الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بخصوص ما جرى بعاصمة الموزنبيق موبوتو
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2017 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية
هل كان تصرف الوزير بوريطة ومن معه ، تصرفا مسؤولا ، يرقى إلى الممارسات الدبلوماسية المتعارف عليها عند الدول المتحضرة ؟
ان ما جرى بالعاصمة الموزنبيقية موبوتو ، كان مساسا بالشعب المغربي ، أكثر منه مساسا ببوريطة ، ومنه مساسا بسمعة الدولة . فلأول مرة يتجرأ حراس بلد مضيف ، على الدخول في تدافع بدني مع وزير وفريقه ، رغم انه يتوفر على استدعاء الحضور ، وأصبح عضوا بالمنظمة الإفريقية ( الاتحاد الإفريقي ) الذي يعقد لقاء مع اليابان ، وبحضور سفراء أوربة ، وأمريكا حول تنمية القارة الإفريقية .
فهل ما قام به بوريطة الدبلوماسي ، كان ضمن القواعد الضابطة للعمل الدبلوماسي ؟
وهل ما قامت به اليابان ، كان كذلك يجري ضمن الأعراف الدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول ، عند عقد اللقاءات لإجراء الأبحاث والدراسات حول الموضوع المقترح من قبل المجتمعين ؟
أولا إن اللقاء لم يكن بين الدول الإفريقية منفردة وبين اليابان ، بل كان بين هذه ، وبين الاتحاد الإفريقي . وهنا نتساءل : هل يحق لليابان التعرض على حضور عضو بالاتحاد ومؤسس له ؟
ألا يعتبر هذا الفعل بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية للاتحاد ، قبل الدول المكونة له ؟
وهل ترديد وزارة خارجية بوريطة ، لاستمرار رفض اليابان الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، هو انتصار أكيد لما يسمى بالدبلوماسية المغربية التي تقودها وزارة خارجية بوريطة ؟
الم يكن تصرف اليابان ، العارف بحقيقة الوضع القانوني الضابط للاتحاد الإفريقي ، درا للرماد في أعين بوريطة ومن معه ، لأن اليابان تعرف ان تعاملها هو مع الاتحاد كمنظمة ، وليس مع الدول المكونة له بشكل انفرادي ومستقل ؟
ثم كيف نستسيغ قبول الدبلوماسية المغربية الجلوس الى جانب الجمهورية الصحراوية المزعومة في حلقات سابقة ، ورفض ، بل عرقلة الحضور معها مع اليابان ؟
الخطير أن المغرب حين انضم إلى الاتحاد الإفريقي ، وموافقاً على قانونه الأساسي ، يكون قد خضع للمسطرة المنصوص عليها في هذا القانون ، والتي تفرض على أي بلد من خارج الاتحاد يريد الانضمام إليه ، الاعتراف المسبق بجميع مكونات الاتحاد ، اي الاعتراف بالدول العضو فيه .
وبما ان انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية ، كان بسبب انتساب الجمهورية الصحراوية إليها ، فان الانضمام الى الاتحاد الإفريقي كان اعترافاً من المغرب بهذه الجمهورية التي أنشأها الهواري بومدين ومعمر القدافي ، ولم ينشئها الصحراويون ، لا باستفتاء ولا بتقرير مصير ، رغم ان قرارات الجمعية العامة ، ومجلس الأمن ، لا تزال تنصص على الاستفتاء الذي لم يتم تنظيمه الى الآن .
فكيف للدبلوماسية المغربية ان تعترف بالجمهورية الصحراوية من خلال الاعتراف بالقانون الأساسي للاتحاد ، وتقبل الجلوس معها في دورات مختلفة ، وترفض في آن الجلوس معها في اللقاء مع اليابان ؟
شيء لا يمكن لعقل سليم تقبله او فهمه ، اللهم الخبط خبط عشواء في ميدان تجهل فنه ما يسمى بالدبلوماسية المغربية .
الآن المغرب في ورطة من خلال تصرفا صبيانية تسيء الى سمعة المغرب ، وتلحق الأذى بشعبه ، وهي إهانة ستبقى محفورة في جبين الشعب ، لا في جبين بوريطة ومن معه . فهل يجوز ان يتحول وزير للخارجية ، الى بواب يحرس الزوار ، ويتحكم في من له حق الدخول من عدمه ؟
البس الاختصاص موكول إلى الأجهزة المختصة بمقتضى القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ؟
كيف يتدافع وزير مع حراس أمّيين ، ومن المفروض أن يكون على اطلاع برد فعل الموزنبيق المعادي للمغرب ولمغربية الصحراء ؟
ان ترديد بوريطة ووزارة خارجيته ، باستمرار رفض اليابان الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية ، هو تهرب من الهزيمة ، وتعتيم فاشل على ما جرى وحصل بموبوتو ، لأنه أعطى جرعة للانفصاليين ، لم يكونوا ليحلموا بها ، لو لا هذا الخطأ الجسيم لبوريطة ومن معه .
ان اليابان ، وجميع الدول الأوربية ، وأمريكا ، وكوريا الجنوبية ، واستراليا ، ونيوزيلاندا ، والصين ، وروسيا الاتحادية .... الخ ، لا يعترفون بالجمهورية الصحراوية المزعومة ، لأن هذه الدول ، تحرص على تمسكها بالشرعية الدولية ، التي تؤكدها قرارات مجلس الأمن ، التي تحمل تفسيرات عديدة ومختلفة .
وما دام أن الاستفتاء المتحدث عنه في كل القرارات لم يجري تنظيمه بعد ، فان أي اعتراف من هذه الدول بالجمهورية الصحراوية المزعومة ، سيضرب في الأصل المشروعية الدولية ، ومن جهة سيجعل من هذه الدول طرفا منحازا في نزاع لا يزال حله شكليا بيد الأمم المتحدة .
لكن إذ كان العالم الحر الديمقراطي ، لا يعترف بالجمهورية الصحراوية الشاردة ، والمتعارضة مع القرارات الأممية ، فهو يعترف بجبهة البوليساريو ، حيث توجد لها مكاتب بجميع هذه الدول . فهل يمكن لعاقل أن يبتلع ترديد بوريطة ومن معه ، لاسطوانة رفض اليابان الاعتراف بالجمهورية الصحراوية المزعومة ؟
كان على بوريطة ووزارته ، وبعد الدخول الى الاتحاد الإفريقي ، التحلي بالصبر ، واللعب على الوقت الذي يذيب الحديد قبل البشر . فكان الأهم ، هو خوض صراع دبلوماسي هادئ في أروقة الاتحاد ، لإقناع الدول ، ليس بالاعتراف بمغربية الصحراء ، بل في خطوة أولى إقناع الدول بسحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وفي مرحلة ثانية ، وحين تنضج الظروف ، أقناع الدول الإفريقية عندما يتمكن المغرب من تكوين لوبي إفريقي قوي ، مقتنع بمغربية الصحراء ، ليس بطرد الجمهورية الصحراوية ، بل لتفجير الاتحاد الإفريقي ليصبح اتحادين ، واحد يمثله المغرب والأكثرية الإفريقية ، وآخر كأقلية ، تمثله الجزائر ، والجمهورية ومن سار في فلكهما . والنتيجة خلط الأوراق لتقسيم نظرة العالم الحر ، أمام وجود اتحادين ، واحد مشروع تكونه الأغلبية التي تؤمن بمغربية الصحراء ، وآخر تشكله أقلية تسبح بدولار الجزائر وبترولها المهدد بالنضوب .
وهنا عوض تلقي الضربات سيدخل المغرب حرب البلاغات والبلاغات المضادة بين الاتحادين ، وستستمر الوضعية هكذا ، الى النصر الكبير باعتراف دول العالم بمغربية الصحراء .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم