير فلم يجدوا بدا من إعلان الحرب على هذا الناصري الذي يزعم أنه رسول الرب فطعنوا في نسبه الشريف واتهموه بالتجديف
( يتبع إن شاء الله )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة