الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر التركي – الإيراني على شعوب الشرق الأوسط

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2017 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أثارت الزيارة التي قام بها رئيس هيئة أركان جيش نظام الملالي الإيراني «محمد حسين باقري» إلى تركيا في منتصف الشهر الجاري تناقضات في التصريحات من قبل أقطاب الدولتين، فقد أشار أردوغان إلى إمكانية قيام تركيا وإيران بعمل عدواني مشترك ضد حركة التحرر الكردستاني في قنديل وشنكال، فيما نفت إيران حصول أيَّة اتفاقية مع تركيا بهذا الخصوص. الزيارة الأخيرة لباقري إلى أنقرة أثارت أيضاً المراقبين والمحللين والصحف التركية، فالبعض أوحى بأن تلك الزيارة أخذت أكثر من حجمها المفترض، فيما أشار البعض الآخر إلى أنَّ الطرفين اتفقا على بنود سرية بشأن عدة ملفات حساسة في المنطقة.
ولكن مهما يكن من أمرٍ، فإن العلاقة بين تركيا وإيران تحكمها تناقضاتٌ وقواعدُ عدم الاشتباك المباشر وصراعٌ سري يمتد لمئات السنين على مدِّ النفوذ في الشرق الأوسط.
تعود قواعدُ عدم الاشتباك المباشر إلى معاهدة قصر شيرين التي وُقِّعت بتاريخ 17 أيار 1639م بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية والتي أنهت الحرب المباشرة بين الطرفين وجرى ترسيم الحدود بين الدولتين من خلال تقسيم أراضي كردستان بينهما، ومنذ ذاك الوقت بدأ الصراع السري «غير المباشر» بينهما في المنطقة. يمتلك كلٌّ من النظامين التركي والإيراني مشاريع توسعية احتلالية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، فالنظام الفارسي الحاكم في إيران اعتمد على المذهب الشيعي للتوسع في المنطقة من خلال دعم وفرض نفوذه على القوى الشيعية في العراق ولبنان وسوريا ودول الخليج، وهو ما أدى إلى امتعاض دول أخرى كالسعودية التي تمتلك مشروعاً مماثلاً لقيادة العالم الإسلامي السِّني، وينافسها في ذلك أيضاً الدولة التركية التي تسعى لإعادة احتلالها للمنطقة من خلال دعم حركة الأخوان المسلمين في الدول العربية والإسلامية ومؤخراً اعتمدت تركيا على دعم العصابات الإرهابية والمرتزقة كداعش والنصرة في سبيل خدمة مشاريعها الاحتلالية ولاسيما في الشمال السوري. لكن الصراع التركي الإيراني المستمر على المنطقة يقابله تنسيقٌ وتحالفاتٌ استخباراتية عندما يتعلق الأمر بالمسألة الكردية، فالدولتان تعتمدان الأساليب ذاتها في قمع وطمس حقوق الشعوب ومحاربة التنوع الثقافي واللغوي والحضاري في المنطقة، ولهذا فإن أي تطور لحال الإنجازات الديمقراطية التي تحققها شعوب المنطقة يدفع إلى مسارعة النظامين التركي والإيراني ومعهما الأنظمة الاستبدادية الأخرى للوقوف بوجهها خوفاً من انتقال الفكر الديمقراطي الحر إلى دولها. إن الزيارة الأخيرة لباقري إلى أنقرة تأتي في إطار مناقشة عدد من الملفات الحسَّاسة في المنطقة كالملف السوري والتطورات الجارية في إدلب، والملف القطري وتطورات بلورة حلف جديد يضم تركيا وإيران وقطر لمواجهة الحلف السعودي الإماراتي المصري في المنطقة. وكذلك في إطار التنسيق المشترك بينهما لمحاربة التطلعات والمشاريع الديمقراطية لشعوب المنطقة، ولاسيما بعد التطور الحاصل في الشمال السوري من ناحية تحرير مساحات واسعة من الأراضي السورية وتطبيق النظام الفيدرالي الديمقراطي في أقاليم الشمال السوري، وكذلك بُعيد توجه إقليم جنوب كردستان نحو الاستفتاء على تحديد مصير الإقليم والذي سيُجرى في 25 من الشهر القادم. إن الطبقة الحاكمة في إيران وتركيا والتي تعتمد على الذهنية الاستبدادية والعدوانية والإبادية بحق الشعوب الأصيلة في المنطقة ماهي إلا امتداد تاريخي منذ مئات السنين، وعليه فإنه على شعوب المنطقة أن تدرك وتتنبه إلى خطر المشروعين التركي والفارسي الإيراني التوسعي على المنطقة وإرثها الحضاري.

*زاوية "في العمق" / صحيفة روناهي - سوريا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي