الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مطر خفيف فوق اوسلو !
سليم نزال
2017 / 8 / 25سيرة ذاتية
مطر خفيف فوق اوسلو !
سليم نزال
بدانا نشعر ببدايات الخريف و لا اتذكر يوما الا و اتذكر مشاعر الانقباض متى ياتى الخريف .و هى مشاعر رافقتنى منذ الطفولة.لا اعرف ما هو التعبير الادق باللغة العربية لان تعبير الميلانكولى بالانكليزيه هوالادق و هو ليس الحزن و لا الانقباض و لا التامل بل يجمع كل هذه العبارات .
و اليوم عندما كنت اسير فى الغابة و كان هناك بعض المطر لم اعد ارى النمل و هو يتحرك بنشاط على طريق الغابة.و لا اعرف ماذا حل باعصافير التى لم تعد تغرد فى الصباحات .فلعلها بدات بالاختباء من المطر و الهواء الذى يبرد شيئا فشئيا.و بعد وقت سيجتمع زعماء العصافير لكى يخططوا لرحاة الشتاء نحو الجنوب الدافىء.و عندما كنت صغيرا و كنت ارى رفوف العصافير قادمة من شمالى العالم كنت اتساءل كيف تعرف طريقها و الاهم كيف تعرف طريق العودة.فقال لى رجل مسن ان الله قد اعطاها المعرفه الكافيه لكى تعرف كيف تعود .لكنى نسيت يومها ان اساله لكن كيف يعود ابنا العصافير الى نفس المكان و قد ولدوا فى المنفى .و حتى الان لا اعرف كيف .
و من المفارقات ان الناس فى الجنب يرحلون او يهاجرون او بتعبير ادق يهربون نحو الشمال البارد فيما تفعل العصافير العكس تماما .مع فارق ان هجرة العصافير مؤقته بينما هجرة الناس هجرة المجتمعات الضائعة التائهة .
اه لكم تتغير الازمان فى حياة فرد واحد . و لو تامل الواحد الافكار التى كان يحملها فى زمن معين لوجد ان معظمها لم يعد صالحا للزمن الحاضر .تماما مثل المعلبات التى يكتب عليها مدة تاريخ الاستعمال .
و فى بداية حياتى فى هذه البلاد تناقشت مع احدى زميلاتى حول مفهوم الزواج .فقالت انها حين تتزوج فانها لا تتوقع ان تعيش معه طوال العمر .كنت حديث العهد بالتفكير فى هذه البلاد و خاصة لدى ابناء جيلى.خاصة انى قادم من مجتمع شرقى له مفهوم ابدى حول الزواج .قالت ان كنا سعداء معا خمسة او عشرة سنوات ثم حصل طلاق فهذا امر جيد .المهم ان نكون قد امضينا اعواما جيد ة معا و ليس من الضرورة ان نظل معا طوال العمر .
كان هذا التفكير غريبا عنى انا القادم من بيئة الشرق حيث للزواج مفهوم مقدس .لكن بعد عقود نتغير .و حتى و ان لم نوافق على هذه الاراء فقداصبحنا اكثر تفهما لها .
و انا فى طريقى الى البلد اليوم وقف شاب و شابة من حزب الحمر يروجون لدعاية انتخابية خاصة و نحن فى هذه البلاد فى زمن الانتخابات البرلمانية.
قلت لهما اتمنى ان انتخب حزبكم لكنى لم افعل .لانى اريد اسقاط حكومة اليمين و اعطائى صوتى لكم يعنى انه سيضيع و من الافضل وضعه فى مكان اخر .لن اضيف اكثر لكى لا يظن انى اعمل دعاية حزبية لاحد .لكنى قررت ان اصوت تصويتا تكتيكيا .
هذا ما قررته .ثم سرت فى شوارع اوسلو و المطر الخفيف يتساقط.كنت اسير و انا اتامل المدينة التى عرفتها تكبر امامى طيلة اكثر من ثلاثه عقود .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا