الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط لم تأت ساعته بعد

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2017 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الشرق الأوسط لم تأت ساعته بعد

نبيل عودة

واقع الشرق الأوسط لا يبشر بأي تحول ايجابي... الدمار مرعب، مصير الانسان العربي لا يبشر بأي تغيير ايجابي، حتى بعد الخلاص الذي نحلم به من الفكر الارهابي لا ارى اننا مقبلون على تحول مطمئن.
انا لا اتهم داعش فقط، بل اولا اتهم النظام العربي الفاسد، القبلي والعائلي والديني .. حتى لو تلفع من رأسه الى أخمص قدميه بشعارات قومية وتحررية واشتراكية وعدالة وديموقراطية ودينية عقلانية، لكن لا شيء منها ملموس في الواقع العربي... ولا تحرك عربي ملموس ومؤثر لشل اياد وخطط غير نظيفة تنفذ بدعم أنظمة غربية وعربية وغير عربية من الشرق الأوسط .. منها إسرائيل وتركيا وغيرهما.
مجتمع تتحكم بعقوله الفتاوى دون رقابة جادة من مؤسسات دينية، هو مجتمع مهزوم ولا يحسب له حساب في المجتمعات البشرية.
السجون العربية اكتظت بالمناضلين الشرف من سياسيين ومثقفين وفنانين وكل منتقد ولو انتقاد هامشي لأنظمة الحكم العربية .. والظاهرة المؤلمة ان ابرز المثقفين العرب يعملون وينشطون في المهجر .. وأكثر من ذلك، حتى اهم المواقع الألكترونية العربية هي مواقع تنشط من الدول الغربية، من اوروبا وامريكا واستراليا.. والويل لك اذا كتبت مجرد قصة فيها ذكر لما يسمونه الذات الالهية دون ان تسجد اولا وتقرأ الفاتحة او بسم الآب والآبن والروح القدس .. ويجب سلفا ان تكون متدينا متعصبا والا تتهم بالكفر والانحراف والفجور .. وهم بربي لا يدرون ما هو الكفر وما هو الايمان وما هو المنطق وما هي الثقافة وما هو الفكر وما هي العلوم وما هو التعليم الضروري للأجيال الناشئة ..
حتى الجامعات العربية لم يشملها تدريج الجامعات الأبرز في العالم (سلم شانغهاي) او سجلت في القاع.. اي جامعات تخرج حملة شهادات لا تنفع للنشاط العلمي والبحثي .. ومن يريد ان يتطور ويرقى علميا وبحثيا لا مفر امامه الا الهجرة الى "الغرب الكافر".. فهل بالصدفة ان العالم العربي يخسر مئات المليارات من الدولارات بسبب هجرة العقول العربية؟
لا اعرف ماذا سيخسر العالم اذا احترق الشرق الأوسط بكل افكاره المختلة والسائدة حتى لدي قوى نعتبرها عقلانية .. لكن عقلانيتها هي نسبية مع التيارات التي تدمر الشرق الأوسط والانسان والمستقبل متلفعة زورا بالدين، حتى اسرائيل العلمانية اجتماعيا وفكريا تحكمها اليوم عصابة داعشية في فكرها ستقودها الى نفس المصير الانتحاري اذا لم يحدث انقلاب سياسي يعيد العقلانية الاجتماعية ولا اقول السياسية رغم وجود علاقة اندماجية بين الاقتصاد والمجتمع والفكر .. لكن هذه العقلانية السياسية قد تبدأ بالعودة اذا سقطت "دولة نتنياهو، بينيت وليبرمان" وتبدأ العودة الى المنطق الذي تبنته حكومة رابين، الذي رأى خطر الاستيطان على دولة اسرائيل والمجتمع اليهودي ولم يتردد ان يصف الاستيطان والمستوطنات والمستوطنين بالسرطان.
بن غوريون في وقته قال أمرا هاما ان الصهيونية كانت منصة لإقامة دولة اسرائيل ودورها انتهى مع اقامة الدولة .. يجري تجاهل موقفه لأن الصهيونية هي الشر المجسم اليوم في الشرق الأوسط، وربما كل ما يجري لهم به الكثير من الأيادي السوداء.
ابراهام بورغ اليهودي العقلاني المتدين، رئيس الكنيست الأسبق، وابن زعيم حزب ديني (المفدال)، انتقد صهيونية هرتسل التي انتصرت على صهيوينة احاد هعام الانسانية وطالب بالعودة الى صهيونية أحاد هعام (هو الكاتب اليهودي الروسي آشر تسفي غينتسبرغ) حسب رؤية أحاد هعام: كما طرحها في مقال له بعنوان "ليست هذه هي الطريق" دعى الى تغيير ثوري بأسلوب "حركة محبة صهيون"، وقال لن تكون ارض إسرائيل حلا لمسالة الوجود او الاقتصاد لليهود، وهي ليست قادرة ولن تكون ملجأ إنسانيا بمواجهة مصائب المنفي اليهودي انما عليها ان تكون حلا للمشكلة الروحية والثقافية للشعب اليهودي، وانه لا تكفي ان تكون الدولة اليهودية ملجأ وبيتا قوميا انما عليها ان تكون ذات مضامين روحية تستحق القيام، ان تكون نورا للأغيار (أي غير اليهود) منارة مضيئة للشعوب" وقد أسس ما يعرف ب "التيار الصهيوني الروحي" ووقع باسمه "أحاد هعام" ويعني "واحد من الشعب". لكنه هزم امام صهيونية هرتسل .. التي شكلت التيارات الصهيونية المركزية السائدة اليوم .. والتي أحيانا من الصعب ايجاد فوارق هامة بين تياراتها.
ما هو مصير الشرق الأوسط بسيطرة فكر ديني متطرف عربيا (ليس داعش فقط بل تيارات رسمية تمثل الأنظمة ايضا) وتنامي تطرف ديني وسياسي وكولنيالي اسرائيليا؟
لا اريد ان افكر بأجوبة على أسئلتي .. لأني على قناعة ان الأسوأ لم يأت بعد!!

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولو! تفاءل يا صاح
أفنان القاسم ( 2017 / 8 / 24 - 12:26 )
شيوعي قديم وينقطع عن التفاؤل!!! اقرأني وعلى الأقل تفاءل خلال الدقائق التي تقضيها في قراءتي...


2 - د. افنان
نبيل عودة ( 2017 / 8 / 24 - 13:27 )
قرأتم وعلقت .. وبسبب مقالتك كتبت ما كتبته من رؤيتي للواقع الأسود الذي يندفع اليه الشرق الأوسط.
لست متفائلا.. وارى ان اسرائيل هي التي تتحكم بمفتاح الحلول كلها في الشرق الأوسط، بل والنظام الأمريكي ينفذ برنامجا متفق عليه مع اسرائيل.


3 - أنا مصر على التفاؤل
أفنان القاسم ( 2017 / 8 / 24 - 15:30 )
ومصر على أن إسرائيل شرابة خرج مثلها مثل سائر الدول العربية وما ينفذه الأمريكان من برنامج يشملها لأنها منه وفيه لا لأن بيدها مفاتيح كل الحلول، إسرائيل مفتاح من بين مفاتيح ميد إن يو إس إيه!


4 - اسرائيل ضمن الإستراتيجية الدولية لأمريكا
نبيـــل عــودة ( 2017 / 8 / 24 - 17:06 )
احد القادةاليهود الصهيونيين قال ان الصهيونية هدية اوروبا للشعب اليهودي... طبعا لا هدايا مجانية. وزير يهودي بالحكومة البريطانية انتقد بحدة وعد بلفور او تصريح بلفور ووصفة بانه كارثة لليهود.
المشروع الصهيوني حسب ما افهمه ليس اقامةوطن قومي يهودي فقط، بقل ابقاء الشرق الاوسط مزرعة خلفية ومتخلفة وخاضعة للسيادة الاستعمارية. الفرق ان السادة اصبحوا امريكيين بعد
انتهاء دور الاستعمارين القديمين بريطانيا وفرنسا
اسرائيل تشكل اليوم قاعدة هامة لأمريكا..مختبرا بحثيا هائلا لتطوير تكنولوجيات عسكرية وغير عسكرية بمصاريف بخسة بالمقارنة مع الابحاث لو اجريت في امريكا..
اسرائيل تشكل مخزنا عسكريا.. جيش مرتزقة امريكي يوفر المليارت على الخزينة الأمريكية لذا ليس بالصدفة الكرم الأمريكي العسكري والميزانيات المتواصلة لاسرائيل لذا اهميتها دولية في جيمع قارات العالم وليس بالشرق الآوسط فقط..


5 - ممتاز يا استاذ
إدوارد البرازيلي ( 2017 / 8 / 25 - 00:01 )
تحياتي لك


6 - مالك ومال النيك يا أبو خرق ضيق
ديفيد صعفق الشمري ( 2017 / 8 / 25 - 13:22 )
يا هواش نصيحة خليك بعيد عن الأستاذ نبيل عودة وترى فيه مثل عند البدو يقول مالك ومال النيك يا أبو خرق ضيق ههههههههههههه إلا إذا أنت تحب الاغتصاب بسبب عقدة عندك من الصغر


7 - هدي شوي يا نبيل انت وإسرائيل تاعك!!!
أفنان القاسم ( 2017 / 8 / 25 - 19:39 )
كلماتك استفزتني كتير، أرجوك راجع موقفك، انت غلطان تمامًا، كل ما تقوله عن إسرائيل هو صورة عنها مصطنعة، وما تقوم به دعاية مجانية لها!!! المليارات الأمريكية يا سيدي ليست أمريكية بل سعودية وخليجية وعراقية وليس هذا منذ اليوم، فتواضع أرجوك، واعترف بحملك جملاً على أكتافك... ما تزعل مني رجاء!


8 - إلى أحمد الخمار في الفيسبوك
أفنان القاسم ( 2017 / 8 / 25 - 19:41 )
لا يا أحمد إيه الكلام ده اللي انت بتقوله!!!! غبت غبت وفرحت بعودتك فإذا بك تحطم الجرار بضربة واحدة من قدمك، عليش يا راجل؟؟؟ أنا قلت لنبيل إن لم تتفاءل فلا تتشاءم، وأقول الشيء نفسه لجنابك... ميرسي صَحة بارك الله فيك...


9 - ملاحظات حول خلاف الرأي مع استاذي افنان
نبيل عودة ( 2017 / 8 / 25 - 21:32 )
انا حقا اميل للتشاؤم واقبل معظم طروحات الزميل احمد الخمار.. ما عدا التعمل بين الاسرائيليين الذي دمره نتنياهو..ويدفع باسرائيل الى ازمة سياسية اخلاقية عنيفة جدا. ويبدو لي ان الدعم الأمريكي هو ما يمد حكم نتنياهو بالحياة.
لا استطيع ان اكون متفائلا ,, فغي مثل هذا الواقع العربي.. واقع ديني متطرف بات أشبه بالكرباج المسلط على رؤوس كل من يجرؤ على التفكير بعيدا عن العلبة الدينية السوداء. حتى قصص لي نشرتها قبل عقد ونثف او عقدين اثارت قبل اسبوع هجزما كاسحا غبيا ضدي واتهامات بالكفر لأني لم امجد ما يسمونه الذات الالهية وكان الأدب بات له هدف واحد التمجيد للرب الغبي اللأسطوري... وهم ليساو دواعش تنظيميا بل فكريا ويبدو ان الفكر الديني الرسمي بات داعشيا بجدارة. لماذا لا نسمع صوت المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر تنتقد الداعشية؟ واسرائيل تهدد الآن بضرب القوى التي تقضي على الدواعش في سوري طبعا لا تجروء على استفزاز الروس بل تحاول كسل صمتهم لعملية يبدو انها جاهزة للتنفيذ ، لذلك فشلت زيارة نتنياهو المستعجلة لبوتين,, ولا اقول هذا دفاعا عن النظام السوري الفاسد ,, لكنه افضل مليون مرة من الدواعش.


10 - محمد أبو هزاع هواش حمار ولو بين الخيول ربي
نبيل عودة ( 2017 / 8 / 26 - 09:16 )
شكرا لعدم نشر هبلات محمد هواش

يجب الهائه ببعض البرسيم والقش لعله يعود الى أصله وفصله
وصلتني رسائله التي حذفها الموقع مشكورا
لعله الأن يبحث عن خازوق جديد يرحي استه فوقهََ
ننتظر ان نقرأ انطباعاته في الجلوس على حازوق نبيل عودة


11 - هناك خلط كبير وكثير من شيوعي قديم
أفنان القاسم ( 2017 / 8 / 26 - 11:01 )
علمي المنهج والرؤية والتفكير، وردي بكلمتين ما يجري في إسرائيل من تصدير واستيراد شركة نتنياهو والمهووسين صحبه في صالحنا وصالح شعبها، أليسك من يطالب الكنيست بالتصويت مع الأبهارتيد لفضحهم والتخلي عنهم دوليًا؟ أما الموجة الدينية المدمرة للعقول والنفوس معك حق في كل ما تقول لكنها موجة عابرة، أنا موجة كهذه لا تزعزعني ولا تؤثر في مشاريعي، بل تزيدني تماسكًا، وبمصل العزم والتصميم تحقنني لمضاعفة محاربتي لها لا الهرب من أمامها والاستسلام، الوقت ليس وقتًا للهرب أو للاستسلام، وأنت بتشاؤمك تعمل دون أن تشاء أقول دون أن تشاء لبقائها وانتشارها... راجع موقفك وتسلح بالأمل ولا تنس: لا ننفاءل ولكن لا تتشاءم!

اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى