الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا وهابي!

داود السلمان

2017 / 8 / 24
الادب والفن


تعبير فلسفي دقيق سمعته لأحد الموسيقيين العراقيين من الفنانين الكبار الذين يقطنون خارج البلاد من خلال لقاء معه منشور على "اليوتيوب" فقد سُئل عن الفنان الكبير محمد عبد الوهاب فقال: إن عبد الوهاب هو نبي الموسيقى العربية، وفنان كبير لا يأتي نظيره ابداً.
عبد الوهاب لم يكن عني ببعيد من خلال صوته الشجي العذب، وانا أستمع له في كل يوم تقريباً، خصوصاً وأن عبد الوهاب لديه أغان لو تسمعها في اليوم عدة مرات فلا تشعر عندها بالسأم والضجر، وهي كثيرة، ومنها مثلا: "ست الحبايب" و"هان الود" وفين طريقا" و"يوبور" و "جئت من اين" ...الخ.
وعبد الوهاب يعتبر معجزة في الغناء العربي لا نظير لها، حيث أدحل الآلات الغربية لأول مرة في الاغنية العربية، وعلى حد رأي الفنان العراقي آنف الذكر أن عبد الوهاب في كل اغنية يجيء بجديد، وحتى في آخر لحظة من حياته كان يلحن ويغني ويبدع، ولم يشعر بالعجز أو الملل. وأن دل هذا على شيء إنما يدل على أصالته وحبه الدائم لفنه وأنه فنان موهوب وقدير قد اعطاء الله هذه الموهبة العظيمة والتي قل نظيرها في عالمنا اليوم، حيث نسمع اليوم، في مصر وفي العراق وفي معظم الدول العربية، سفاسف وانحطاط في الاغنية العربية وفي الذوق العام أيضاً، حيث وصلت الى الحضيض. إذ تحولت الاغنية الى استعرض مفاتن لنساء شبه عاريات يرقصن بطريقة ايحائية جنسية ليس فيها من الذوق أي شيء يذكر، ولا من الفن الاصيل شيء يذكر ايضاً، فهي اقرب الى السخف منه الى الاصالة.
نقول: من هو المسؤول عن انحطاط الاغنية العربية؟، والجواب اكيد الكل قد ساهم في هذا الانحدار والانحطاط بما فيهم المتذوق العام، لأن الذوق اصبح مريضاً هو الآخر، وحتى لا نظلم الناس وخصوصاً بعض الفنانين، وهم قلة جداً، فقد يظهر بين الحين والآخر فنان أصيل حقيقي ويؤدي أغنية جميلة، لكنها ليست بالمستوى المطلوب وما نطمح له، إذ لا تصل عشر ما قدمه عبد الوهاب وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ وفايزة احمد ونجاة الصغيرة واسمهان ووردة الجزائرية والقائمة طويلة جداً.
نعم بموت الاغنية ماتت الاذواق، والعكس أيضاً صحيح، فهل نحن نعيش اليوم على اطلال فن قد مات بموت هؤلاء العظماء حينما غادروا مسرح الحياة ومسرح الفن الاصيل معاً؟. أنا أعتقد ذلك جازماً، والآن حينما أستمع الى أغنية حديثة، وهو نادراً ما يحصل، فأقارنها بالفن الاصيل، أراها كالقشة في هواء تلك الاغاني التي تعود بك الى عالم رحب من الذوق والمتعة والطرب، فتشعر من خلالها بأنك تسمو الى عوالم روحية فلسفية صوفية تحسسك بطعم الحياة.
نعم، أنا وهابي في ذوقي، وسأبق كذلك أستمع عبد الوهاب ولا أخدش ذوقي باغان اليوم او ما يطلق عليها أغاني، وأتحدى أي مغني من هذا الزمان أن يقدم لنا ولو أغنية واحدة تصل مستوى "هان الود" او غيرها مما قدمها عبد الوهاب من أبداع، أو ما يضاهي ما قدمته تلك الاصوات الجميلة التي غادرت مسرح الحياة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا