الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيجري الاستفتاء على الاستقلال في اقليم كوردستان ؟

سامي عبدالقادر ريكاني

2017 / 8 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


زيارة وزير الدفاع الامريكي الى تركيا ومن ثم الى بقية المنطقة بعد التقاربات العسكرية والدبلوماسية الاخيرة بين تركيا وايران ستحمل معها مستجدات جديدة ربما ستؤثر الى حد بعيد على طبيعة العلاقات والمصالح والتوافقات بين اطراف النزاع حول مستقبل سوريا والعراق، وستركز بالدرجة الاولى على مدينة ادلب ومسالة الاستفتاء في اقليم كوردستان باعتبارهما اهم النقاط التي ستحاول جميع الاطراف المساومة عليها، خاصة ان هذه الزيارة حركت جهات اخرى للقيام بزيارات متعددة بعضها سرية واخرى علنية ومنها زيارة وزير خارجية تركيا الى بغداد، وبعدها الى اقليم كوردستان، التي اصبحت عاصمتها اربيل محط انظار العالم بعد ابداء عزمها على المضي قدما لاجراء الاستفتاء وفي موعدها المحدد كما انه من المزمع ان يقوم روسيا بزيارة اخرى الى تركيا، كما ان اربيل بانتظار زيارة لاحقة اخرى وهذه المرة من وزير خارجة فرنسا.
اذا هذه المرة القضية الكوردية ومصير ادلب السورية ومسالة الاستفتاء في اقليم كوردستان العراقية على وجه الخصوص اضافة الى صفقة شراء تركيا لصاروخ اس 400 الروسية كانت اهم المحاورالتي كانت ضمن مسار المباحثات بين وزير الدفاع الامريكي وانقرة، وربما هذه المرة ستتجاوز مفاوضاتهم مرحلة التفاهمات لتصب في خانة البدء بالخطوات الاستراتيجية، وذلك بعد قطيعة شابها خصام واهمال وعدم ثقة بين الطرفين لكون القضية الكوردية واهتمام امريكا بها سواء في سوريا او العراق اوصلت المخاوف التركية على امنها ومصالحها ومشروعها المستقبلي في العمق السني الى درجة التخلي شبه النهائي عن حلفائها الغربيين وامريكا بالدرجة الاولى ، واللجوء بدل من ذلك الى محور روسيا وايران لانقاذ نفسها خاصة بعد لجوء ادارة ترامب الى الاعتماد اضافة الى الكورد على دول الخليج جبهة السعودية في رجوعها الى المنطقة في كل من سوريا والعراق، ومن ثم محاربتها للمليشيات المحسوبة عليها وقطع الامداد عنها ، اضافة الى تسببها بخلق الازمة ضد حليفتيها الاستراتيجيتين في المنطقة كل من قطر والاخوان المسلمين ومحاولتها تهميش دور المعارضة المحسوبة عليهما في المنطقة ، والاعتماد الكلي بالمقابل على القوات الكوردية المقاتلة وتفضيلهم على تركيا وجيشها في محاربة داعش، فهذه النقاط هي التي كونت الارضية الخلافية بينهم التي لطالما كانت تتقاطع عندها المصالح والتخاصمات بينهما في الاونة الاخيرة، كما ان قضية ادلب السورية واستفتاء الاقليم اضافت نقاط اخرى الى المعادلة.
وباعتقادي المشاورات بين الطرفين بدات من حيث ما انتهى اليه مفاوضات ايران وتركيا الاخير لتنطلق بعدها نحو حلول تضمها تقديم التنازلات بين الطرفين من اجل التقارب بدلا من التنافر وذلك لما تقتضيه متطلبات المرحلة بعد تنامي دور ايران الذي كان من المزمع قص اجنحتها من قبل ادارة ترامب ولكن يبدوا انها بدل ان تكحل العين عمتها.
وهنا نتسائل ما علاقة كل مايجري بمصير ادلب السورية، وبالاستفتاء، وبما بعد الاستفتاء ، اي موعد الاعلان عن استقلال اقليم كوردستان عن العراق؟. وقبل الاجابة على ذلك علينا الاجابة على التساؤلات التالية:
1- مالذي ادى الى التقارب بين تركيا وايران الى هذا الحد؟.
2- ومالذي اتفق عليه الطرفان؟.
3- ومالذي جلبه وزير الدفاع الامريكي الى المنطقة من حلول؟.
4- وهل بالامكان تحييد موقف تركيا عن ايران في الظرف الحالي ؟.

اسباب التقارب التركي الايراني
تعود اسباب التقارب التركي الايراني الى العوامل التالية:
1- احساس الدولتين بان هناك اتفاقا سريا بين روسيا وامريكا تصب في مصلحة بناء الكيانات الكوردية ستبدا من سوريا ومن ثم ستشمل بعدها تركيا وايران وذلك بعد ربط كوردستان سوريا باقليم كوردستان العراق التي تقوم الان بالتحضيرات للاستفتاء على نيل استقلالها.
ويرون بان كل ما يجري من تحركات او تفاهمات بين روسيا وامريكا او بينهم وبين الدولتين التركية والايرانية ماهي الا محاولات لالهاء الطرفين لحين نضج الوقت والظرف لربط هذه المناطق الكوردية مع بعضها البعض في كل من العراق وسوريا وصولا الى البحر المتوسط التي يرون بانها ستحد من طموح الدولتين الاقليميتين، وستقطعهما من عمقهم الاستراتيجي في المنطقة العربية الغنية، وذلك عبر عزلهم بالشريط الكوردي، خاصة هذه المنطقة الكوردية تمتد من مدينة ديالى العراقية وصولا الى الجهة الاخرى على الساحل السوري على البحر المتوسط، وبذلك ستكون كل من تركيا وايران تحت رحمة الدولتيين العظميين.
2- رغبة تركيا في الوصول الى ادلب التي ستفصل بموجبها المناطق الكوردية عن بعضها البعض والتي ستمكن تركيا ايضا من التواصل مع عمقها السني. وفسح المجال لجبهة النصرة القضاء على مليشيات احرار الشام التابعة لتركيا في تلك المدينة، ومحاولة امريكا اليوم للتدخل العسكري فيها بحجة محاربة النصرة بالاعتماد على القوى الكوردية مضيفا اليها قوات عربية موالية لامريكا ايضا ومدعومة خليجيا من قبل حلف الرياض، يعتبر خسارة فادحة للمشروع التركي، وبتعويل تركيا على ايران وروسيا ترى بانها ربما ستقضي على هذه الخطوة وستحاول ان يكون لها ولجيشها حض من المشاركة تحسبا لاي برنامج يحاك ضدها.
3- وقوع المناطق الكوردية ضمن حماية الدولتين امريكا وروسيا، بحيث تقسمت الجغرافية الكوردية عسكريا واقتصاديا بينهما بحيث اصبحت عفرين الغنية بالغاز الطبيعي اضافة الى الساحل السوري واقعة تحت النفوذ الروسي اضافة الى استحواذها على عقود كبيرة في مجال الغاز والنفط في اقليم كوردستان العراقية، وذلك مقابل استحواذ امريكا لحقول النفط الواقعة في المناطق الكوردية الاخرى في منطقة الجزيرة وكوباني ومن ثم اقامتها للقواعد العسكرية فيها وتصريحها الاخير بانها عقدت اتفاق للشراكة مع الطرف الكوردي ربما ستستمر لعقود مقبلة.
4- الاتفاق الامريكي العربي في الرياض الذي ابرم بين امريكا ودول الخليج بقيادة سعودية والذي تضمن توافقا استراتيجيا حول التسوية في المناطق السنية في كل من العراق وسوريا الهدف منها تحجيم دور كل من ايران وتركيا في تلك المناطق.
5- نية تركيا اقناع ايران بتمرير خط لنقل الغاز القطري عبر اراضيها الى تركيا وذلك بعد فشل تمريرها عبر سوريا بسبب التعنت الروسي. وبالمقابل نية ايران بانها بهذه المساعدة ربما ستقنع تركيا لتساعدها بالمقابل بفتح ممر لها عبر الاراضي السنية او الكوردية عبر العراق وسوريا للوصول الى البحر المتوسط ،وذلك لاهمية ما ستمنح هذه الصفقة لايران وارضها من مكانة استراتيجية ضخمة لكونها ستكون ممرا للتواصل بين بحر القزوين الغنية بالطاقة والبحر المتوسط اضافة الى ايجاد ممر اخر لنقل مواردها من الطاقة الى العالم الخارجي ايضا.
6- اما بالنسبة للنقاط الاخرى التي تهم ايران وتدفعها للتفاوض مع تركيا فاضافة الى النقاط التي تشارك تركيا المخاوف عليها، فان امريكا استهدفتها علنا واقدمت على عدت خطوات ضدها ، ومنها الاتفاق مع روسيا لابعاد المليشيات التابعة لايران عن الحدود الاسرائيلية والاردنية ومنها اللبنانية، والاقدام على اضعافها في العراق وسوريا ايضا، لذلك ترى ايران في التحالف مع تركيا واستغلال خلافاتها مع امريكا ربما ستخفف من وطاة الضغوطات الامريكية عليها، وستستطيعان بموجبها ان امكن من اضعاف مشروعها في المنطقة .
7- النقطة الايرانية الاخرى ان امريكا تحاول قطع جميع خطوط التواصل العسكري والاقتصادي بين ايران وساحل البحر المتوسط سواء عبر العراق او عبر المناطق الكوردية في سوريا وهذه الخطوط ستقطع ايران عن هلالها الشيعي الممتد الى العالم العربي ، وستحرمها بان تكون ممرا للتواصل بين دول حوض الاقليم الغنية بالنفط والغاز والبحر المتوسط عبر العراق وسوريا، وياتي هذا بعد بناء قاعدة عسكرية امريكية في تلعفر اخر خط تواصل بين ايران وسوريا عبر العراق بقي بعد سد بقية الخطوط الاخرى.
8- اضعاف النفوذ الايراني في المنطقة عبر اشراك السنة والكورد مع حكومة العبادي واشراك شيعة العراق المناوئين للوجود او النفوذ الايراني في العراق معهم ومن ثم محاولة ربطهم بعمقهم العربي عبر دول الخليج وبالبرناج الامريكي ستؤدي كل هذا حتما الى تقوية االجبهة المعارضة للتواجد الايراني والمليشيات التابعة لها سواء في العراق او سوريا.

اذا ما الذي اتفق عليه الطرفان التركي والايراني

1- ضرب حزب العمال الكوردستاني وجناحهما في سوريا وايران والعراق ، الوقوف امام اعلان الدولة الكوردية المرتقبة في اقليم كوردستان العراق، ولتحقيق ذلك على ايران اقناع حليفها الروسي بفسح المجال للقوات التركية للوصول الى ادلب السورية، وشنكال العراقية بالضغط على الحكومة العراقية لمساعدتها لاتمام طرد اتباع هذا الحزب من باقي المناطق العراقية ، بالمقابل على تركيا منع اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان سواء بالضغط على قرار اربيل للتراجع عنها اوعبر التسهيل باثارة الفتنة بين الحشد الشيعي والكورد في كركوك وتلعفر وجبال حمرين،او بتفعيل المواجهة بين الفصائل الكوردية وبطرق متعددة.
وان اشارة عبادي للحملة على حويجة بانها ستكون في 25-9 وهو الموعد الذي حدده الكورد للاستفتاء ماهو الا اعلان للحرب ضد الكورد، او هي من باب التحضيرات لتلك الخطوة، كما ان اعلان العبادي بان الحشد سيبقى ضمن القوات التي ستحارب داعش الى النهاية ماهي الا دليل على ازدياد سطوة ايران وتقوية نفوذها مع تراجع تاثير امريكا على قرار بغداد، خاصة ان العبادي يحاول ربط هذه الحشود بنفوذه ويحاول قطع صلتهم بقيادييها عبر استعمال صلاحياته في تمرير القانون الذي اخرجه البرلمان لصالح الحشد، وانه من خلال ذلك يريد استمالة ايران بهذه الخطوة للاعتماد عليه بدل المالكي وغيرهم.
وباعتقادي ان هذا ياتي بعد احساس العبادي بان الاتفاق التركي الايراني ربما ستفشل المخطط الامريكي او انها لن تسمح بتمرير برامجها في المنطقة ، وانه لاامل في اضعاف نفوذ ايران في العراق، ويبدو عدم اعطاء اي نقاط تبريرية للوفد الكوردي في بغداد لتحيدها عن الاستفتاء هي ايضا اشارة على مدى وقوع العبادي في حالة نفسية محبطة امام اي امل للاصلاح السياسي بسبب سطوة نفوذ ايران على القرار العراقي .
2- التعاون بين الدولتين لضرب حزب العمال الكوردستاني وفرعها الايراني "بشاك" على الحدود المشتركة بينهما وعلى الحدود العراقية ومن ثم بناء قواعد عسكرية لهما في عمق الاراضي الكوردية العراقية واستمرار البقاء فيها.
3- العمل من اجل افشال مشروع التحالف العربي الامريكي في المنطقة السنية في كل من العراق وسوريا وذلك بمساندة المليشيات التابعة لهما للوقوف امام هذا المشروع واستنزافهم ماديا وبشريا وسياسيا ايضا.وارغام امريكا للتفاوض معهما حول اي حل في العراق او سوريا.
4- باعتبار ان الاستفتاء في اقليم كوردستان اكبر مهدد لنفوذ ايران في العراق لكونها ستضعف الشيعة وستقضي على خط التواصل مع عمقها في سوريا، وكونها بالمقابل تعتبر اكبر ضمان لاستمرار التواجد التركي ونفوذها في المنطقة ومع عمقها السني في العراق الذي اصبح مهددا بعد اتفاق الرياض، وذلك لما تحظيه العلاقات الجيدة بين تركيا واربيل من مكانة استراتيجية كبيرة، ولمعرفة ايران بقدرة تركيا على المساومة معها ومع روسيا عبرورقة الاستفتاء، والتي تستطيع حتى المساومة بها مع امريكا ايضا،واستغلال حاجتها للاقليم في حربها ضد داعش ومخاوفها من ان تقوم تركيا سرا بتشجيع الاقليم للتوجه نحو الاستفتاء وذلك لافشال معركة امريكا مع داعش ، وهذ المخاوف الامريكية تبررها التقارب الاخير بينها اي تركيا وبين محور ايران .
وباعتبار ان التحضيرات العسكرية من قبل التحالف بقيادة امريكا وبمعية القوات الكوردية للدخول في ادلب السورية تعتبر اكبر مهدد للمشروع التركي على الاطلاق ، لكونها كما ذكرنا ستقطع حلم تركيا في التواصل مع عمقها السني في سوريا وستربط المناطق الكوردية ببعضها البعض وامكانية وصولها الى البحر. وباعتبار انها بالمقابل تعتبر اكبر ورقة رابحة لايران تستطيع المساومة عليها مع تركيا مقابل اوراق اخرى كدفعها لمنع اجراء الاستفتاء او منعهم بعدها من اعلان الاستقلال، لذلك سيكون الخطوة التالية هي المساومة بين الطرفين على دخول تركيا لادلب بمساعدة ايرانية سورية روسية مقابل وقف الاستفتاء او اعلان الدولة في الاقليم بعدها بفيتو تركي .

ما الذي حمله وزير الدفاع الامريكي في جعبته للمنطقة؟

1- لكون امريكا تعرف حق المعرفة بما تعانيه تركيا من عدم رضى من التصرفات الامريكية، وتعلم ان تصرفها الاخير مع ايران ماهي الا لايصال رسالة اخيرة لامريكا بانها اذا لم تستمع لشكواها ولم تاخذ بنظر الاعتبار مخاوفها فانها ستجبرها لاختيار البدائل حتى ولو لم تعجب امريكا وانها لن تتهاون بالرد والمواجهة مع اي مخاوف تجلبها تطورات الاحداث في المنطقة على امنها القومي وعلى مصالحها .
ولان امريكا تعلم وتركيا ايضا بان لاضمان لتحقيق مطالب تركيا في اتفاقها مع ايران، لكون الاخير اضعف من ان يحقق لها ذلك خاصة في ادلب، كما ان المجازفة مع ايران لن تحقق لتركيا سوى الفشل خاصة على المدى البعيد، كما ان خط الغاز من قطر عبر ايران الى تركيا حلم بعيد وغير ذي جدوى لتركيا، اولا لانها ستواجه بالفيتو الروسي ومن ثم انها لن تخرج تركيا من عقدة نقص الطاقة ومحاولاتها المستمرة للخروج من الاستغلال الايراني والروسي اللتان يعتبران المصدرين الرئيسين لامدادها بالغاز.
كما يعلم كلا الطرفين التركي والامريكي ايضا بان الضغط على اقليم كوردستان لترضخ لبغداد وباسم الفدرالية والمحافظة على الوحدة العراقية قبل تخلص بغداد والعراق من النفوذ الايراني وقبل نضج الواقع السياسي والامني في المناطق السنية معناها تسليم العراق على طبق من ذهب لطهران، كما انها ستخرج من ايديهم اخر ورقة يساومون عليها مع ايران ونفوذها وخطها الروسي على مستقبل مصالحهما وعلى مستقبل العراق والمنطقة .
كما ان ايران ليست بتلك السذاجة بان تقوم بحملة عسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني وتفسح الطريق لنفوذ تركيا لتجتاح المناطق الكوردية والسنية معا وتضعها في خانة امبراطوريتها التي لن تكون الا على حساب الامبراطورية الايرانية، لذلك ستكون نتائج المفاوضات بين تركيا وامريكا ضد الاتفاق الاخير بين تركيا وايران ومضعفة لها، والعلامات تشير الى ذلك بعد زيارة وزير خارجية تركيا الى بغداد واربيل.

ولصعوبة التخلص من النفوذ الايراني الذي تنامى كثيرا في الاونة الاخيرة خاصة بعد تدهور العلاقات الامريكية الروسية بعد حزمة العقوبات التي فرضتها الكونكرس الامريكي عليها وشملت ايران ايضا رات فيها ايران بانها فرصة للتصعيد مع المخططات الامريكية في المنطقة

لذلك ارى بان امريكا وتركيا توصلا او سيتوصلان الى حقيقة مفادها ان النقاط الاولوية التي يجب ان يتفقا عليه والتي ستكون بمثابة خارطة الطريق للعمل المشترك بينهما هي مواجهة داعش ،و حل مشكلة العمال الكوردستاني والقضية الكوردية في سوريا خاصة مشكلة تحرير مدينة ادلب ، النقطة الاخرى مواجهة المد الايراني ونفوذها في العراق وسوريا، ومسالة الاستفتاء في اقليم كوردستان العراق.
وستدفع كل هذا بالعلاقات بين تركيا وامريكا بان تقف عكسيا مع مقررات المفاوضات والتوافقات الاخيرة بين تركيا وايران بحيث تحجم تاثيرها بحيث لاتتجاوز نقاطها محاربة العمال الكوردستاني والبجاك على الحدود بينهما وعلى الحدود الجبلية للعراق فقط دون الوصول الى نقاط اخرى داخل العمق السوري او العراقي او محاولة توسيع علاقاتهم لتصل الى مرحلة متطورة .
وان امريكا ستقوم بتقديم عدة حلول ربما ستكملها المفاوضات الدبلوماسية المقبلة بينهما مستقبلا، والتي ستتمحور حول النقطتين:
الاولى تثبيت اعتبار تركيا حليفا استراتيجيا لامريكا لايمكن الاستغناء عنها، لذلك على امريكا تبديد مخاوفها بارضائها او اقناعها بالتوصل معها حول كيفية تحرير ادلب وحول مستقبلها لما بعد التحرير وذلك بان يكون لتركيا او حلفائها من المليشيات المسلحة او التنظيمات المعتدلة كالاخوان دور مهم ليس فيها وفي تحريرها بل في مستقبل سوريا السياسي ايضا، وكما انها ستدفع بالقوات الكوردية الصديقة لامريكا في سوريا بقطع ارتباطها بحزب العمال الكوردستاني وتغيير اساميها بحيث تتوافق مع المستجدات القادمة، وبما يتماشى مع التقاربات الامريكية التركية وبالمقابل ستعمل لارضاخ تركيا لتقبل بالتعايش مع واقع كوردستان سوريا الجديد.
2- وكما ان امريكا وتركيا ستتوحدان موقفهما من العراق ومسالة الاستفتاء في الاقليم خاصة بعد زيارة وزير خارجية تركيا لبغداد التي كانت تامل تركيا من خلالها بان تقدم لها بغداد وبضغط ايراني شيئا حول محاربة العمال الكوردستاني في شنكال كخطوة لضربهم ايضا وبالموافقة مع ايران حسب الاتفاق ام حسب ماصرح به الاعلام التركي بان جهود الدولتين المقبلة ستصب في هذه الخطوة والذي كان من المزمع لو كانت نجحت الخطة ان يشارك القيادة السورية ايضا لضربهم في المناطق السورية في عفرين وكوبانى وبقية المنطقة.
ولكن خيبة املهم جاءة من بغداد بعد طلب العبادي من وزيرخارجية تركيا سحب قواتها من بعشيقة العراقية، والذي سبقه ايضا رد ايراني رافض على تصريحات تركيا بان جيشيهما سيقومان بحملة عسكرية مشتركة ضد العمال الكوردستاني ،ورافق كل هذا ،عدم تقديم بغداد للوفد الكوردي المفاوض اي تنازلات او ضمانات على حل الامور العالقة بينهم، والملاحظ بعد انهاء زيارة وزير الخارجية التركي وفشله في التوصل الى مبتغاه صعدت لهجة الاقليم وتوحدت خطابها حول هدف زيارة الوفد الكوردي لبغداد باعلانها بانها كانت من اجل الاستقلال وليس على التنازلات ، كما ان خطاب الوزير التركي سواء في بغداد او في اربيل لم تقدم سوى التشجيع على الاستفتاء وبصورة مبطنة ، فتركيا تعلم كيف تساوم على الورقة الكوردية لذلك ارى بان المخاوف التركية والامريكية اجتمعت اخيرا لتكون في صالح اجراء الاستفتاء في موعدها مع رفضهما العلني لها ،وانها ستجري حتما ان لم تظهر مفاجئات في المواقف على طاولة المفاوضات في الايام المقبلة لان تحجيم دور الاقليم وارضاخها لبغداد لن تكون لمصلحة احد سوى ايران في الوضع الحالي ، وانها اكثر البدائل ارضاءا لتركيا لتطمئن عبر حليفها (اقليم كوردستان )على مصالحها ، ولتكون ورقة ضغط لها ولامريكا ايضا في مواجهة بغداد وايران وروسيا ايضا حتى بعد الاستفتاء والتخلص من داعش، وستعتبر اكبر عامل وكابح لارجاع السنة ودورهم في مستقبل العراق وسوريا ايضا، وهي الطريقة الوحيدة التي تستطيع امريكا بها استرجاع تركيا الى حاضنتها وابعادها عن خط ايران، واستعمالها لمواجهتها بالمقابل.
ولكن لو سلمنا بان الامر بين امريكا وتركيا قد توصل الى نتيجة متفقة على مستقبل ادلب والاستفتاء في اقليم كوردستان، فمن الذي سيضمن التحولات في الايام القادمة حول ماسيحيكه كل من ايران وروسيا والعراق ايضا من مخططات ، ومالذي يمكن ان يفرض المفاوضات بين تركيا وروسيا او بين روسيا وامريكا من مستجدات على الاتفاقات التركية الامريكية او التركية الايرانية، خاصة على سوريا وادلب بالدرجة الاولى ، ومن ثم اذا كانت تركيا وامريكا حسب الموقف الحالي تدعمان الاستفتاء سرا، فماذا سيكون الامر بالنسبة لمابعدها هل سيدعمون اعلان الدولة الكوردية ام سيحاربونها، ام سيبقونها ورقة يساومون عليها امام خصومهم الى حين نفاذ مفعولها!!؟
ادا حسب الوضع الحالي فان التحشدات التركية تتتجه نحو ادلب وعفرين ، وتتحرك ايران لتحشد قواتها ومع الحشد الشيعي الموالي لها نحو تلعفر ، ففي هذه الحالة فان ادلب وتلعفر الاستراتيجيتين ستكونان قنبلتان ذر انفجارهما احداها بيد تركيا والاخرى بيد ايران، وان بلورة اي واقع لايرضي الطرفان في سوريا او العراق ستدفعهما الى التدخل بتحرك تركيا للهجوم على عفرين والمناطق الكوردية الاخرى من سوريا، وستدفع ايران للهجوم عبر الحشد الشيعي للاشتباك مع البشمركة في كل من كركوك وعبر الحويجة وشنكال ولتقوض معها مساعي الاقليم في التوجه الى اجراء الاستفتاء في موعدها المحدد او محاولة عدم شمول المناطق المستقطعة من الاقليم في هذا الاستفتاء.
وبحسب هذه الحالة الانية ايضا ان اقليم كوردستان متوجهة نحو الاستفتاء مالم يستجد جديد وسيكون عبر البرلمان الذي حتما سيعيدونها الى العمل في الايام المقبلة لتمرير قرار الاستفتاء من خلالها.وفي حال وجود مستجدات فان تاجيلها ايضا سيكون من خلال البرلمان!!
وحتما سيكون تمرير قرار اعلان موعد الاستقلال من خلال البرلمان بعدها من اصعب المراحل التي ستمر بها مستقبل القضية الكوردية في اقليم كوردستان، لانها ان لم تعلن عن موعد الاستقلال بالاتفاق وعبر البرلمان، فانها حتما ستتوجه نحو التقسيم او القبرصنة !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا