الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب مصدر السلطات

واثق الجابري

2017 / 8 / 25
المجتمع المدني


الإختبار صعب في عراق ما بعد داعش، وأمام النظام السياسي تحديات لا تُنكر، ولا يُهمل دور الشعب في صناعة مستوعِبات للمشكلات وإمتصاص الغضب والنقمة ومن الطبقة الحالية، في ظل بنية هشة وتدافعات وتردٍ إقتصادي لإنخفاض أسعار النفط، وحاجة الإعمار وتعويض الشهداء والجرحى، ووضوح سوء الخدمة والبطالة، وتفشي الجريمة ومخلفات الإرهاب الفكرية والإجتماعية والإقتصادية.
عندما يغيب التخطيط، ستكوّن أرضية مناسبة لإنشطار المجتمع، ويُسيطر المفسدون والمسلحون من خارج القانون على الدولة.
الإختبار صعب بالمراهنة بين بقاء الدولة وفناءها، ورغم النجاح في الإختبار الصعب، لكنه ليست نهاية مطاف الحرب، وأهم آفات النصر الغرور به والغفوة قبل الوصول الى خط النهاية، وتسلق قوى تريد صناعة نفسها بجهود غيرها او على حساب معاناة مَنْ كان جمهورها، في غياب إستراتيجية تتلائم مع متغيرات فُرضت على المجتمع، وصنعت واقع جديد مخاضه تشخيص أسباب الفساد والإرهاب وتنامي كراهية؛ غذتها خطابات محرضة لتحصد التضحيات لنفسها.
تمثل الإنتخابات النيابية والمحلية المقبلتين في 2018، من أكثر الحالات مفصلية للواقع العراقي، وسيكون للمنتصرين الدور الأساس في تمثيل الواقع الشعبي، وسينقسم النصر الى شطري بين المعركة والسياسة، وستتغير الخرائط وتغيب قيادات كبيرة تصدرت المشهد بأوراق متعددة، وستفقد هيمنتها داخل أحزابها وفي المشهد السياسي بصورة عامة، وبدأت الإشارات الى حاجة المجتمع للتجديد ودور الشباب، والتمثيل من ثلاثة ابواب: قوة اولى شكلت موقف المجابهة الحربية والمجتمعية، بحشود شعبية مقاتلة في سوح القتال أو الساحة الوطنية، لتغدية خطاب الإعتدال، وثانية فكرت وخططت لإستراتيجية وطنية ما بعد داعش، ينطلق منها العراق الى تجاوز نتائج التخبط السياسي والإختراق الإرهابي، والثالثة الشباب وقراءتهم لواقع أكثر إنفتاح عن سابقيهم الأكثر تشدد.
إن القوة لا تكتمل بمسك الأرض وتحرير ما تبقى، وهناك حاجة مجتمعية الى إعادة الدولة هيبتها، ويشعر مواطنيها أنهم في وطن لا يفسح مجال لتغلغل الأصابع السوداء بين جمع صفوفهم تجاه عدو مشترك، والحاجة ملحة للتغيير وتبديل وجوه أن لم تتعمد الفشل، فقد شاركت بطرق غير مباشرة، ومن الشباب قُدمت تضحيات، وكانوا خير من حفظ الوطن، وإعادوا للدولة هيبتها، وصدورهم كانت مصدات للسلاح، ومع هذا وذاك حاجة ملحة للحكمة والعقل والتفكير بمستقبل العراق، بعمل سياسي يوازي حجم التضحيات.
مؤشرات على غياب إستراتيجية بعض الساسة، هو فرضية تعزز نفسها، وتشير الى وجود من يُريد سلب النصر، ويتحرك بشتى الوسائل للعودة للحكم.
المرحلة المقبلة تحتاج إلى حسم الملفات العالقة والولاء الوطني، ومستقبل وتاريخ الأمم صنعه الشباب، وهم المقاتلون في سوح القتال والوطنية والصندوق الإنتخابي، ولابد للتخطيط المسبق لمنع تفشي الجريمة والفشل السياسي، وتجاوز تحدي مآلات عدم دقة الحسابات، التي أوجدت نتوءات التخبط السياسي، والواضح وجود تحركات محمومة لإعادة صناعة وجوه كلحت، لتقديم نفسها صانعة للنصر على داعش، في حين يهمل موقف ومشاركة 14 جيلاً من الشباب بلغوا الرشد السياسي بعد 2003م، وبما أن جيل الشباب هو من يحدد بوصلة صندوق الإقتراع؛ فلابد أن يكون دور الشباب حاكماً في المرحلة المقبلة، وبما أن الشعب مصدر السلطات، فهم الأغلبية، وأغلبهم سيشارك بالإنتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في