الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودانواية هوية ام ثقافة

أمير حذيفة

2017 / 8 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اننا في السودان نواجه واقعا معقدا في رؤيتنا نحو انفسنا و ذاتنا و سؤالنا الملح الذي نطرحه على انفسنا منذ قيام ما يسمى بالسودان الحديث الذي تكون منذ الغزو التركي قبل نحو قرنين من الزمان . فمنذ ذلك الحين لم نحدد من نحن و ما هي هويتنا ؟ لاننا نختلف في اجابتنا على هذا السؤال ، فهنالك من يقول هويتنا عربية و اخر افريقانية و بعضنا افروعربية و قلة تقول نحو هوية جديدة و هي السودانوية . قبل ان نجاوب على هذا السؤال و نتبنى رؤية نحو هويتنا يجب علينا في البدء ان نرى ماهية الهوية و الثقافة ؟
الهوية هى مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخصية و تعبيرها عن فرديتها و علاقتها بالجماعات ، بمعنى ان الهوية هى مجمل السمات التى تميز شخصا عن الاخر او مجموعة عن الاخرى كل منها تحمل عدة عناصر في داخلها . عناصر الهوية هي شئ متحرك ديناميكى ممكن ان يبرز احداها او بعضها او كلها في مرحلة معينة و البعض الاخر فى مرحلة تالية .
الهوية الشخصية او الذاتية هى تعريف عن الشخص بشكله و اسمه و صفاته و عمره و ايضا هى مجموعة القيم و المثل و المبادئ التى تكون اساس الشخصية . اما الهوية الجمعية (الوطنية) تدل على الميزات المشتركة لمجموعة من البشر تميزهم عن المجموعات الاخرى ، بمعنى انهم مجموع افراد يتشابهون بالميزات الاساسية التى كونتهم كمجموعة و يختلفون فى عناصر اخرى لكنها لا تؤثر على كونهم مجموعة واحدة .
ان مجموع العناصر التى يمكنها ان تبلور هوية جمعية (وطنية) كثيرة من اهمها الاشتراك في الارض - اللغة - التاريخ و الحضارة - الثقافة و غيرها . بعض الهويات الجمعية تطورت بشكل طبيعى عبر التاريخ و عدد منها نشأ بسبب احداث و صراعات و تغيرات تاريخية سرعت في تبلور الهوية .
ﺇﻥّ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﻳﻤﺘﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، بمعنى ان ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺤﺪﺩ ﻷﻓﺮﺍﺩﻩ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻭﺗﺤﺪﺩ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﻭﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﻭﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻛﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ، ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻬﺎ ﻟﻺﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺕ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ.
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ : ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻬﺎ ﻭﻳﺘﻤﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻗﺼﻴﺮ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺗﺘﺮﺍﻛﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ : ﻓﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ . ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺁﺧﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻼﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍلشعوب ﻭﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﻨﻤﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟلشعوب ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺗﻠﻚ ﺍلشعوب ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠت اليها .
و هنالك من يرى ان الثقافة هى مجموعة من المعارف المادية و المعنوية التى تنطوى على فهم الانسان لذاته و تعامله مع البيئة الطبيعية المحيطة به و تضم اشياء عقلانية و غير عقلانية و انها لا تتسم بالاتساق حتى داخل نفسها ، فالثقافة ديناميكية تؤثر و تتأثر بالتغييرات التى تغذي المجتمع ككل و بالدرجة التى تحتك بها بالثقافات الاخرى .
ان موقع السودان في شمال شرق افريقيا متوسطا حوض النيل له اثره الكبير فى تكوينه البشرى و الثقافى فهذا الموقع جعله منذ القدم معبرا هاما لهجرات بشرية و تيارات حضارية مختلفة كما جعلت منه نقطة تلاقى و تفاعل و تلاقح بين هذه التيارات .
يسود في السودان العنصرين القوقازى و الزنجي بدرجات متفاوتة فالمجموعات التى تغطى السودان على اقل تقدير تبلغ حوالى 19 مجموعة رئيسية و ما يقارب 597 مجموعة فرعية ، و تبع هذا التنوع فى المجموعات تنوع مماثل في اللغة فهنالك حوالى 115 لغة للتخاطب تستخدمها هذه المجموعات .
ان الشخصية السودانية وليدة بيئات متعددة لان العوامل التى تغطي الحياة متعددة (النيل-الانهر الصغيرة-الامطار-المياه الجوفية-الجبال-السهول-الصحراء-الغابات) و اضف لذلك فان كل اطراف السودان مأهولة لذا ظل السودان عبر تاريخه يستقبل الهجرات من مختلف العناصر من زنوج و ساميين و حاميين و مختلف العناصر الاخرى ، و كانت هذه الهجرات و الافواج ذات حضارات و ثقافات مختلفة .
فى البدء كانت هذه الثقافات كل واحدة منها محتفظة بذاتيتها الخاصة بها و انغلاقها حول نفسها و مع مرور الوقت اخذت فى استقبال العناصر الثقافية الاخرى المحيطة بها و بدات فى الاستناد عليها و ابتلاعاها داخلها و تهضم ثقافتها فتردها الى وجدانها و تسير معها نحو الانصهار فتكونت ثقافة متشابهة جمعت ما بين كل الثقافات الموجودة رغم اختلاف هذه الثقافات و المجموعات اثنيا
بدات تتكون مجموعة جديدة هى نتاج لانصهار و تمازج بين هذه المجموعات و نتيجة لهذا التمازج كان لابد من ايجاد نوع من الثقافة الجديدة التى تحمل مزيجا من ثقافات المجموعات التى امتزجت ببعضها و هذا الامتزاج و الانصهار بمرور الزمن اوجد لنا ثقافة جديدة متشابهة بين هذه المجموعات لا تنفصل عن الثقافة الام لكل مجموعة بل اخذت منها . و المجموعة الجديدة التى وجدت بدات تخلق ثقافتها الخاصة بها التى بمرور الوقت اصبحت عبارة عن كينونة و ذاتية خاصة بوصفها نحو نفسها و هويتها التى تعرف بها نفسها بعد ان اصبحت هى المجموعة الوحيدة الموجودة لدخول و انصهار باقى المجموعات فيها .
ان المجموعة الجديدة اوجدت ما يسمى بالكينونة الخاصة بها و التى هى عبارة عن اسهام من كل المجموعات و الثقافات التى وجدت من قبلها او اتتها فى وقت لاحق دون ان يفرض عنصر او مجموعة او ثقافة غلبته على الاخريات . فتكونت الهوية و الشخصية السودانية و اخذت صورتها المميزة التى نمت و تطورت و خلقت ثقافتها و نظمها المحلية التى تنظم حياته و ترتب علاقته بالاخر .
ﺗﻼﻗات كل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓات ﻭﺍﻟﻌﻘائد ﻭﺍﻹﺛﻨﻴات ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺇﻃﺎﺭﻱ ﻣﻮﺣﺪ وا شتركت ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ التراث ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭ التشابه ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ، ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ﺑﺄﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟطبيعية ،ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﺸﻂ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺷﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻭﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻭﻛﺬﻟﻚﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺮ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ . ﻭﻗﺪ لعبت الموسيقى ﺩﻭﺭﺍً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ امتزاج و انصهار الثقافات المتعددة . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺗﻨﻮﻉ الثقافات ﺩﻭﺭﺍ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﺻﻴﻎ الابداعات ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻓﺄنتجت ﺩﻭﺭﺍً ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﻭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺤﺖ ﻭﺧﻼﻓﻪ ﻋﻜﺴﺖ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻛﻞ و ثراء كل ثقافة .
ﺃﻥ الهوية ﺍﻟﺜﻘﺎﻓية التى هى الاساس الاولى للهوية الجمعية (الوطنية) عبارة عن ﻛﻴﺎﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻭﻳﺘﻄﻮر ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻄﻰ ﺟﺎﻫﺰ ﻭﻧﻬﺎﺋﻲ،ﻓﻬﻲ ﺗﺼﻴﺮ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ ﺁﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ، ﺁﻭ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ، ﻭﻫﻲ ﺗﻐﺘﻨﻲ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﺣﺘﻜﺎﻛﻬﺎ ﺳﻠﺐ ﻭﺇﻳﺠﺎﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﺎ و ﺑﺴﺒﺐ التداخل ﻭ الانصهار بين الثقافات العديدة اوجدت لنا ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ مشتركة بين هذه الثقافات ﺷﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ و كونت لنا ما يمكن ان ندعوه (الهوية السودانوية)
الهوية الجمعية لمجتمع ما هي عبارة عن مجموعة من العادات و التقاليد المشتركة او المتشابهة لحد كبير بين المكونات الاثنية المختلفة للمجتمع الواحد و الاشتراك هذا يكون في اساسيات الحياة مثل الفرح (الزواج - الولادة - الختان - الحصاد) و الحزن (الماتم - الجفاف) و ايضا يظهر في الموسيقي .
الملاحظ ان هنالك تشابه و اشتراك في اساسيات الحياة التى ذكرت سابقا عند مختلف الاثنيات السودانية مع اختلاف بسيط بسبب البيئة و كلها تنسب هذه العادة لها و لتاريخها الخاص كاثنية و ان باقي الاثنيات استشفتها منها و حورتها لتناسب بيئتها . فبالتالي ليس لنا ان نتاكد او نجزم بصحة انتساب عادة محددة لاثنية معينة . و ايضا يلاحظ ان ايقاع الموسيقي و اللحن متشابه ان لم يكن واحد رغم اختلاف الالة المستخدمة .
و ان كان ينبهنا هذا التشابه فانه ينبهنا الى انه توجد هوية جمعية في السودان تجتمع فيها كل الاثنيات الموجودة في هذه البقعة و ان كانت توقفت في طور البداية بعدما اوجدت لنفسها اساس قوى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على