الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل الشاهد..جريمة

أسعد العزوني

2017 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



دأبت قوات الشرطة في البلدان الأوروبية التي تعرضت لعمليات إرهابية ،تبناها فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية"ISIS" الملقب بداعش الآيل للإختفاء، لإنتهاء دوره المناط به،وآخرها طبعا إسبانيا ، دأبت على قتل منفذ العملية سواء كانت عملية إطلاق نار أو دهس ،ويكتفون بنشر الخبر دون أن تظهر صور الجثث ، ولاحظنا أنهم يتحدثون أحيانا عن إعتقال أعضاء ما يطلق عليهم الخلية.
لو إحتكمنا إلى علم المنطق أولا وإلى فقهاء القانون وعلماء الجريمة ،لقالوا لنا أن من يقتل الشاهد وهو منفذ الجريمة ،هو مشارك في الجريمة ذاتها ،وهذا يدعونا إلى التأكيد على أن كل ما تعرضت له البلدان الأوروبية من إرهاب ،كان مخططا له من قبل الموساد الإسرائيلي واليمين في تلك الدول ،إذ لا يعقل أن يتم قتل المنفذ فورا ،مع ان هناك بدائل أخرى مثل الرصاص المطاطي أو المخدر ،لإعتقال المنفذ حيا والتحقيق معه لمعرفة دوافعه ومن يقف خلفه.
جيش الإحتلال الإسرائيلي يقوم بقتل منفذي العلمليات المشبوهة ،وهذا دليل أكيد على أن مثل تلك العمليات مشكوك في أمرها ،وأن الإحتلال نفسه هو من يقوم بها ،ويقوم بقتل من يقول أنهم المنفذون ،مع أنه يفترض به أن يعتقلهم احياء في حال كانوا فعلا هم المنفذون ،ولكنه يقتلهم لإخفاء الموضوع ولإدخال الرعب في قلوب الفلسطينيين.
الملاحظة الثانية هي أن الفاعل يكون عربيا أومسلما وكأن الله لم يخلق سوى العرب والمسلمين ،ولا أدرى ما هي مصلحة العرب والمسلمين في تنفيذ عمليات إرهابية في اوروبا ؟ ولو تمعنا في الحقيقة جيدا لوجدنا أن المصلحة الكبرى في تنفيذ مثل تلك العمليات هي لمستدمرة إسرائيل ،وتكمن في إرهاب يهود تلك الدول وإجبارهم على الهجرة إليها ،تماما كما فعلت الحركة الصهيونية في السابق وقامت بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في مصر والعراق وتركيا وغيرها من الدول التي كان اليهود يرفضون الهجرة منها لفلسطين.
تحضرني في هذا المجال قصة رواها صاحبها ووثقها في كتاب بعنوان "يوم الثلاثاء"،وهو رجل الموساد الصهيوني"آينر جاك" وإسمه الحقيقي "أساف ليفي"،ومفادها أنه إختلف مع رئيسه المباشر وإنزوى مع صديقته الحامل في "الموشاف" أي المستدمرة المزرعة ، وفي 22 نوفمبر عام 1954 جاءه زميل له في الموساد يبلغه أن رئيسه السابق "فيشيل الطويل "يريده لأمر هام .
توجه إلى مكتبه مكرها فرحب به وسأله عن موعد ولادة صديقته وعرض عليه صورة احدهم ،وقال له هذه الصورة لك،وعندما انكر جاك الصورة ،قال له الطويل أنها ستكون منذ الغد له ،واخبره انها للص أرمني حاول سرقة بنك في تل أبيب بالأمس وقتلته الشرطة .
وفحوى القصة أن جاك سيغادر إلى تركيا بعد إجراء بعض الرتوش على وجهه ليشبه اللص الأرمني التركي"آرام انوير" الذي ماتت أمه مؤخرا في تركيا وتركت ميراثا
لإبنها المقتول.
ويقول جاك أنه سافر إلى تركيا وحصل على الميراث بمساعدة فريق عمل موسادي طبعا ،وتحول إلى تجارة الأسلحة بعد أن أسسوا له شركة صغيرة ، لكنهم فيما بعد طلبوا منه التوجه إلى باريس ليتحول إلى اكبر تاجر أسلحة ،وعندما إعترض لعدم خبرته في هذا المجال قالوا له أن عليه الجلوس في مكتبه وجمع المال فقط لأنهم سيسهلون له العمل .
تحول جاك إلى تاجر سلاح دولي وأصبح إسمه يهز بورصات اوروبا ،وعقد صداقات مع وزراء الدفاع العرب وفي مقدمتهم مدكور أبو العز مفوض المشتروات في سلاح الجو المصري في باريس،وفي الأثناء وقع عقدا مع الثورة الجزائرية في 31 أيار 1955 ليزودهم بأسلحة دفعوا ثمنها مسبقا لكنهم لم يحصلوا عليها.
ويروي جاك في كتابه أنه وعندما كان يعقد إجتماعا مع الوفد المصري جاءه إتصال من الخارجية الفرنسية تطلب منه مغادرة البلاد خلال 48 ساعة ، وعندما أخبر الوفد المصري بالأمر وتظاهر أنه لا يوجد عنده خيار آخر ،أبلغوه بعد إتصال مع القاهرة أن مصر ترحب به صديقا وأخا،وهكذا تم زرعه في مصر ليكون بطلا في تحديد نهايات حرب حزيران عام 1967 ،بعد أن قام الموساد بإبلاغ الأمن الفرنسي أن هناك يهوديا ليس منهم يبيع أسلحة لأعداء فرنسا ، وسلموهم العقد المبرم بينه وبين الثورة الجزائرية.
أروي هذه القصة للتدليل على قدرة الموساد على فبركة الأمور وصناعة الأشخاص وتنفيذ العمليات الخطيرة التي تظهر للعامة على غير الحقيقة
لهدف يعود بالفائدة على مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو